|
فهيم أبو ركن عاشق الكلمة الجميلة الى حد العطش ..!!
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5707 - 2017 / 11 / 23 - 14:03
المحور:
الادب والفن
فهيم أبو ركن منبع كرملي خصب وثر لا ينضب ، يتدفق هادراً ، رقيقاً ، بسيطاً ، حنوناً ، عطوفاً ، انيساً ، أليفاً ، هو الشاعر والكاتب والروائي المسكون بحب الوطن ، وعشق بلدته عسفيا المتربعة والغافية على صدر الكرمل الأخضر بالذات .
انه عاشق الكلمة الجميلة الصافية كالماء ، الى حد العطش ، فتنهمر عبر شرايينه واوردته كالاكسجين ليروي بها كل خلية في جسده .
وهو ينبت الحرف كما تنبت الاشجار الفسائل ، وصهيل يعلو فوق الغمام ليهطل ما ضاع منه .
كتاباته نضرة كنضارة جبل الكرمل في عز الربيع ، مزهرة كالبنفسج والنرجس ، عذبة كتغريد الحساسين ، لها خصوصية وفرادة ، وهو يعنى ويهتم بايصال ما يبوح به الى عقل ووجدان القراء .
فهيم أبو ركن له حضوره على الساحة الكرملية خاصة ، والساحة الثقافية المحلية عامة ، فهو اسم ونجم أدبي لامع حقق شهرته ونجوميته الواسعة بكتاباته الشعرية والقصصية والروائية الملفتة للنظر .
عرفت فهيم أبو ركن في السبعينات من القرن الماضي ، من خلال ما كان ينشره من خواطر وقصص ومقالات أدبية في صحيفة " الأنباء " التي احتجبت عن الصدور .
وحين اصدر كتابه الاول " بحر النور " اهداني اياه وارفق معه رسالة تفيض بالدفء والمشاعر الانسانية الصادقة ، ما زلت اعتز واحتفظ بها بين اوراقي المبعثرة .
فهيم أبو ركن مبدع متدفق العطاء ، يرسم الضوء والضياء ، ويزرع الحب والدموع بشلال من الشوق ، وهو انسان اجتماعي يحب الناس ويمازحهم ، ويتفاعل مع نبضات قلوبهم واحاسيسهم ، ويشاركهم احزانهم وافراحهم ، والكلمة الطيبة تطوي له الاعناق .
فهيم أبو ركن من مواليد عسفيا العام ١٩٥٣، تعلم الصحافة والاتصالات ، ونال الشهادة الاكاديمية من جامعة حيفا . وهو يرأس تحرير اسبوعية " الحديث " التي تحظى بتقدير واحترام الاوساط الشعبية والثقافية.
صدر له ثمانية كتب أدبية في الشعر والقصة والرواية والمسرحية ، وهي : " بحر النور ، في القدس العارية ، لن اقاتل اخوتي ، ابراهيم بن ادهم ، رحلة الى الاعماق ، انسانة حمامة ، شلال شوق ، العبوة النازفة " .
فهيم أبو ركن اعتلى صهوة الابداع من نوع خاص ، وعبر عن مكنونات قلبه ، واشتغل على تطوير مضامينه الفكرية وأدواته الفنية بدأب واخلاص ، نجد في كتاباته الابداعية درجة عالية من النضج والعمق والتأمل ، واصالة تجربته الأدبية اكسبت نصوصه طابع البساطة والرقة ، وهو قادر على أن يبعث في مفرداته المخملية العطرة المنتقاة نبضاً متجدداً ، وجواً غنياً بالايحاءات والدلالات الفنية .
والناظر المتأمل في أشعار وقصائد فهيم يجدها تمتاز بالصدق والعاطفة القوية الجياشة والطابع الرومانسي الوجداني المشبع بالوطنية والانسانية ، وتتحلى بالعذوبة والطلاوة ، وزاخرة بالمعاني العميقة والصور الشعرية المشرقة المكثفة المبطنة .
تحمل عناوين قصائد فهيم أبو ركن نبرات الأسى والشجن والحزن الدفين ، وهو يلجأ الى التعبير الفني للبوح بمشاعره باسلوب مميز مغلف بالاشجان والاحزان النابعة من الواقع الفلسطيني والعربي الحالك المعتم ، والازمات الاخلاقية والاجتماعية والسياسية في مجتمعنا .
تصطبغ القصيدة الفهيمية بروح انسانية دافئة كروحه ، مفعمة بصدق وتوهج العاطفة ، متنوعة بموضوعاتها الوطنية والوجدانية والانسانية العامة ، التي تتغنى بالحب والوطن والطبيعة والموج والبحر والارض والانسان ، وتعبر مدى عشقه لوطنه الذي يضحي في سبيله ولن يغادره يوماً ، ويرسم بخيوط البعد الوجداني العاطفي صوراً متعددة للحبيبة / الرمز والمعادل الموضوعي للوطن والحب الطاهر العفيف السامي ، حب الروح للروح والقلب للقلب .
يتصف فهيم أبو ركن باسلوبه الواضح الشفاف ، وبرؤاه الفكرية العميقة ، وبنزعته الانسانية الصادرة من اصالته المتجذرة في اعماقه ، التي تنعكس في شعره المتدفق بالعاطفة الجياشة والخيال الشاعري والوجدان النابض بالحياة ، المضمخ بعبق المحبة والفرح والجمال بكل سلاسة وانسيابية .
وفي روايته " العبوة النازفة " التي لقيت اصداءً أدبية واسعة عند صدورها ، فتعالج مواضيع مستوحاة من صميم واقعنا وحياتنا ، وتتطرق للصراع بين الخير والشر ، بين الوطن والغربة ، وبين الحب والانتقام ، وهذا الصراع يأخذ ابعاده الفلسفية والنفسية والوطنية والانسانية الشاملة .
وهي رواية تدعو للمحبة والوئام والتسامح ، وتضع كرامة وحرية الانسان على رأس سلم اولوياته .
اننا امام شاعر يمتلك السيطرة على اللغة والموسيقى ، يتميز صوته بالتنوع والطموح نحو التجديد ، فهو صوت مغاير لا تهمه مقاييس اختيار الجملة الشعرية التي استقرت فيه .
وهو يطربنا ويدهشنا بكلماته الرهيفة الشفيفة ، وبلغته الادبية الحية المتظلية والمتشظية ، وبشاعريته القة اللافتة ، فهو لا يتصنع الكلام ، وانما يكتب احاسيسه المرهفة ، بل احساسه هو الذي يكتبه .
ويظهر فهيم في قصائده مسكوناً وملتصقاً بهموم وقضايا شعبه وامته ومجتمعه ، وهموم بلده واهلها ، وووطنه العربي الواسع ، والهم الفلسطيني هو الغالب .
فهيم أبو ركن ناقد يتحلى بحدس نافذ ، وثقافة أدبية عميقة ، وتجربة تثاقفية سامية ، يمتلك الرؤيا والخيال الخصب الرحب والموهبة الادبية الحقيقية ، ونستشف ذلك في مقالاته واضاءاته النقدية حول اعمال وكتابات ابداعية متنوعة لكتابنا وشعرائنا المحليين ، وفي تعليقاته الفيسبوكية .
وفهيم أبو ركن قارىء جاد ينهل من معين الثقافة ، ويغرف من ينابيع الفكر ، ويتألق بكتابته الليلكية الزاهية المزهرة بالاحساس الدافئ الراقي .
انه شاعر البساطة والعفوية الصادقة ، وبهاء الحروف ، وجمال التعابير ، والبوح الخالص كالدر الثمين .
فلفهيم أبو ركن أجمل التحيات ، والتمنيات بمواصلة درب العطاء ، حتى تنبت الحروف وطناً جميلاً ، ومملكة اديية يعيش في كنفها كل شرفاء الكلمة وأنقياء الالتزام .
ودمت يا صديقي الكرملي في خدمة الثقافة والابداع .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- صفقة القرن - مشروع سياسي امريكي لوأد الحقوق الفلسطينية ..!
...
-
رحيل الاعلامي والقيادي والكاتب السياسي عبد الحكيم مفيد
-
بغداد ترقص فرحاً وزهواً بانتصار الموصل ..!
-
في ذكرى الوعد المشؤوم ..!
-
الى أين يتجه الشرق الاوسط ..؟!
-
غاليا أبو صلاح تكتب شعرها بنبيذ الروح ..!
-
الصراع الفكري بين قوى الاستنارة والظلام ..!
-
ماذا وراء تفجير النفق في غزة
-
مع دراسة الباحث الفلسطيني سعيد مضيه
-
في تاريخ العراق السياسي ..!!
-
لماذا استعجلت الرحيل يا رزق ..!
-
تحية حب وتقدير ووفاء للرفيق المناضل قدري أبو واصل ..!!
-
آمال عواد رضوان شاعرة الرقة والجمال والانوثة وسحر الكلمات ..
...
-
في احتجاب - الموقد الثقافي - ..!!
-
الشاعرة العراقية وفاء عبد الرزاق تحاكي وجدانها ، وتغمس يراعه
...
-
شبابنا العرب الى أين ..!!
-
الواقع العربي وثقافة المستقبل ..!
-
مع الفنانة الفلسطينية هويدا نمر زعاترة
-
محمود درويش واتفاق اوسلو المشؤوم ..!!
-
ماذا يريدون من سوريا ..؟!
المزيد.....
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
-
-شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
-
مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا
...
-
هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
-
الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي
...
-
رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع
...
-
فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي
...
-
من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي
...
-
اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
-
مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|