أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - 23 تشرين الثاني من عام 1952...ألأنتفاضة المنسية














المزيد.....

23 تشرين الثاني من عام 1952...ألأنتفاضة المنسية


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5706 - 2017 / 11 / 22 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي المحطات النضالية، في سفر نضالات شعبنا العراقي ضد ألأستعمار وأذنابه من الحكام المستبدين والرجعيين، ألأ ان ألأنتفاضة الشعبية التي امتدت لعدة أيام ووصلت ذروتها يوم 23 تشرين الثاني من عام 1952، لها طعم خاص، تتميز عن سابقاتها ولاحقاتها، من ألأنتفاضات والوثبات العديدة التي اشعلت فتيلها الطلائع الشعبية والقوى الوطنية والديمقراطية في العراق، وجوبهت بالقمع والقوة المفرطة من قبل حكام عهود ألأستبداد والرجعية، قدم فيها الشعب العراقي تضحيات جسام من أجل أقامة نظام وطني يستكمل السيادة الناقصة للبلد ويتيح للشعب بممارسة حرياته العامة، وترفع الحيف عن كاهل الطبقات المسحوقة الكادحة.
لماذا اذن لتلك ألأنتفاضة طعمها الخاص وما هي مميزاتها عن سابقاتها ولاحقتها من الانتفاضات كما أسلفت أعلاه؟ ألأجابة عن هذا التساءل تكمن في يلي:
1- حدثت بعد أقل من أربعة أعوام من الضربة الموجعة التي وجهتها حكومة نوري السعيد والوصي على العرش عبد الاله، للحزب الشيوعي العراقي في نهاية عام 1948 وأمتدت لنهاية عام 1949، وقد رافقت تلك الهجمة الرجعية الفاشية على الحزب أعدام قادة الحزب ألأماجد الثلاث، فهد، حازم، صارم، اضافة للكادر الشيوعي الباسل ساسون دلال، وزج بالمئات من المناضلين الشوعيين والديمقراطيين في غياهب السجون والمعتقلات، لآسيما سجن نقرة السلمان الصحراوي الرهيب. ظن الحكام أنهم قد صفوا الحزب الشيوعي نهائيا، ولن تقوم له قائمة بعد تلك الضربة، لكن خاب ضنهم فالحزب لم ينهض من كبوته فحسب بل قاد مختلف النضالات العمالية والشعبية ضد ألأحلاف والمعاهدات ألأسترقاقية وللمطالبة بحقوق العمال في التنظيم النقابي ومنع الفصل الكيفي وغيرها من الحقوق.
2- السمة الثانية لتلك ألأنتفاضة، انها كانت بقيادة الشيوعيين بأمتياز، حيث لم يحدث في سابقاتها ولاحقاتها من ألأنتفاضات الشعبية في العراق، التي كانت القوى الفاعلة والمحركة لها، من مختلف أطراف الحركة الوطنية العراقية اضافة للحزب الشيوعي العراقي، مثلما حدث في وثبة كانون الثاني من عام 1948 وأنتفاضة نصرة الشعب المصري الشقيق ضد العدوان الثلاثي عام 1956.
3- السمة الثالثة، هي اسقاط حكومتين خلال أيام معدودة،( حكومة مصطفى العمري، وفشل جميل المدفعي من تشكيل حكومة، الذي كلف من قبل الوصي على العرش بتشكيلها).
4- انزل النظام لأول مرة الجيش للسيطرة على الشارع الذي اصبح بيد المتفضين، عندما عجزت ألأجهزة ألأمنية من انتزاعها من أيديهم، حتى وصل ألأمر بمنادات الجماهير المنتفضة، بأقامة النظام الجمهوري، وتشكيل حكومة وطنية أئتلافية برئاسة الشخصية الوطنية الديمقراطية، رئيس الحزب الوطني الديمقراطي، (كامل الجادرجي) . بل أكثر من ذلك أخذت الجماهير المنتفضة، تطلق هتافات، فيها نوع من التحدي، ربما حتى (تطرف) عندما أطلقت هتافات بالأسم الحزبي للمسؤول ألأول للحزب آنذاك، تقول فيها، بس تؤمر يا... العرش شنيلة، لكن المنتفضين تحاشوا ألأصطدام بالجيش واراقة مزيد من الدماء، لأن السلطات الرجعية كانت عازمة بلا ادنى شك من قمع ألأنتفاضة بأي ثمن. (راجع مذكرات نصير الجادرجي، التي صدرت في ألأونة ألأخيرة فيها تفاصيل دقيقة عن يوميات ألأنتفاضة، بصفته أحد المساهمية النشيطين فيها). ,أخيرا اقول يجب تخليد ذكرى تلك ألأنتفاضة الباسلة وعدم نسيانها أبدا على مر ألأعوام والسنين. فتحية لذكرى انتفاضة تشرين الخالدة والخلود لشهدائها ألأبرار الذين سالت دماؤهم على شوارع بغداد ومختلف المدن العراقية، ثمنا لحرية الوطن وسعادة الشعب، وتحية للقادة والنشطاء الميامين الذين أسهموا في أشعال فتيلها وقادوها، وان لم تحقق تلك ألأنتفاضة المجيدة كامل أهدافها، لكنها كانت مقدمة لأسقاط ذلك النظام الدكتاتوري الرجعي المرتبط بالدوائر ألأمبريالية وتعمل على النقيض من مصالح الشعب العراقي ارضاءا لأسيادها المستعمرين، في ثورة 14 تموز من عام 1958 المجيدة.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكاليات تحالفات القوى المدنية العراقية
- تداعيات استفتاء أقليم كردستان
- أحزاب أم مصائد للبسطاء والمغفلين؟
- مفاهيم حول وحدة قوى اليسار العراقي -الجزء الأخير-
- أين موقف القوى والشخصيات الديمقراطية والتتقدمية العراقية من ...
- مفاهيم حول وحدة قوى اليسار العراقي
- بمناسبة الأول من أيار لنستذكر رواد الحركة النقابية في العراق
- هل يأخذ ساسة العراق درسا من المسؤولين الأفغان؟
- رسالة الى الدكتور كاظم حبيب المحترم
- العربان يهللون للامريكان
- هكذا أصبحت أصبحت شيوعيا
- دراسة مشوهة عن تاريخ الحركة الشيوعية في العراق لكاتبها عبد ا ...
- تعقيب على مقالة السيد عباس الجوارني.. تحالفات خاطئة ادت الى ...
- ما أشبه دواعش اليوم بدواعش 8 شباط الأسود
- المجد لذكرى انتفاضة تشرين الثاني عام 1952 المجيدة
- ذكرى جريمة ساحة السباع عام 1968
- شامل عبد القادر يوزع صكوك براءة الجلادين!!
- أين موقع الديمقراطيين العراقيين على الخارطة السياسية العراقي ...
- خطة المالكي لأسقاط العبادي
- النفخ في طبل مثقوب


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - 23 تشرين الثاني من عام 1952...ألأنتفاضة المنسية