أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد الكفائي - قراءة نقدية في قصة مراهقة للكاتب مجيد الكفائي














المزيد.....

قراءة نقدية في قصة مراهقة للكاتب مجيد الكفائي


مجيد الكفائي
محام وكاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 30 - 17:26
المحور: الادب والفن
    


مراهقة
أحبته بصدق، وعشقته بجنون، حلمت ببيت صغير يعيشان فيه معاً، اثنان من الأولاد يكفي، لا ثلاثة، صبيان وبنت، سأعلمهم وأربيهم أحسن تربية، لن أدعهم يحتاجون شيئاً، كل راتبي سأنفقه عليهم، سأشتري لهم ملابس فاخرة وألعاباً وهدايا، سأدرسهم يومياً، سأقضي جل وقتي معهم؛ أفاقت من الحلم على صوت أمها وهي تناديها: نظفي البيت قبل أن يرجع والدك من العمل.
قراءة نقدية لقصة مراهقة
النص ققج
العنوان : مراهقة والمراهقة تعني : راهق مراهقة وأرهق مراهق ، ولغة هو الغلام الذي قارب حدّ البلوغ ، لكن لم يبلغ . المعجم: مصطلحات فقهية والمراهق من قارب الرشد نستطيع من خلال هذا العنوان أن نستشف الموضوع الذي يدور حوله النص الذي بين أيدينا. وهو إرهاصات فتاة مراهقة راحت ترسم لنفسها أحلاماً وقد تكون أوهاما شأنها شأن أيّ فتاة في سنّها. ابتدأ الكاتب نصه بجملة أحبته بصدق/ وهل يكون الحبّ الأوّل إلا صادقاً؟ شأنه شأن المأدوبة الكبرى التي تُولم عليها كل أمانيها وأحلامها! بل عشقته بجنون/ معلوم أنّ المراهقين يُمعنون في الحبّ حدّ الجنون فعلاً حتى يهيمون في كلّ واد! حلمت ببيت صغير يعيشان فيه معاً / بيتٌ صغير هو غاية المنى ومنتهى الأرب ذاك التّتيّم في المحبوب حلمٌ لا يتعدى لتحقيقه (بيتٌ صغير ) فكلٌ يحلم على مقاسه.!! وهنا يُفصّل الكاتب أحلام تلك المراهقة على مقاسها فلا يجوْزُ مخيالها سقفه! وماذا بعد؟ لابدّ وبعد أن يضمّها وحبيبها بيتٌ واحد أن ينجبان أطفالاً. ترى من هم أطفالها الذين حلمت بهم تلك المراهقة؟ اثنان من الأولاد يكفي، لا ثلاثة. صبيان وبنت/ هذا المنولوج الداخلي الذي يدور في خاطر بطلة النص مؤطراً بأمنيةٍ مشروعة في ظلّ مجتمع ذكوريٍّ بحتٍ يرجّح دائماً كفّة الذّكر على الأنثى. - سأعلمهم وأربيهم لن أدعهم يحتاجون شيئاً / يبدو لي من هذه العبارة أنّ تلك الفتاة المراهقة قد حُرمت من حق التّعلم وتحصيل المعارف واكتساب العلوم.. الأمر الذي جعلها تتعهّد بينها وبين نفسها أن تعوّض هذا النقص في أطفالها المنتَظرين، فتُحسن تربيتهم وتسعى إلى تسليحهم بالعلوم وإكسابهم المعارف. لن أدعهم يحتاجون شيئاً كل راتبي سأنفقه عليهم/ هي فتاة تحلم أن تكون ذات شأن ومركز إجتماعي ومستوى ثقافي يؤهّلها لعملٍ جيد يكسبها رزقاً وفيراً لتقدمه لأبنائها وتضمن لهم العيش الكريم دون أن يسألوا الناس إلحافاً أعطوهم أو منعوهم!! سأشتري لهم ملابس فاخرة وألعاب وهدايا/ جملة تدلّل على حبها الكبير لأولاد المستقبل ورعايتها لهم حقّ الرعاية وحرصها حتّى لأماكن ملابسهم لتقتنيها لهم من أفخر الماركات والمحلات التّجارية. بل لن تكتفي بذلك إنّها تُمنّيهم بينها وبين نفسها بالهدايا والألعاب فتبسط كفّ الرفاهية والبذخ لتغدق عليهم من فيض عطائها وجودها وكرمها. سأدرسهم يومياً / تلك الفتاة الحالمة المراهقة بل الواعية لن تنسى رعاية أولادها علمياً ومتابعتهم بشكلٍ حثيث دراسياً فهي لن تتوانى عن دعم تحصيلهم العلمي ولن تُلهِها عاطفتها الرّؤوم عن متابعتهم ومدارستهم يومياً أفاقت من الحلم على صوت أمّها وهي تناديها/ جملة تحطُّ برحال أحلام تلك الفتاة المراهقة على عتبة الواقع القميئ لترتطم بصخرة خذلانها بنداء أمّها الذي يصفع سقف أحلامها بأرض الواقع البغيض. نظّفي البيت قبل أن يرجع والدك من العمل/ هذه الجملة الختامية الصادمة التي يختتم بها الكاتب نصه تضعنا على حافة آلام تلك الفتاة المراهقة وتكشف لنا عن سرّ أحلام اليقظة التي لم تسعدْ في العيش في ظلّها كثيراً. وتضعنا أمام أسئلة مؤلمة: هل هي فتاةٌ تعيش في ظلّ مجتمعٍ متخلّف؟! محرومة من الخروج من المنزل خوفاً عليها من أن تحب وتعشق وتتزوج من تحب! كعادة أغلب المجتمعات المتخلفة في العالم الثالث!! ومحرومة من حقّ التعليم؟ حتى زيّنتْ لها أحلامها تعليم أولادها لتعوّض حرمانها من العلم عن طريق تعليم أولادها؟ وهل هي فتاة لأبوين فقيرين؟! شظف العيس حال بينهما وبين أن يؤمّنان لها حياةً كريمة!! فراحت تحلم بتقديم حياة رغيدة لأولادها التي حلُمت بانجابهم! وقد حدّدت عددهم (صبيّان وبنت) وكأنّها ضمن ثُلّةٍ كبيرة من الأخوة الذين حال الفقر دون تعليمهم وكسوتهم بالشكل الذي تحلم به لأولادها!! وهل هي ابنةٌ لأبوين جاهلَيْن؟ لم يُعنيا بها دراسياً حتّى حلّقت في أحلامها!! المشروعة من العلم إلى العمل الكريم بمردودٍ وفير يضمن لها ولأولادها حياةً هانئة دون ذكرٍ لدور زوجها فيها، وكأنّها ترفض أن تكون ظلّاَ لرجل وتؤمن بحرية المرأة واستقلالها المادي أولاَ وأخيراً. كلها أسئلة مشروعة عن أسرار أحلامها التي ارتطمت بصخرة الواقع المرير، إذ أعادها إلى حقيقتها المرّة التي غلّتْ كلّ أحلامها ووأدتْ كلّ آمالها بين جدران المنزل الذي.. رهنتها أمها لتنظيفه قبل عودة ربّ الأسرة من العمل!! نص جميل يسلط الضوء على مشكلة إجتماعية هامة ويرصدها من زوايا عدة بأسلوب رشيق ومحبب تحية تليق للكاتب راجيةً أن أكون قد وفّقتُ في قراءة هذا النص الماتع وما أنا بقارئة!
ايمان السيد
سورية



#مجيد_الكفائي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارات ام تسول؟
- قراءة نقدية في قصة خريف للكاتب مجيد الكفائي
- لا ادافع عن احد ولكن كلمة حق
- سياسيون ام مرضى
- ولا زال القرف مستمرا
- انت...مجيد الكفائي
- أتدرين من انت؟
- اين الخلل
- نحن جياع ياحكومتنا
- مدارس للتربية
- ملتقى الرميثة الثقافي خطوة في الطريق الصحيح


المزيد.....




- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد الكفائي - قراءة نقدية في قصة مراهقة للكاتب مجيد الكفائي