أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - من تطوان إلى الناظور : 12 ساعة من الطريق اختلط فيها البرد بالعياء (1 )














المزيد.....

من تطوان إلى الناظور : 12 ساعة من الطريق اختلط فيها البرد بالعياء (1 )


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5704 - 2017 / 11 / 20 - 02:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



-1-

كان الخروج من تطوان في الساعة العاشرة والنصف ليلا، كان الجو باردا، يكفي موجة من البرد قادمة من البحر المتوسط حتى يشعر المرء بقشعريرة تجتاح جسده، قبل الانطلاق جلست في المحطة لبرهة من الزمن أقرأ كتاب : " الدولة والثورة " لفلادمير لينين . كتاب أنساني كل لحظات الانتظار الطويلة، لقد شعرنا بتعب كبير جراء تجولنا الطويل في أزقة وشوارع مدينة تطوان، لقد نالت منا كثيرا كل تلك الجولات الهادفة إلى اكتشاف المدينة ومخالطة الأهالي ومعرفة بعض المعطيات عن ماضيهم وحاضرهم، لكن ذلك لم يثنينا عن الصبر والمكابدة، على اعتبار أن السفر هو مشقة وعناء . بعد الخروج من تطوان سرنا عبر الطريق الوطنية رقم 2، وتوجهنا جنوبا مرورا بقرية دار بن قريش، تحكي الرواية الشفهية المحلية أن هذه الدار تعود إلى رجل بسيط الحال استقر بالمنطقة، ومع مرور الزمن تحسنت أحواله وصار اسمه بالأمازيغية : أق الريش : ميسور الحال، وحسب ذات الرواية أن هناك زواية دينية توجد بحي الوطية تحمل الاسم نفسه تأسست بمدينة تطوان، وهي استمرار لرباط تأسس بدار بن قريش سنة 1913 لمواجهة الاستعمار الإسباني ولكنها صارت فيما بعد ثكنة عسكرية ومستشفى للأمراض الصدرية. قطعنا حوالي 10 كيلومترات، فنصل إلى قرية الزينات، فمعنى الزينات بالعربية هو الجميلات، تعاني القرية من نشاط أصحاب المقالع الذين يلوثون المياه والتربة ويخربون الطرق ويحدثون غبارا يسد الأنوف، كما ساهم استعمال البارود في إحداث تشققات في الأرض .بعد ذلك، قطعنا حوالي 44 كلم في اتجاه الشاون وسط الغابة الكثيفة تاركين على يميننا زاوية عبد السلام بن مشيش، لقد عاش صاحب هذه الزاوية في القرن 13 و كان يتحدر من قبيلة بني عروس، وقبل الوصول إلى شفشاون مررنا من قرية دار القوبع (القبرة )، ومن هناك لاحت الشاون في البعيد .تركنا على يسارنا مدينة شفشاون أو الشاون التي تعني بالأمازيغية القرون، تسكن المدينة أسفل الجبل، ومن أهم معالمها التاريخية: القصبة ووطء الحمام، غادرناها، وتوجهنا إلى قرية الدردارة التي قيل أكثر من مرة عبر الصحف عن العثور على الغاز الطبيعي فيها، ثم بعد ذلك وصلنا إلى الغدير عبر الطريق الوطنية رقم 13، يعبرها نهر اللوكوس وتتموقع على الحدود بين إقليم وزان والشاون وكانت من قبل حدا فاصلا بين المناطق التابعة لإسبانيا والمناطق التابعة لفرنسا، ويسميها الأهالي دار الديوانة . ينبع نهر اللوكوس من جبال الريف ويبلغ طوله 100 كلم، يصل متوسط صبيبه إلى 50 متر مكعب في الثانية، ويجتاز مدينة القصر الكبير، ويصب في المحيط الأطلنتي بالقرب من مدينة العرائش، لقد عرف تاريخيا بمعركة وادي المخازن سنة 1578 .نخرج من الغدير، ونترك على يميننا البريكشة، حتى نصل إلى وزان التي تحيط بها أشجار الزيتون، يرى البعض ان اسم وزان يعود إلى اوزينوس أحد أباطرة الرومان، بينما يرى البعض الآخر أنه كان في مدخل المدينة وزانا يزن الموازين يدعى عبد السلام، فسميت المدينة باسمه، في حين هناك من يرى أن وزان جاءت من وادي الزين الذي يوجد بالقرب من المدينة حيث الطبيعة خلابة .تضم وزان حوالي 40 وليا وارتبطت بالولي عبد الله الشريف مؤسس الزاوية الوزانية.نخرج من وزان، ونصل إلى قرية بني كلة، فإلى عين الدفالي ذات الصخور العالية المتراصة ويصل سكانها الى حوالي 24 ألف نسمة (إحصائيات 2004 ) ، ومن جبالها المعروفة جبل بن زيد (414 متر ) وجبل البكاري (462 متر )، ويعبر القرية وادي الرضات، وبعد برهة من الزمن نصل إلى جرف الملحة، تعرف القرية بزراعة الخضروات والحبوب والفواكه، تتموقع هذه القرية بالقرب من وادي ورغة أحد روافد نهر سبو، لقد شيد عليه سد الوحدة، يبتلع واد ورغة حوالي 15 شخص سنويا . خرجنا من وادي ورغة وقطعنا حوالي 60 كلم، ووصلنا إلى نزالة بني عمار، تعني النزالة محطة لاستراحة المسافرين وحصولهم على التموين الكافي تحت حماية الزطاطة خلال فترة السيبة، لطالما كانت بني عمار محطة بين شمال المغرب ومدينة فاس . نقطع حوالي حوالي 50 كلم، فنمر على قرية عين الله، وبعد برهة من الزمن يلوح السور التاريخي لمدينة فاس .

ع ع/ 19 نونبر 2017/ بنسليمان -المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلات مغربية : جلسة مع التصوف (بحث عن الله ) . - نقطة تطوان-
- رحلات مغربية : طنجة في سطور
- رحلات مغربية : من الدار البيضاء إلى طنجة : الأم هي الجذر الذ ...
- لن يتمكنوا من إقبارنا !!
- اسم في الخلود وفعل في الشجاعة
- مشاهد من الشيخوخة
- مشاهد من المراهقة المتأخرة
- مشاهد من المراهقة
- مشاهد من الطفولة
- قد أنبعث من رمادي
- الينابيع الأولى لحب القراءة: الشمعة والكتاب
- في انتظار الأمل الذي قد يأتي
- اتيان دولا بويسي مؤولا: العبودية طوعية والحرية بيد الشعب
- بين الحب الدنجواني والحب العذري: تمرد على شريعة الزواج . قرا ...
- من مراكش إلى قلعة السراغنة : حرارة البحث عن التاريخ العميق !
- من امنتانوت إلى مراكش : الأرض القاحلة
- من أكادير إلى امنتانوت : حين تجتمع الحرارة المفرطة بالطريق ا ...
- من كلميم إلى تيزنيت : شدة المناخ
- كلميم : باب الصحراء
- من افني إلى كلميم : بين اكجكال واجكال : لبس في المعنى


المزيد.....




- الخارجية الأمريكية توافق على بيع صواريخ -ستينغر- بقيمة 825 م ...
- إعلام غربي: أوديسا قد تصبح أرضا روسية وأمريكا لن تمانع
- رئيس مجلس النواب الأردني: العبث بأمن الوطن يعد جريمة وخيانة ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلع عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة لتهريب أسلحة من مصر إلى إ ...
- المتحدث باسم الخارجية القطرية يؤكد أهمية العلاقات مع روسيا و ...
- ترامب: لا يعجبنا تأثير الصين على إدارة قناة بنما
- وزير الداخلية السوري يستقبل رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي
- الرئيس السوري يزور الدوحة ويجري مباحثات مع الشيخ تميم بن حمد ...
- إسرائيل تقلص قوات الاحتياط بالجبهات و100 ألف يوقعون عرائض لو ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - من تطوان إلى الناظور : 12 ساعة من الطريق اختلط فيها البرد بالعياء (1 )