أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - مسئولو اليابان في الخارج ومسئولونا وصناعة-الصورة الذهنية-؟!














المزيد.....


مسئولو اليابان في الخارج ومسئولونا وصناعة-الصورة الذهنية-؟!


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 5695 - 2017 / 11 / 11 - 14:48
المحور: الادب والفن
    


مسئولو اليابان في الخارج ومسئولونا وصناعة "الصورة الذهنية"؟!
*محمود عبد الرحيم:
أتيح لي قبل أيام حضور معرض ياباني للحرف التقليدية تحت"معرض توهوكو للمنتجات اليدوية الجميلة"، وفي واقع الأمر لم يستوقفني المعرض ذاته، بقدر ما استوقفني المغزى من وراء إقامة هذا المعرض "العادي" وغير المبهر.
إذ أن قيمة المعرض ليس في المعروض من سلال وأواني خزفية وأزياء تقليدية ومعلقات وصناديق خشبية، لكن المهم كيف يتم استغلال مثل هذه الأشياء البسيطة في الترويج لصورة اليابان، وتقديم هذا البلد وشعبه للعالم بشكل محبب، والإخلاص الشديد لممثلي اليابان في الخارج في أداء دورهم المنوط بهم، واستغلال كل الفرص لتعميق الصلات وخلق جسور تواصل واتصال على المستوى الرسمي والشعبي.
فالمدهش، حقا، هو كيف يستغل هؤلاء المسئولون كل حدث بسيط أو كبير لتقديم اليابانيين ليسوا كضحايا، ولكن كقوة لا تقهر، والتركيز على صورة الإنسان محطم كل الصعوبات، والقادر دائما على مواجهة التحديات وإعادة البناء من جديد بشجاعة وإصرار واقتدار.
ففي ثنايا حديث السفير الياباني ومدير مؤسسة اليابان للثقافة في مصر كان التركيز كيف أن هذه الجزيرة التي أتت منها هذه الحرف عظيمة بأهلها، فهي تعرضت لزلزال شديد وإعصار تسونامي الأخيرين وحدث نووي أيضا ، ومع ذاك صمدت وعادت لتعلن عن نفسها من جديد وتتحدي عنفوان الطبيعة حتى، وكيف أن الصانع الياباني لا يكتفي فقط بإتقان حرفته، وتقديم منتجات صالحة للاستخدام اليومي، ولكن ذات حس فني وجمالي أيضا.
وبحكم متابعتي الممتدة للأنشطة اليابانية في مصر على مدى سنوات، ألحظ أن المسئولين اليابانيين يتغيرون، لكن المنهج واحد، فلا يتركون مناسبة ألا وعقدوا لها افتتاح رسمي ومؤتمر صحفي لتوفير دعاية جيدة وتسويق بلادهم وشعبهم بكل همة ونشاط، وصناعة صورة ذهنية ايجابية تتحول مع الوقت والالحاح لصورة نمطية يمكن استثمارها بنجاح، وبما يخدم مصالح اليابان، مع محاولة التواجد على الساحة المصرية ليس فقط بشكل تنموي في دعم مشاريع للبنى التحتية، ولا حتى في دعم مرفق الإسعاف الذي تكتب على عرباته "هدية من الشعب الياباني" كإعلان أو تودد للشعب المصري وتذكيره بدور اليابان، ولكن في أنشطة ثقافية وفنية عدة على مدار العام، فضلا عن طباعة كتب وتوزيعها بالمجان للتعريف بالأدب الياباني والفكر الياباني.
ورغم مرافقة مترجم إلا أن المسئولين اليابانيون يحرصون معظم الوقت على الحديث باللغة العربية تقربا من المصريين، ولترك انطباعا ايجابيا بالاهتمام بثقافة هذا البلد والتقارب معه.
فهل نمتلك مثل هذا الذكاء وبعد النظر، وهذه الأدوات السلسة والبسيطة للتوغل داخل المجتمعات الأخرى، والتأثير، وإيجاد موطئ قدم لنا أم أننا نهدر الفرص أو لا نبالي أصلا بمثل هذه الأمور، أو نفعلها أحيانا بشكل مظهري وترفي ونهدر المليارات بلا طائل؟
للأسف، نحن نمتلك مقومات أكثر، وأشياء فعلا جديرة بالترويج، وأكثر إبهارا وجاذبية، لكننا لا نملك الإيمان بأوطاننا مثلهم، ولا نبذل الحد الأدنى من الجهد المطلوب، لنعلي من صورة بلادنا، ولا يخلص مسئولونا وممثلونا في الخارج في صناعة صورة ايجابية عن الوطن، على العكس يتعاملون مع الأمر كعمل روتيني وقتي، وليست مسئولية خاصة مضاعفة، وأيضا كمصدر لدخل أعلى وبدلات بالعملة الصعبة وترفيه واستجمام وتحقيق منافع خاصة، وبعضهم يستغل موقعه خاصة "الحقيبة الدبلوماسية" حتى في التهريب أو لمجاملات تقود للتهرب الجمركي.
لذلك تبقي اليابان يابان وتبقي دولة كمصر وغيرها من الدول العربية، للأسف، في ذيل الأمم."
*كاتب صحفي مصري
Email:[email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهرجان القومي للسينما في مصر رسب في اختبار هذا العام
- ورحل مصطفي درويش آخر الرجال المحترمين
- -طعم الحياة- في سينما اليابان
- -الرقص على الحبال-: التأرجح بين -الواقعية و-الرمزية-
- -السمسار- تأريخ روائي وفتح ل-الصندوق الأسود- بجرأة
- -تيران وصنافير-المصرية قبل وبعد
- مصرية -تيران وصنافير- غير القابلة للجدل
- مزيد من الخصخصة و تدمير الوطن
- قصيدة-أحيانا.. أضبط نفسي
- تركيا وفاتورة ما بعد المحاولة الانقلابية
- أزمة الصحفيين والتلاعب الأمني المفضوح
- حلب و-بروباجندا الاستخبارات- الشريرة
- زيارة البابا -التطبيعية- وتحليل المحرم وطنيا
- ذاكرة عائشة المغربي المثقوبة في -يحدث-
- -وأرقص-.. ومضات سيرة ذاتية تداعب الحياة
- قصيدة -إنها الأربعون- لمحمود عبد الرحيم
- مرة أخرى..-لاتصالح-
- بي بي سي وتحيزاتها ل-ملكية مصر-
- حين يكون الاحتجاج وطنيا.. لا طائفيا
- كذب أبيض غير ثوري


المزيد.....




- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - مسئولو اليابان في الخارج ومسئولونا وصناعة-الصورة الذهنية-؟!