أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الحريري .. خرج ولم يعد














المزيد.....

الحريري .. خرج ولم يعد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5695 - 2017 / 11 / 11 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الا تعتبر إستقالة السيد سعد الحريري هي المشكلة بل المكان الذي أعلنت منه الإستقالة, حتى صار بالإمكان القول أن الحريري لم يستقل من الوزارة اللبنانية بل إستقال من لبنان ذاتها, فالرجل الذي أعلن إستقالته من الرياض, وليس من بيروت عاصمة دولته, وجه طعنة نجلاء لإستقلالية الدولة اللبنانية وسيادتها, بدلا من أن يجير ورقة الإستقلال لصالحه في معركة الحفاظ على ما تبقى من السيادة اللبنانية, التي يساهم في ضياعها على الجهة الأخرى حزب الله وقائده التابع لدولة الولي الفقيه في طهران .. وكأنما سعوديا تتم معالجة الداء بالداء نفسه, فماذا سيبقى إذن من الجسد العليل ومن النفس المعتلة ؟..
هشاشة السيادة الوطنية اللبنانية نفسها ليست محل نقاش, فهي, كما حالة الدولة العراقية, مٌضيّعة بضغط من الهوية الطائفية لكلا الدولتين, وهي هوية شرعنها دستور لئيم كان ساهم في الحالتين بتأسيس دولة للمكونات المعدة سلفا, لا للبناء, وإنما لخوض صراعاتها التنافسية بدعم من قوى إقليمية ودولية صادرت من جهتها حرية القرار السياسي المستقل, الذي لا سبيل إلى عودته إلا من خلال إعادة تكوين كلتي الدولتين على اساس المواطنة التي تتقاطع مع مفهوم المكونات السياسي, وإن أقرته بشكله الإجتماعي وحتى الثقافي.
لا نعتقد ان الدولة السعودية كان غاب عنها هذا الأمر إلا إذا إنتهينا إلى الإعتقاد بأن هذه الدولة باتت تشكو من أعراض حالة الشيخوخة التي يشكو منها مليكها, وفي المقدمة منها صعوبة النطق وفقدان الذاكرة. لكن شبابية ولي عهدها الذي يذكرنا بعنفوان صدام حسين, الذي كان يحكم الدولة العراقية من تحت عباءة شايبها البكر, تَدخل على الصورة بقوة لكي تفصح علانية وبشكل رسمي واضح عن دخولها في ساحة المواجهة الإقليمية وجها لوجه ضد القوة الإقليمية الأخرى المتمثلة بإيران.
في مرحلة ما بعد داعش يبدو طبيعيا تسابق القوى الإقليمية لملئ الفراغ الذي سيتركه غياب اللاعب الداعشي عن ساحة إقليمية بدأت تترتب أيضا لإستقبال المتغير السوري, وهي ساحة يتم اللعب فيها على طريقة الأواني المستطرقة.
ويوم تجري متابعة قضية الأسير اللبناني سعد الحريري, والطريقة التي تم من خلالها إعلان إستقالته, فإن من الخطأ قرائتها بمعزل عن كونها إعلانا سعوديا واضحا عن وضع المنطقة برمتها بين هلالين أحدهما إيراني شيعي والثاني سعودي سني بعيدا عن مجاملات الحفاظ على الهويات الوطنية لدولها المتفرقة, التي صار عليها هي أيضا ان تزيح ما تبقى من مكياجها الوطني لتعلن إنضمامها رسميا لأحد المعسكرين. وهل أن بإمكان الساحة العراقية أن تنأى بنفسها عن حتمية هذا الإنحياز وهي التي كانت قد فقدت كما لبنان سيادتها بعد أن أصبح من المتعذر عليها أن يكون لها رئيس وزراء لا توافق عليه إيران ولا تباركه.
مع كل رئيس أمريكي جديد فإن أول الصناديق التي يفتحها الرئيس هو صندوق الأزمات. إن من الصعب تصور شكل عالم يخلو من قوس أزماته إلا إذا أصبح معقولا أن يخرج مقاتل إلى ساحة المعركة بدون جعبة نباله. إن قضايا مثل فلسطين وكوريا الشمالية وإيران ما تزال تملك من الوهج ما يكفي للتعويض عن إنطفاء وهج نيازك سابقة مثل النيزك الناصري والصدامي.
بالنسبة للعالم الأسيوي فإن تشغيل الخوف من الصواريخ الكورية الشمالية سيبدو كفيلا بالحفاظ على الخوف الياباني والكوري الجنوبي وحتى الأوروبي الذي يضمن بدوره إستمرار دفع الجزية للمحارب الأمريكي المكلف بالدفاع عن العالم الحر, والسيد ترامب هو أحد أكثر الرؤساء الأمريكين وضوحا في مسألة تشغيل قوس الأزمات وتحميل العالم أجور التشغيل. سلفه أوباما كان إشتغلها على البارد. الرؤساء المثقفون هواياتهم لعبة الشطرنج, وهي لعبة تبدو أكثر إنسجاما مع شروط المشهد الثقافي المسلح بالأصابع المحاربة, لكن ترامب تاجر العقارات الذي يفضل الإشتباك بالسلاح الأبيض غالبا ما يفضل لعبة المبارزة مع الخصوم وجها لوجه, على أن تكون إحدى عينيه ثابتة على بورصة نيويورك والأخرى متجولة في سوق إستحصال الجزية.
من نلوم أولا على تفجير هذه الصراعات الإقليمية, الشيعة أم السنة, إيران أم السعودية, اليهود أم المسلمين .. تلك مسألة قد تأخذنا الإجابة عليها إلى أول الخلق.
لكن الأحرى بنا أن نبحث عن حلول عاجلة بعد أن بدأت المنطقة تعد نفسها لحروب جديدة قد تعيدها إلى أول الخلق.




#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. إعادة تكوين
- بين الزمان والمكان
- البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي
- من العنصري فينا يا أخوتي الأكراد
- أصل القرد .. إنسان
- إسرائيل وكردستان العراق
- براز الشيطان
- طشاري .. ما بعد الدولة الكردية
- عين على الدولة الكردية أم على الدولة السنية
- كيف أضاع صدام العراق وضيَعّه .. الأثرة والجزع
- هل إحتل العراق الأكراد كما يدعي دعاة الدولة الكردية
- الأكراد .. عرب !
- العراقيون وإسرائيل
- مسعود لن يشق لكم البحر بل سيغرقكم فيه
- بيت بلا أسوار
- الإستفتاء وإعلان الدولة الكوردية المستقلة هل سيكونا كويت الب ...
- علي الأديب وفقه التبعية والعمالة
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها (2)
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها
- تجارة الدولة المدنية وسوق الأغلبيات السياسية في العراق


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الحريري .. خرج ولم يعد