طالب عمران المعموري
الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 30 - 17:26
المحور:
الادب والفن
حوت
كان هو الطارق الاول في صباح يوم العيد ، من عالم الأحياء الى عالمنا نحن معاشر الأموات .. هكذا اعتاد الأحياء زيارة موتاهم من كل عام . مترددا يقدم خطوة ويؤخر الاخرى .. حين كشف له الحجاب، إستوحش من هول مارآه، تمتم قائلا: كيف لهم ان يعيشوا في هذه الاقبية الداكنة النتنة؟
أحد الأموات ينتفض من الغبار الذي يعلو هامته وملابسه الرثة : لاتعجب منّا! نحن كما انتم نأكل الطعام ونشرب ، بيد إن أوانينا من صنع خاص وموائدنا لايجتمع عليها الاطفال ولا النساء ، خالية من الحلوى وما يسيل لها لعاب .. حرمت علينا مواقعة الحور ولا الجنيات ، نسينا ذكوريتنا.. اقترب .. لاتخف ..إدنوا قليلا .. إن شئت ضع الأكمام على أنفك ، قد تعتاد على رائحتنا وأشكالنا، ثيابنا رثة ووجوهنا مكفهرة من أثر السياط وغبرة جياد الحرب مع الجن والعفاريت ، تشمئز قلوبكم انتم .. أنتم فحسب ، نحن لانشعر بذلك كونه عالمنا.. اعتدنا عليه ، روضته زبانية غلاظ .. حقيقة ليس وهم ..عالمكم هوالكذبة.. يعلو صوت الأصفاد بقدوم أحد الاموات بوضع مزر، يجر أنفاسه، بينما يصحو الآخر من غيبوبته .
طالب عمران المعموري/ العراق
#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟