أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - أمريكان أقل














المزيد.....

أمريكان أقل


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5708 - 2017 / 11 / 24 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعلومة

التي سربها "المتقاعد" في موقعي الفرعي أمس عنوانها: خطب كبير سيقع في السعودية! ونصها: إذا قلص الأمريكان تواجدهم العسكري قبل الدبلوماسي قريبًا فسيقع! الخطب معناه في القاموس: الأمر العظيم المكروه، ويتوقف حدوثه القريب في السعودية على تقليص تواجد الأمريكان العسكري أولاً ثم تقليص تواجدهم الدبلوماسي ثانيًا في المنطقة تحت شرط وقوعهما. دراستي الدقيقة للمعلومة جعلتني أصل إلى التالي: لن تكون لإيران لا يد سفلى ولا يد طولى في الأمر، لأننا، أنا والمزدوج، نؤيد إيران، والمعلومة تحذر من مصاب عام يطال السعوديين. فهل تكون إسرائيل؟ حكام إسرائيل والسعودية لهم يد واحدة، فلن تسعى الدولة العبرية بيديها ورجليها لتحقيق هدف يقدر عليه حلفاؤها. إذن الخطب الذي سيقع في السعودية، حال تقليص التواجدين الأمريكيين، خطب بأمر حكامها على أبنائها.

للمعلومة

صياغة سياسية نادرة، فهي بكلماتها القليلة تلخص الاستراتيجية الأمريكية في مناطق نفوذها من ناحيتها الإيجابية، وهذا لأول مرة في التاريخ الجيوسياسي. صحيح أن القوة العسكرية الأمريكية هي هنا أو هناك للدفاع عن المصالح الأمريكية، لكنها كذلك، بقوة الأشياء، للدفاع عن المصالح الإقليمية، بل وأكثر، للدفاع عن المصالح المحلية، كما يجري في السعودية، مع السلم الأمني فيها، السلم الأمني إلى حد مشكوك فيه، لكن معلش، فلنقل السلم الأمني بشكل مؤقت. والحال هذه، يتبدل مفهوم الإمبريالية، ليحل محله مفهوم "المتروبولية"، وهو مفهوم قديم يعني الدولة بالنسبة لمستعمراتها، لكن يتم تحديثه، ليعني في السياق العولمي واشنطن عاصمة العالم.

إذن

ما أن ترفع أمريكا يدها، أكثر: ما أن تقلص أمريكا من وجودها في هذا الجزء أو ذاك الجزء من العالم، حتى يختل التوازن، وينتهي الأمن، ويُسَن قانون الغاب الذي لأول مرة في تاريخ أمريكا الجيوسياسي بعد العراق وأفغانستان والسودان و و و لم يعد قانونها بل قانون أية دولة ضد جاراتها، وقانون أية دولة ضد مواطنيها.

لكن

السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا تقلص أمريكا وجودها العسكري ووجودها الدبلوماسي في منطقة الخليج، وتترك الشعب السعودي لقمة سائغة في فم نيرون الرياض؟ وهل الديكتاتور الصغير في حاجة إلى مثل هذا الفعل ليفعل فعلته المجرمة في شعبه وسوابقه تشهد في اليمن على فعلاته الأكثر من مجرمة؟ المتروبولية كمفهوم تقلص من سياسة "ترك الحبل على الغارب" الأمريكية، وتملي على واشنطن سلوكًا أخلاقيًا مغايرًا في عين الرأي العام الأمريكي والرأي العام العالمي. إضافة إلى ذلك، بعد إعادة توزيع الأوراق التي تمت بين بوتين وترامب في سوريا وفي المنطقة: روسيا تتكفل بسوريا ما بعد الحرب، وإيران في العراق وفي لبنان وفي اليمن، تفضل أمريكا أن يكون تواجدها أقل، وهي بذلك ترمي عصفورين بحجر واحد: إرضاء المارينز وإرضاء الرأي العام. عندنا كذلك في حالة إذا ما وقع "الخطب" المعلن في السعودية: مو أنا ومو أوامري.

في ألمانيا

بعد الحرب العالمية الثانية، وفي اليابان، وفي كوريا الجنوبية، اتبعت أمريكا السياسة نفسها، كان ذلك في إطار الهيمنة الأمريكية على أجزاء من العالم، سياسة دمغت ذلك الزمن تحت ثوب الإمبريالية لا تحت ثوب المتروبولية في زمننا، والاحتكار الرأسمالي يسيطر على العالم. رافقت سياسة آنذاك خطة إعادة بناء ليس على أساس مهدم، كما تنوي أمريكا فعله في العراق، وشعارها "البناء مقابل النفط"، بل على أساس اقتصادي وأساس ديمقراطي وأساس ثقافي دونها لم تصل ألمانيا ولا اليابان ولا كوريا الجنوبية إلى ما وصلت إليه. أين هذه الأسس الجوهرية و"الترتيبة" البوتينية-الترامبية في الشرق الأوسط؟ وهل ستفيق إيران من خدرها والطرفان يتلاعبان بها؟ هل سيقتنع الأمريكيون والروسيون والإيرانيون بما تطرحه قوس قزح من مشاريع خلاقة ليكون الغد في شرقنا الأوسط كالغد الألماني أو الغد الياباني وأخيه الجنوب الكوري مشرقًا؟ غد لا يخيف أحدًا، وفي صالح الجميع. خاصة وأن غد الجيوتقدم والجيواستثمار والجيوبناء هو الغد الوحيد الذي سيوقف خطبًا ربما سيقع في السعودية عما قريب، تذهب ضحيته الآلاف من الوطنيين السعوديين.



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الدين
- أعترف بإسرائيل دولة يهودية وبإيران دولة فارسية
- الحرب الباردة بين السنة والشيعة
- إيران فلنتحاور!
- البنيوية والثورة الروسية
- الشرق الأوسط الحديث
- لعبة أمريكية في السعودية
- العالم في عينيك الزرقاوين
- شيوعيو الدين
- ماذا تنتظر إيران؟
- عزف على أوتار سنطور إيراني قديم
- بسم الله الرحمن الرحيم 3
- بسم الله الرحمن الرحيم 2
- بسم الله الرحمن الرحيم
- الإجراءات الأولى
- قطر العمالة
- قطر القذارة
- أريد ملياري من قطر!
- السعودية تنتفض!
- نحن وإيران والغرب


المزيد.....




- في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
- لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
- -بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- - ...
- قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة ...
- هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
- مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور + ...
- -حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
- مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف ...
- مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول ...
- لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - أمريكان أقل