عبد القادر البصري
الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 13:33
المحور:
الادب والفن
هل رأيتمُ جثةً
تتنقلُ في الشوارع ِ والأزقةِ
وتصاحبُ الحانات ..
تمشي على ساقين متعبتين ،..
ساقان من قصبٍ ،
يعفرها ترابٌ ثقيلٌ ثقيلْ ..
هل رأيتم جثةً
تنظرُ إليكم وتحدثكم
بلسانٍ مشطورٍ ،
وكلماتٍ بارده..
جثةٌ تجلسُ بينكم
تصعدُ الباصَ مثلكم ،
وتركبُ دراجتها الهوائية السوداءْ..
ولاتعرفُ كيف تبتسم
إلا حينَ تهمدُ الأنفاس
هي أنا ..
أنا العراقي الحزين !
فمنذُ الفٍ وأربعمائةِ عامٍ وأنا
أدخلُ من سوادٍ الى سواد
ومذ فتحتُ عيني على الدنيا ،
لم أرَ أُمي ترتدي غير هذا السواد
أنا لستُ مثلكم
وأيامُ اسبوعي ليست كأيامكم
ياعشاقَ هذي البلاد ،
نهايةُ الأسبوع عندي جمعةٌ
أراها (مباركةٌ)
وهي ثقيلةٌ ، ثقل دمي
وكؤوسُ نبيذكم المترعةِ
بضوء النجوم والموسيقى
لاتشبه جماجم قتلانا التي صارت
كؤوساً لشراب الطغاةْ ..!
#عبد_القادر_البصري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟