أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - لماذا فشل الخطاب الديني الإسلامي؟














المزيد.....


لماذا فشل الخطاب الديني الإسلامي؟


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5696 - 2017 / 11 / 12 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذاكرة الدينية المفقودة ( تكفير العقل)
ما فتئت الفتن تنتشر في مفاصل الأمة العربية و الإسلامية بسبب الخلافات السياسية المستمرة ( الصِّرَاع على السلطة) منذ وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم فيما عرف بموقع "السقيفة" و بداية الخلاف بين آل علي و معاوية، ، أخذت شجرة التَّحَضُّرِ تذبل أوراقها شيئا فشيئا، و تتساقط الورقة تلو الأخرى بين الملوك و الأمراء و الحكام، إلى أن توقفت نهائيا عن الإثمار ابتداءً من عصر الانحطاط إلى يومنا هذا، فالصراع الذي عرفته الساحتين الفكرية و السياسية و حتى الدينية فيما سمي بالصراع بين الأصالة و المعاصرة، أو الصراع بين الحداثة و ما بعد الحداثة، و كذلك الصراع بين المذاهب، عرف كثير من التناقضات و اشتدت حدة هذه الصراعات بين المفكرين الذين انقسموا بدورهم إلى محافظين متشددين و إصلاحيين يطالبون بالتغيير، أو إعادة النظر في الذاكرة الدينية و قراءتها من جديد ، طالما الإنسان معرض دوما للسهو و النسيان، ماعدا اللادينيين، لأن المادة التي يذكرون بها مفقودة، العلماء يرون أن نزول الرسالات السماوية جاءت من أجل التذكير، فمهمة الأنبياء و الرسل عليهم السلام جاءت من أجل تذكير الأمم التي سبقتنا ( بني إسرائيل).

------------------------------------
يقول العلماء أن الهدف من الذاكرة هو أخذ العبرة من الأمم التي سبقتنا ، كما تدعوا الذاكرة الدينية إلى "التدبر" و "التعقل" و قد سبق و أن أشار الشعراوي إلى هذه المسالة بشيئ من التفصيل، و لهذا انفرد القرآن الكريم بمصطلح "العقل" في حثه على البحث عما هو كامن في الكون من مظاهر طبيعية، قال تعالى في سورة البقرة الآية 73: " و يريكم آياته لعلكم تعقلون" و قال في نفس السورة الآية 171: " صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فهم لا يعقلون"، و هي دعوة إلى التدبُّر في ما خلق الله و أبدع، و استغلال تجارب الماضي، لأن الكتب السماوية التي انزلها الله تحكي عن تجارب أمم سبقتنا، و لما ذهب العقلانيون للخوض في المسائل الكونية، و عادوا إلى نقطة الصفر في التجربة الإنسانية و كيف تطور الإنسان عبر التاريخ ، في محاولة منهم استعادة الذاكرة المفقودة، و تحليلها، و إعطاء الحرية للعقل البشري في تحليل الظواهر، دون تزمت أو تعصب للماضي، انطلاقا من قوله تعالى في سورة الزخرف الآية 23 : " إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مقتدون"، عاد الصراع من جديد..

--------------------------------------
من هنا بدأت عملية تكفير الآخر، لأن البعض لا يؤمن بأن التعقل هو إحدى نواة التطور لأية مسيرة حضارية، و أرادوا بذلك غلق باب الإجتهاد ، باعتباره منهجا في اختيار النظريات المناسبة لحاجات العصر و متطلباته، و هو ما اشار إليه الشيخ البشير الإبراهيمي عندما قال: لم ننتقل من مرحلة القول ( الذاكرة) إلى مرحلة العمل ( العقل)، و لعل هذه الأسباب التي جعلت الخطاب الديني يفشل، لأن المفكرين الإسلاميين وقعوا في فخ المستشرقين الذين أشادوا بماضي المسلمين المجيد على طريقتهم الخاصة، فراحوا يستنسخون أفكارهم فلم يدرسوا التراث الإسلامي دراسة عقلانية، بل قدسوه و جعلوه ذكرى عظيمة يتفاخرون بها، لكنهم لم يحافظوا على استمراريته.
و الدليل الصراع الذي تعيشه الحركات الإسلامية اليوم و التي فشلت في بناء دولة إسلامسة و نظاما إسلاميا قائما على مبدأ الشورى في الحكم، بل لم يضعوا تقنيات أو مواد تفصيلية للشورى، حتى يتمكن النشء الحالي من تمثلها و تطبيقها في حياته العملية، و في هذا يشير بعض المفكرين العقلانيين و منهم الدكتور شايف عكاشة أن المسلمين مؤمنون بذاكرتهم الدينية لا بعقولهم ( أي بقناعاتهم) و تلك هي مصيبة الأمة الإسلامية المعاصرة، التي تعيش في مرحلة ما بعد التحضر، هي اليوم في حاجة إلى منهج عقلي تتعلم بواسطته كيف تفكر ، كما هي في حاجة إلى منهج نقلي تتعلم بواسطته كيف تؤمن.



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى كمال و نهاية الخلافة الإسلامية
- هل ستصدق رؤية بيكو في اندماج الهويات داخل هوية إنسانية واحدة ...
- الوجدان العروبي المفقود
- الثورة من التقديس إلى التدنيس
- حاج محجوب العرابي .. ناقد ينتقد النقاد
- متى نستثمر في الإنسان؟
- زعماء حكموا بلادهم ب: -السكايب- و ملوك يسرقون -الزعامة-
- التفكير الاستبدادي.. تفكير مُدَمِّرٌ للبشرية و للحضارة الإنس ...
- هذا الشَّعْبُ الذي أرْهَقَتْهُ - العُشْرِيَّةُ السَّوْدَاء-
- الاعتداء على الناشط السياسي رشيد نكاز قضية -رأي عام-
- الجزائر و مشروع الجمهورية
- الطَّرَفُ الثَّالِثُ
- انتفاضة 05 أكتوبر 1988 في الجزائر كانت بتحريض من السلطة لترك ...
- انتفاضة 05 أكتوبر 1988 في الجزائر.. كانت بتحريض من السلطة لت ...
- السلطة و النخبة في الجزائر.. و يستمر الصراع
- في يوم الهجرة.. اللُّجُوءُ..الهِجْرَة و النّفْيْ، ماهو الفَر ...
- الجزائر مقبلة على سنوات عجاف؟
- الاهتمام بالجانب السوسيولوجي للتلاميذ مهم جدا في نجاح المواس ...
- هكذا اعتذر أوعمران إلى الرئيس لحبيب بورقيبة
- منظمة -الإيتا- من العمل السياسي إلى الكفاح -المسلح-


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - لماذا فشل الخطاب الديني الإسلامي؟