أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - الحرب على حدود كردستان وحسم مصير الدولة في العراق














المزيد.....

الحرب على حدود كردستان وحسم مصير الدولة في العراق


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 30 - 01:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يردد البعض بان ما يجري من حرب واقتتال الان على الشريط الحدودي بين كردستان وباقي مناطق العراق او ما يسمى المتنازع عليها، ما هو الا نتيجة سياسة البارزاني المتهورة و"الفتنة" التي قام بها باعلانه الاستفتاء. هنا اود ابداء بعض الملاحظات.
المسألة لا صلة لها بالبارزاني لا من قريب ولا من بعيد. لقد عبرت جماهير كردستان في الـ25 من ايلول عن رغبتها وصوتت للاستقلال. لم تسفك قطرة دم واحدة، ولم يعلن اي شيء من قبل كردستان لا استقلال دولة، ولم يتم اي هجوم عسكري ضد العراق وضد السلطة المركزية. كان يجب القبول بقرار الجماهير، وماكانت لتسقط قطرة دم واحد، ان لم يكن هنالك مصالح سياسية واقتصادية خلفها.
ان ماجرى من حرب كركوك والمناطق المتنازع عليها كان سيجري تحت هذه الذريعة او تلك. انها مسألة حسم مصير الدولة في العراق من جهة، وحسم موقع ومكانة ايران في المنطقة، وبالاخص بمواجهة الولايات المتحدة. المسألة التي فجرها استفتاء كردستان لا تتعلق بعائدية مدينة كركوك فقط، وان كانت لها اهمية اقتصادية كبيرة من جهة، ولها اهمية استراتيجية كونها تقع في الخط الفاصل بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة العراقية وبين كردستان.
كل ما يحصل الان، من حرب، واتفاقات سياسية، وهجوم وانسحاب عسكري، اطلاق نار ووقف اطلاق النار، وهروب جماعي بمئات الالاف، خيانات وغدر، تهريب نفط، وجلب شركات نفطية على جناح السرعة، دخول الحشد الشعبي الى كركوك، دخول المادة 140 من الدستور الى طي النسيان، "غدر" البيشمركة لاتفاق عسكرية في مخمور، الدماء التي تسيل، والقتلى التي تسقط، واسرى عراقيين في ايدي البيشمركة، احتلال الحشد الشعبي لفيشخابور، والحبل على الجرار، كل هذا لاجل تلك القضيتين المترابطتين بشكل لا يقبل الانفصام: حسم مصير الدولة في العراق و تقوية موقع ايران في المنطقة و بوجه الولايات المتحدة.
لقد كان الاستفتاء افضل ذريعة جرى استغلالها من قبل ايران ولحكومة العبادي على السواء للدفع بهذين الامرين للامام. ايران حتى تختبر ردود فعل خصمها تجاه قوة وتمركز نفوذها في العراق. والاحزاب الشيعية في العراق لتحسم امرها: هل العراق دولة دينية؟ هل هو دولة شيعية؟ هل تتجه الى ان تكون دولة ولاية الفقية؟ أم هل سيكون دولة مدنية، حيث قامت عدد من الاحزاب الدينية بتغيير اسمائها وعنوانيها الى اسماء مدنية، المجلس الاعلى اصبح حزب الحكمة، سليم الجبوري يؤسس حزب التجمع المدني للاصلاح، منسلخا عن حزب الاخوان المسلمين. ام ان مصير الدولة القادمة، و بظهور الحشد الشعبي كقوة عسكرية مدعومة من ايران والحرس الثوري الايراني، يدفع العراق خطوات لتبني دولة ولاية الفقيه، التي قالها الخزعلي، رهن بتغيير توازن القوى لصالح الاخيرة.
انها تتعلق بمصير دولة العراق في مرحلة ما بعد داعش، وسط صراعات داخلية في بغداد بين الاحزاب الشيعية، والازمة العميقة التي تعيشها هذه الاحزاب التي عجزت وبشكل تام عن رسم اية ملامح لدولة في العراق. دولة تحكمها ميلشيات لا تخضع لحكومتها الوطنية، بل تخضع وتمول من ايران. دولة تعيش ازمة اقتصادية خانقة في تحكمه زمرة من الفاسدين، الباحثين عن الحصص، الذين دفعوا بدولة العراق الى ان تكون الافسد في العالم، لا فرص عمل فيها ولا تعليم ولا صحة، بل اصبحت الحرب هي سبيل للحياة. ليس في جعبة الحكومة ولا رئيس وزرائها اي مشروع اقتصادي للمجتمع في العراق. انها حكومة التوافقات والمحاصصاتية، والميلشيات وانعدام القانون باي شكل وباية درجة.
القضية الكردية لا يمكن حلها عسكريا، انها حياة 6 ملايين مواطن يريدون الاستقلال. اعادة احتلال كركوك، وفيشخابر ومخمور، والقصف والحرب، وربما حتى احتلال اربيل، لن تنهي ولن تقبر تطلعات الجماهير التي صوتت للاستقلال، بل بالعكس ان ما يجري يعطي دليلا على حقانية وسبب مشروعية الخلاص من حكم الميلشيات العراقية والايرانية الشيعية والمآسي التي تسببها مجتمعة بحق جماهير عبرت عن ارادتها بالاستقلال.
اما التصعيد العسكري الذي تقوم به حكومة العبادي لن يحسم مصير السلطة، فالسلطة محاصصاتية، مشرذمة، فاسدة، ومقسمة على نفسها من اجل مصالحها.سيبقى مصير السلطة غير محسوما حيث تلك الاحزاب الطائفية والميلشياتية الفاسدة لا هم لها غير جني الارباح وليس في جعبتها اي مشروع لبناء دولة بسمات طبيعية، كباقي الدول في العراق، لن يكون بوسعها حسم امر السلطة في العراق.
ان جماهير العراق لم تجنى من ميلشيات ايران، ومن حكم ايران غير الحرب الطائفية على امتداد ما يقارب عقد ونصف، واليوم تريد ان تزج المجتمع بأتون حرب قومية. يجب ان تهب الجماهير في العراق لتعبر عن ارادتها باخراج ايران وميلشياتها، وان تكف عن تحويل العراق الى ساحة حرب لها، لتأمين مصالحها.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك واستفتاء كردستان: وحدة الاراضي العراقية ام السيطرة على ...
- مطلب استقلال كردستان، مطلب جماهير كردستان وليس مطلب البارزان ...
- لمصلحة من يرفض استقلال كردستان؟
- الاستفتاء و-وطنية- اليسار القومي العربي!
- البرلمان العراقي والالحاق القسري لكردستان!
- خيبة امل من حزب الله ام بربرية الاسلام السياسي؟
- حول قانون التأمينات الاجتماعية او الضمان الاجتماعي
- اغلاق البارات والرأسمالية الطفيلية في العراق!
- حين يصبح حثالة البروليتاريا مسؤولوا دولة!
- التغيير من فوق والتغيير من الاسفل- حول التعديل القانوني الان ...
- تيار عمار الحكيم -الحكمة- الوطني اسم جديد لتنظيم قديم!
- ثلاث ملاحظات بمناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي
- -تحرير الموصل- وموقف الاتحادات العمالية في العراق!
- الرأسمالية الاسلامية خطر على البشرية: قتل كرار نوشي نموذجا!
- هل يوجد طبقة عاملة في العراق وكردستان العراق؟
- استفتاء كردستان.. هل سيحدث اخيرا؟
- حكومة كردستان وورقة الاستفتاء!
- حقبة ما بعد داعش والتسابق الايراني- الامريكي
- حول الميلشيات والدولة
- دولة دينية ام دولة علمانية؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - الحرب على حدود كردستان وحسم مصير الدولة في العراق