قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5684 - 2017 / 10 / 31 - 22:25
المحور:
الادب والفن
كثيبا مهيلا ..
https://www.youtube.com/watch?v=XMl0NcheQeo
وددتُ أن أشارككم في العرض الإدائي عنوان "كثيبا مهيلا" ، من إبداع الفنانة يارا محاجنة .. والتي هي ابنتي، أولا وقبل كل شيء .. والذي استضافه متحف يانكو دادا في قرية الفنانين عين هود بالعبرية وعين حوض الفلسطينية .. بعنوان " من القرية جئتَ والى القرية تعود " بمشاركة مجموعة من الفنانين العرب واليهود ... وقام المتحف بتصوير العرض ..
فكرة العرض وكما كتبتُ مرة سابقة هي عن النساء العربيات اللواتي تعرضن لصدمة في مرحلة ما من مراحل حياتهن ..!!
تم التعبير عن الصدمة ، بالجسم المربوط بالمرأة والتي لا تستطيع منه فكاكا ، يرافقها في حلها وترحالها ، يحدد مسيرة حياتها ، مشاعرها ولا يترك لها فرصة لالتقاط الانفاس ...
هذه الأحداث الصادمة والتي لا يراها المشاهد في الحياة اليومية ، كان لا بدّ لها من أن تخرج "الى الوجود" ، بصرخات وضجيج ، حتى "يسمع" هذا المجتمع الأطرش ، والذي لا يعير صدمات النساء أدنى إهتمام ، ويتركهن يجتررن أحزانهن في زاوية الحياة ..
وكل جملة ترددها هاته النساء ، هي تعبير عن مُعايشة شخصية فردية لحدث صادم ..
الأداء يطرح وبصوت عال هذه المرة ، معاناة النساء العربيات المصدومات ومعاناة كل النساء المصدومات في هذا الكون ...
تتعدد الصدمات وتتنوع ، من الفقدان، الى الوقوع ضحية اعتداءات .. داخل العائلة وخارجها ، وقد تكون صدمة اجتماعية أو سياسية أو شخصية ، لكنها جميعا تغرزُ خنجرا حادا في خاصرة المرأة التي وقعت ضحية هذا الحدث الصادم ..
ولعل الرمزية في العرض ، هو مكان عرضه في متحف يانكو دادا في قرية الفنانين "عين هود" والتي هي قرية "عين حوض" الفلسطينية المهجرة .. وهكذا يشكل العرض في قرية فلسطينية مُهجرة ، يسكنها حاليا فنانون ، تجسيدا للصدمة ومجتمع المصدومات والمصدومين .. بشكل واضح المعالم ...!!
عنوان العمل "كثيبا مهيلا " ، مقتبس من الأية رقم 13 من سورة المزمل " يوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا" ... للتدليل على أن الحدث الصادم هو بمثابة الرجفة التي تحول الجبال، الى رمال مُتناثرة ...
وهذا هو حال النساء اللواتي تعرضن الى حدث صادم ، فبعد ان كنّ جبالا راسخة شامخة، تتحول الى رمل تذروه الرياح ، تفقد ثباتها ، "شخصيتها "، شموخها وعزتها النفسية ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟