|
عن الشموس التي انارت ليل العراق الطويل ....يوم الشهيد الشيوعي
حارث الخضري
كاتب وأكاديمي
(Harith Kadhim)
الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 11:08
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
تختلف في الرابع عشر من شباط الاشياء.. وتتغير الصور.. وتتنازل الابتسامات عن عرشها لدموع الحب والذكرى.. ويبدو الاصرار على الاستمرار والبقاء مزهوا. في مثل هذا اليوم من كل عام، يصبح السواد نيشاناً للبطوله .. وتتحول ام شهيد بلحظة الى ام للدنيا.. نتردد الف مرة قبل ان نقبل عائلة الشهيد.. خجلا من ان تكون قبلتنا لا تليق. هكذا كانت ملامح الاطار الذي اطر صورة احتفالنا البسيط بساطة هذا المنتصر على حبل شناقه، والذي كنا جميعا نحتفي بانتصاره وشنقه لأعواد مشنقته بكلماته.. هكذا كان الانطباع الاول ونحن نحي ذكرى استشهاد القائد "فهد" ورفاقه. كنا جميعا هناك غصت القاعة بالحضور.. لدرجة ان الكثير تعذر عليهم الحصول على موطئ قدم.. كان سباقا بدء منذ الصباح للفوز بشرف المساهمة بتكريم ابطالنا.. وكان اجمل ما زين القاعة.. عوائل الشهداء تلك التي كنت ارى الق دموع العز والفخر تتأرجح في عيونهم.. كانوا هم عوائل الجميع هناك.. وكان الجميع اولادهم.. بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت استذكارا لمن منحوا الوطن بدمائهم صكوك الحرية.. تلا ذلك كلمة اللجنة المركزية للحزب .. القاها الرفيق محمد جاسم اللبان"عضو المكتب السياسي للحزب اكد فيها ان قادة حزبنا "فهد وصارم وحازم" عندما اعتلوا اعواد المشانق، اعتلوها .. غير هيابين دفاعا عن المبادئ والقيم والمثل التي نذروا انفسهم من اجلها، من اجل خير الشعب وتقدمه وازدهاره" وفي ختام الكلمة دعا الرفيق عضو المكتب السياسي لتكن ذكرى يوم الشهيد الشيوعي حافزا لمزيد من العمل والعطاء، في الدفاع عن مصالح الكادحين وعموم ابناء شعبنا، من اجل غد افضل وسعيد "نص الكلمة الكامل نشر في عدد طريق الشعب الصادر يوم 15/2/2006" وألقى الرفيق هاتف الاعرجي كلمة اللجنة التنظيمية للحفل بقوله: "ايتها الرفيقات .,. ايها الرفاق .. الحضور الاعزاء السلام عليكم. يقينا ان مسار هؤلاء الابطال الشيوعيين المخلصين لمبادئهم، بتواشج من تاريخ حركة التحرر الوطني وفي انصع صفحاتها من تاريخ العراق قبل تموز 1958 ومنذ الجذوة الفكرية التي تمثلت بتأسيس حزبنا الشيوعي المجيد وبعدها فمن ينكر دور الشيوعيين المؤثر والفعال في المحافل الوطنية والاجتماعية والثقافية. ويتابع الرفيق الاعرجي بالتساؤل: "الم يكن شهداؤنا الابطال من اشد المناهضين لكل انماط الديكتاتورية والرجعية والتخلف.. ليعود ويؤكد في محل آخر من كلمته: "هكذا علمنا شهداؤنا ، ان الانسان موقف، الكلمة موقف المثقف مؤكد الفعل موقف. انه الموقف العام الذي يتمثل بعدالة المبادئ التي امنوا بها مبادئ الحزب الشيوعي المجيد وحب الوطن وعزة الذات الانسانية الخلاقة حد الاستشهاد". ويتابع الرفيق الاعرجي: اننا نحس ارواح شهدائنا الطاهرة في كوكبة مضيئة احياء بأثرهم بيننا، وما بعدنا حتما ما داموا قد اختاروا طريق دحر الموت والفاشية والدكتاتورية مع سبق الاصرار.. ومع ذلك فما اقسى غياب شهدائنا عنا، اولئك الحاضرون في ضمير المستقبل والتاريخ". تلا بعد ذلك الرفيق الانصاري اشتي ملقيا كلمة باسم "رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين خاطب فيها رفيقه الشهيد بقوله: "في زحمة الحزن.. صار الليل اشرعة.. وكنت الوذ بالذكرى .. لأ وقد شمعة اخرى لقبرك.. شمعة اخرى لأيام شربنا الحب فيها.. شمعة اخرى لدفء حديثك المغموس بالضحكات.. شمعة اخرى لوجه الحزب.. هذا الحزب علمنا التوجس والحنين .. وحب كل الناس". يتوقف الرفيق لحظات قبل ان يطلق كلماته: "في زحمة الحزن.. صار الليل أشرعة.. ولكن نجمة الليل قد سطعت سميناها قزلر.كان معتصم بريشته.. يلون وجهها الفضي.. ثم توالت الاقمار.. في كرميان.. في ورته وبشت ئاشان .. عند عبور دجلة.. في كوماته.. عند الحدود مع الاتراك.. في اشقولكا وقرناقو. هذه الاقمار ستبقى تضيء سماء العراق.. مهما حاول البعض تجاهلها ستصرخ في وجوههم "نحن هنا ابدا". الشعر يعتلي المنصة - كان اصرارا عجيبا من الشعراء .. الذين تسابقوا ليهتفوا باسم "فهد" ورفاق مسيرته .. علماً ان برنامج الحفل لم يتسع لكل المشاركات. اول من اعتلى منصة الشعر كان الشاعر "ناظم السماوي" الذي وجه خطابه لذاك الشهيد البطل عندما صرخ. - "شفت بيك الوفه.. من طبع - هاي الگاع.. من حضنت اخدودك.. وانته التبسم..!" ليأتي دور الشاعر حمد دوخي ملقياً قصيدة بعنوان "الى طائر الماء "فهد" جاء فيها.. "سموت.. لتطرق باب السماء وهاهي تفتح غيمة صبح تضحك ووحدك في الافق.. تشرح كيف الوصول الى البحر. فالبحر حلمك *** تعال وضمد جهات العراق التي مسها الدم تعال.. فأنت المدلل والأرض ام تعال.. فلم يبق لي غير عينيك حلم تعال.. تدل الحدائق اطفال اشجارها. ليعتلي المنصة بعد ذلك الشاعر الشعبي حمزة الحلفي ليطرب الحاضرين بقصيدته "نهر الدم"ويؤكد ان اعداءنا مهما فعلوا فأنهم: " ما كَطعوا نهر نه وظل عزيز الماي نشرب من زلاله وننطي الوشاله..
#حارث_الخضري (هاشتاغ)
Harith_Kadhim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أكادير: احتجاجات وإضراب عام للعاملات العمال الزراعيين باشتوك
...
-
بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
-
فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها
...
-
فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت
...
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|