قصيدة "وكم يعيش" ترجمة سركون بولص
وكم يعيشُ الانسان، على أيّة حال؟
هل يعيشُ ألفَ يوم، أم واحداً فقط؟
أُسبوعاً، أم عدّة قرون؟
وكم من الوقت
يستغرقُ في احتضاره الانسان؟
ماذا يعني أن نقول "الى الأبد"؟
بينما كنتُ تائهاً في هذه الهموم
جهّزت نفسي لأوضّح الأشياء.
فتّشتُ عن كهنةٍ عارفين.
انتظرت أن ينتهوا من تأدية طقوسهم،
راقبتهم عندما ذهبوا الى شؤونهم
ليزوروا الله والشيطان.
تعبوا من اسئلتي.
كانوا، من جانبهم لا يعرفون سوى القليل.
فهم لم يكونوا أكثر من موظفين.
استقبلني رجالُ الطبّ
ما بين الاستشارات،
وفي كلّ يدٍ مبضَع، مُضَّمخين
بالأوريوميسين، وأكثر انهماكا
في كل يوم.
وبقدر ما استطعتُ أن أفهم كلامهم،
كانت المشكلة كما يلي:
لم يكن الأمر متعلّقاً بموت ميكروب
في حدّ ذاته- كانت هذه تموتُ
بالأطنان- لكن القلّة
التي كانت تنجحُ في البقاء
كانت تبدو عليها علاماتُ الفساد.
تركوني حائرا الى درجة
أن التمستُ حفّاري القبور.
ذهبتُ الى الأنهار
حيث يحرقون جُثثاً مصبوغةً ضخمة،
أبداناً هزيلةً ضئيلة،
أباطرة تُحيطُ بهم هالةٌ
من اللعنات المرعبة،
نساء أخمدت موجةُ الكوليرا
أنفاسَهُنّ بضربة.
كانت هناك سواحلُ كاملة من الموتى
والإخصائيين المغمورين بالرماد.
عندما سنحت لي الفرصة
طرحتُ عليهم سيلاً من الاسئلة.
فعرضوا عليّ أن يحرقوني.
كان هذا كلّ ما يعرفون.
وفي بلادي أنا، أجابني الموتى
بين كأسٍ وأخرى من الشراب:
"إذهب فاحصل لنفسك على امرأة جيّدة.
واقلعْ عن هذا الهراء".
لم أرَ قطّ بشراً بهذه السعادة.
أخذوا يغنّون، رافعين كؤوسهم
في نخب العافية والموت.
وكانوا ناكحين كبارا.
عُدتُ الى بيتي، هرماً أكثر
بعد أن طوّفتُ في العالم.
لم أعد أطرحُ أسئلةً على أحد.
لكن ما أعرفهُ، أقلُّ في كلّ يوم.
ترجمة سركون بولص: خاص بـ"الف ياء" .