أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - مع دراسة الباحث الفلسطيني سعيد مضيه















المزيد.....

مع دراسة الباحث الفلسطيني سعيد مضيه


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 30 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




" رواد التنوير في فلسطين "


" رواد التنوير في فلسطين " هو عنوان دراسة للكاتب والباحث الفلسطيني سعيد مضيه من اصدارات دار الثقافة الفلسطينية العام ٢٠١٦، وكانت صدرت بطبعتها الاولى عام ٢٠٠٨ عن مؤسسة الانتشار العربي ، وهي صورة بانورامية للمقاومة الثقافية والفكرية والتربوية والدينية في فلسطين التاريخية ، وتتحدث عن تسعة منورين فلسطينيين ساهموا في بلورة وتطوير الثقافة التنويرية على مشارف القرن العشرين ، وارساء ثقافة وطنية مقاومة مناهضة للاستيطان والانتداب والاحتلال الصهيوني .

يعد الأستاذ سعيد مضيه صاحب الكتاب ، أحد أهم الاصوات الثقافية والفكرية والاجتماعية التنويرية البارزة والمهمة في ميدان التورخة والعمل الثقافي والميداني الفلسطيني . فهو كاتب وباحث ومفكر مبدع ومؤرخ قدير ، من مواليد بلدة حلحول قضاء الخليل العام ١٩٣٤ ، عمل في التدريس ، وفصل من وظيفته ، ولوحق من قبل النظام الاردني ثم من سلطات الاحتلال الاسرائيلي ، وسجن مرتين في المعتقلات الاسرائيلية ، وفي العام ١٩٧٨أبعد عن الوطن وعاد اليه في ١٩٩٤.

انضم مضيه للحزب الشيوعي الاردني وشارك في نضالاته الاجتماعية والسياسية والطبقية ، وعمل في رابطة الكتاب الاردنيين كأمين سر ونائباً للرئيس ، وهو حتى الآن قابض ومتمسك بفكره الايديولوجي والعقيدة الشيوعية ، ومنخرط في الفعاليات والنشاطات الكفاحية ضد الاحتلال .

صدر له عدداً من المنجزات والكتب البحثية ، وهي : " الثقافة الفلسطينية والممارسات الصهيونية ، الاجتماعي والبيولوجي في الابداع الفني ، ثقافتنا ومهمات المرحلة ، الثقافة العربية في فلسطين ، جدل الثقافة الديمقراطية ، رمال في العيون " .

وله عشرات المقالات والدراسات والمداخلات السياسية والفكرية والتاريخية المنشورة في المواقع الالكترونية المختلفة .

يقع كتاب " رواد التنوير في فلسطين " لسعيد مضيه في ٢٩٣ صفحة من الحجم المتوسط ، ويهديه الى " مدينة القدس ، مدينة النور والتنور ، وستعود قريباً مدينة السلام " ، ويستهله بالتأكيد على أن " ثقافة التنوير الحديثة ولدت في حضن المقاومة ، وبداخلها تعمدت وصلب عودها "، ويجيب عن السؤال : ما هو التنوير بقوله : " التنوير حركة روحية ميزت مرحلة من النهوض العربي ، استهلت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وتواصلت حتى الحرب العالمية الاولى ، أو بعد ذلك بسنوات ، حين اخضعت الأقطار العربية لحكم الانتدابات بعد صدور وعد بلفور وافتضاح مؤامرة سايكس بيكو ، فإدرك المثقفون المنورون ومن تابعوهم واقع الكولونيالية الامبريالية ، وانتقلت برسالة التنوير الى ترشيد حركة نهوض شعبي للتحرر القومي " .

ويوضح مضيه أن المنورين اعتمدوا على نشر وبث رسالتهم التنويرية بالحث على انشاء المدارس واصدار الصحف والمجلات والمطبوعات والكتب الأدبية والثقافية والفكرية والاهتمام بالفنون الأدبية بمختلف الوانها وأجناسها .

ويتطرق سعيد مضية في كتابه الى الثقافة الوطنية الفلسطينية ، ويشير الى كيف اتخذت الكنيسة الارثوذكسية موقفاً معادياً من المثقفين الارثوذكس ، ويتوقف ايضاً عند بدايات ظهور ونشوء الحركة المسرحية في فلسطين .

ويفرد مضيه صفحات طويلة من كتابه ليقدم نبذاً عن سير الرواد التنويريين الفلسطينيين التسعة ، الذين ساهموا وسعوا الى تطوير وتأصيل الفكر التنويري في ربوع فلسطين ، فيتناول باسهاب حياتهم وأعمالهم ومؤلفاتهم ونشاطهم الثقافي المميز ، ويتحدث بداية عن الباحث والناقد محمد روحي الخالدي ، صاحب العديد من المؤلفات في مجالات التاريخ والعلوم والآداب ، ثم بندلي الجوزي الذي كان اهتمامه منصباً على على التاريخ والعلوم والآداب والأبحاث ، واشتهر بكتابه " تاريخ الحركات الفكرية في الاسلام " ، ويعرج على المفكر والمربي الفذ خليل السكاكيني ، الذي عشنا معه لحظات مع أرفع آيات الحزن على زوجته " سلطانة " وحزنه بفقد ابنه " سري " ، والأديب البارع الذي ربط الأدب بالحياة ، واهتم بدور المثقف في الحركة الوطنية ، ودمج الكنيسة بالقضية الوطنية .

ثم يغوص في عالم نجيب نصار ، صاحب صحيفة " الكرمل " التي ظلت طوال صدورها لسان حال الجماهير العربية والمعبر عن طموحاتها ، ويلج دنيا خليل بيدس ، احد اعلام السرد القصصي ، وصاحب أول رواية فلسطينية هي " الوارث " ، ومؤسس مجلة " النفائس العصرية " التي احتضنت الاقلام الجادة وكتابات المبدعين والمثقفين الفلسطينيين والعرب ، ثم يتناول نجيب عازوري الذي لفت الانظار بوعيه المبكر ، ودمج القضية القلسطينية بالقضايا العربية ، وألف في هذا المضمار كتاب " يقظة الأمة العربية " ، ويأتي بعد ذلك الى حياة الباحث التراثي توفيق كنعان ، رائد البحث الفولكلوري الفلسطيني مبرزاً القيمة الوطنية لابحاثه في التراث ، ويركز على مكانة محمد اسعاف النشاشيبي الأدبية والثقافية ، الذي درج منذ صغره على حضور حلقات العلم والفكر التي كان والده يستضيفها في بيته ، وكان يحضرها ويشترك فيها كبار العلماء ، وتشهد مؤلفاته على أنه كان ذا ثقافة لغوية وأدبية وفلسفية وتاريخية عميقة ، ولم يكن يفلت من بين يديه كناب في العربية الا وقرأه وحفظ منه وروى عنه ، ولعل كتابه " نقل الأديب " شاهداً على عمق ثقافته وتبحره الواسع في حنايا كتب التراث الخصبة .

وفي النهاية يستعرض مسيرة الاديبة كلثوم عودة الحياتية والثقافية التي حفلت بالنشاط الثقافي ، والتي تركت وراءها أعمالاً متنوعة في شكلها ومضمونها .

ان دراسة سعيد مضيه " رواد التنوير في فلسطين " تمثل انجازاً ومشروعاً بحثياً رصيناً ومهماً ، ويشكل بادرة ايجابية لدراسة الحركة الثقافية والفكرية الفلسطينية ، وهو يحصر بحثه في الفترة الممتدة من القرن التاسع عشر حتى مشارف القرن العشرين ، ويعتمد خ نهج السيرة الثقافية والفكرية لأهم الاعلام والشخصيات الثقافية التنويرية الفلسطينية لكل واحد منها على حدة ، وهي نماذج دالة على المقاومة الفكرية والعلمية والروحية لهؤلاء الرواد المثقفين الذين خاضوا التجارب الأدبية والثقافية وحققوا حضوراً وهاجاً في الثقافة التنورية المضيئة ، واسهموا في رفد الفكر الفلسطيني بكتاباتهم في شتى أنواع الكتابة ، وشاركوا في نشر وترسيخ ثقافة النور والضياء العقلانية .

وفي النهاية ، كتاب " رواد التنوير في فلسطين " غني بالمعلومات ، ودراسة معمقة تستحق القراءة الواعية ، فتحية للمؤلف الراقي الاستاذ الباحث الفلسطيني القدير سعيد مضيه ، مع التمنيات له المزيد من الصحة والعافية والعمر المديد ليظل يثري مكتبتنا الفلسطينية باصداراته الجادة ودراساته الهادفة وابحاثه المفيدة ، ودمت معطاء ومتميزاً .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تاريخ العراق السياسي ..!!
- لماذا استعجلت الرحيل يا رزق ..!
- تحية حب وتقدير ووفاء للرفيق المناضل قدري أبو واصل ..!!
- آمال عواد رضوان شاعرة الرقة والجمال والانوثة وسحر الكلمات .. ...
- في احتجاب - الموقد الثقافي - ..!!
- الشاعرة العراقية وفاء عبد الرزاق تحاكي وجدانها ، وتغمس يراعه ...
- شبابنا العرب الى أين ..!!
- الواقع العربي وثقافة المستقبل ..!
- مع الفنانة الفلسطينية هويدا نمر زعاترة
- محمود درويش واتفاق اوسلو المشؤوم ..!!
- ماذا يريدون من سوريا ..؟!
- ريم نبيل زحالقة تكتب قصيدتها باحساسها ..!!
- اعتداء غاشم على مقهى ليوان الثقافي ..!
- الطائفية في العراق - وجهة نظر ..!!ً
- لبنى دانيال .. الغوص في عمق الوجدان والتألق مع نبع الشعر !
- حفل تابين لراهب كنعان الشاعر والمفكر الفلسطيني أحمد حسين
- في الشأن الفلسطيني ..!!
- بشرى اتفاق القاهرة ..!!
- - ذريني مع الريح - باكورة أعمال الشاعر عبد القادر عرباسي
- في ذكرى وفاته ال ( ٣٧) : عبد الكريم الكرمي ( أبو ...


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - مع دراسة الباحث الفلسطيني سعيد مضيه