أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم العراقي - عنزة في حديقة إدوارد ألبي














المزيد.....


عنزة في حديقة إدوارد ألبي


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


مسرحية إدوارد ألبي"العنزة أو من هي سيلفيا؟" التي نالت جائزة توني عندما عرضت في برودواي قبل موسمين وأثارت نقداً مختلطاً كالعادة مع أعمال المسرحي الأميركي. " وعرضت على مسرح ألميدا, لندن, :عززت عودة الكاتب الناجحة بعد بضعة أعمال أعجبته هو لا النقاد. في "العنزة" يغرم مهندس ناجح في الخمسين بالحيوان ويحاول أن يفسّر لزوجته كم الأمر خارق ولا تمكن مقارنته بالعلاقات الأخرى, في حين تصدم هي وتريد اعتذاراً.
ألبي يدرّس في جامعة هيوستن حيث يعرف أساتذة نشأوا في مزارع وعرفوا غالباً هذا النوع من "العلاقة". الاعتقاد بكرامة الإنسان السامية مجرد تعصب, وعندما تصف الزوجة زوجها بـ"الحيوان" تعتقد انها تهينه, لكنه يجيب: "كنت أعتقد أننا كلنا حيوانات". أثارت "العنزة أو من هي سيلفيا؟" الغضب والاشمئزاز في أميركا, وترك مشاهدون القاعة في اللحظة نفسها: عندما يقبِّل الابن المثلي أباه في موقف مشحون حسياً. تلقى الممثلون رسائل عدائية وتهديدات بالقتل فاستدعيت الشرطة لحمايتهم.
أنهى ألبي عملاً جديداً يمهد لـ"قصة حديقة الحيوان" التي بدأ بها عمله في آخر الخمسينات, وبعيد كتابة مسرحية عن لوركا. كان عمره ثمانية عشر يوماً عندما تبناه زوجان ثريان, وعندما عرف انهما ليسا أبويه الطبيعيين ارتاح. حرماه عاطفياً ومثّلا, سياسياً وشخصياً, كل ما كرهه. حين بدأ وعيه السياسي والطبقي يتشكل, أدرك انه يعيش مع العدو, وترك البيت بعد شجار صاخب. لم يعد ليرى أمه الا بعد سبعة عشر عاماً, وعندما توفيت تركت له القليل من المال وأكثر مما احتاج اليه من الذكريات المرَّة. انتقم منها بمسرحية "ثلاث نساء طويلات" في أوائل التسعينات التي سجلت عودته الظافرة بعد بضعة أعمال لقيت هجاء النقاد وفتور المشاهدين.
أصيب بالذعر عندما اقترب من الثلاثين من دون أن ينجز شيئاً, وكانت "قصة حديقة الحيوان" هديته لنفسه. يلتقي فيها رجلان على مقعد في سنترال بارك في نيويورك ويكشفان عزلة الفرد في المدينة. في أوائل الستينات كانت "من يخاف من فرجينيا وولف", الكوميديا السوداء عن أمسية شرب وشجار بين زوجين يمزق أحدهما الآخر في حضور زوجين شابين يصيبهما الشجار بالذعر. فقدان السيطرة على الحياة يبدو ارادياً وانتحارياً, وتتكرر مواضيع الخسارة والعزلة وانهيار العلاقة التي يقول ألبي ان الآخرين يرونها في أعماله, في حين يرجو هو أن يكون فنه أكثر فائدة. ما يهمه ألا يخيّب أمل المرء في نفسه وأن يتفحص حياته ويجددها باستمرار. كان مدمناً يبدأ الشرب في العاشرة صباحاً ويذهب الى المسرح ليصرخ ان المسرحية فاشلة وعلى المشاهدين المغادرة. واكب نجاحه في الاقلاع عن الشرب انحدار مهني دام نحو عقدين واحساس بأن نجاح الكتّاب وفشلهم امر يتعلق بالموضة. "تكون على الموضة ثم يأتي شخص آخر يرونه الاعجوبة الجديدة فتصبح قديم الطراز". في الخامسة والسبعين, ويعيش منذ ثلاثين عاماً مع فنان كندي, لكنه يرفض تصنيفه كاتباً مثلياً, ويثير عداء المثليين الذين يريدون توظيفه لخدمة قضيتهم. فكر بالكتابة عن طبيب يعالج مرض الايدز ويحقن نفسه بالفيروس لكي يختبر عذابهم بنفسه, كان لا يزال يتساءل ما اذا كانت الفكرة مقبولة عندما فوجئ بعرض مسرحية مشابهة. انتقل الى "العنزة" التي تخطت فكرة المقبول الى تحدي المحرمات وإثارة الصدمة بطريقة مختلفة. يفسر ألبي حرب العراق بالنفط, ولا يحتمل وجوده في غرفة واحدة مع جورج بوش: "قابلته مرة ولم أر شيئاً خلف عينيه(...) ليس رئيساً شرعياً. مجلس القضاء الأعلى الذي عيّن والده اعضاءه سمح له يتنفيذ انقلاب"



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدغار ألن بو..قصائده وتنظيره للشعر
- القصة العائلية لفرويد
- منعطفات ارثر ميللرالزمنية
- ماركسية ماركس
- قراءات في الفلسفة المثالية الألمانية
- كيف ظهرت الحداثة في غرب اوربا وأميركا.. ؟
- خمس سكان العالم تحت مستوى خط الفقر...لماذا..؟.
- فوكو..ما يزال يثير الجدل..
- أطفالنا يحلمون
- الأدب عبر الإنترنت
- وحشة وحلم
- الصحافة الدينية في إسرائيل
- ذكريات رياضية...فريق إتحاد التضامن.
- كامو وسارتر..قصة القطيعة
- الأسس اللاهوتية في بناء حوار المسيحية والاسلام
- راسين..ثلاثة قرون من المسرح..
- جمعة اللامي في عزلته
- الإنسان أمام غياب اليقين
- كوبا ..كل شيء سيتغير غدا..
- برجوازي صغير


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم العراقي - عنزة في حديقة إدوارد ألبي