بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 02:51
المحور:
الادب والفن
أقصوصة
صيد
----
استيقظ الشـيـخ إسـلي بـاكـرا ، توضـأ وصلى ، امـتـطى دراجـتـه
الرجـالـيـة ، القديـمـة ، ومـضى في المنحـدر الطويـل ، الملـتـوي
المظلـم ، المفضي إلى شاطئ البحـر ، حامـلا خلفـه قـفـة كـبـيـرة
وضع فيهـا قصبـة صيد قديمة ، مسند حديدي صدئ ، شـصوصا
متنوعـة ، طعومـا مختلفـة ، رصيصات معددة ، كرسيـا صغيـرا
قابلا للطي ، ترمسا صغيرا ، فيه قهوة سوداء ، ومذياعا صغيـرا
حين اقترب من الشاطئ ، سمع أصوات محركات مراكب الصيد
الكبيرة ، ورأى أضواءهـا ، وهي عائدة إلى المينـاء ، لمـا وصل
إلى الشاطئ ، وضع القـفـة ، وأنـام الدراجة على الرمـل ، غرس
المسند في الرمـل المبـلـل ، وأطعـم الشص ، رمى خيط القصـبـة
بكـل قوة إلى البحـر ، وضـع القصـبة في المســنـد ، جـلـس على
الكـرسي ، فـتـح المذيـاع على محطـة cap radio ، انبعث منه
صوت celine dion صادحا ، صب القهوة في طاس ، وأشعل
سيجارة، سحب الخيط مرات عديدة ، وطعم الشص طعوما جديدة
مر الوقت سريعا، انتظر كثيرا ، لكن دون جدوى ، لم يظفربصيد
خاطب نفسـه : ( إن مـراكـب صيد عـلـية القوم الكبيرة ، أفرغـت
البحر من الأسماك ) عند الزوال ، سحـب الخيـط ، طوى القصبة
وضع أشياءه في القـفـة ، توجه إلى سوق القـرية ، اشترى عـلبة
سمك سردين صغيرة ، رغيفا أبيض ، وتبغا رخيصا، وعاد دافعا
دراجته في العقبة دفعا إلى داره حزينا .
بويعلاوي عبد الرحمان ( بويا رحمان )
وجدا - المغرب
24 - 11 - 2017
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟