رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 29 - 03:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في لحظاتٍ متزاحمة الأفكار المتداخلة , وكأنها حالةٌ انتبابتني من الأزدواجية الفكرية والنفسية بينَ نظمِ قصيدةٍ جديدةٍ وبين التهيؤ الطارئ لكتابةِ مقالٍ عن مستجدات الوضع في شمال العراق او " الأقليم " الذي لم يعد متأقلماً مع نفسه ! , ويراد لكلّ العراقيين التأقلم مع حيثياته ال .! , تلكم اللحظات كان مسرحها في الهواء والفضاء الطلق اثناء قيادتي للسيارة , ووسطَ إزدحامٍ مروريٍ كافر يتخلله عدم التزامٍ مطلق بأدنى قواعد قيادة العجلات من الكثيرين من السواق , فاضعتُ الإعلام والأدب العربي وكلّ ما يتعلّق بالمعرفة والثقافة , وغدوتُ بحاجةٍ ماسّة الى مهدّئاتٍ معنويّة تخفّف وتلطّف من حرب الأعصاب .!
إتّخذتُ قراراً ستراتيجياً – علاجياً سريعاً بالبحث عن شحنةٍ او مسحةٍ من غذاءٍ روحيّ " الموسيقى " بما تتلاءم وتتناغم نكهتها مع وضعي السيكولوجي المضطرب والفوّار .! , لكنّ المفاجأة " اللحظوية " المتزامنة أنّ كلّ محطة اذاعيةٍ فتحتها في مذياع السيارة كانت تبثُّ آياتٍ من القرآن الكريم , والتلاوات تلك كانت في وقتٍ واحد من اذاعاتٍ عربية ومحليّة , وحللّتُ ذلك مع نفسي انها قد تمسى في التوقيت الذي يسبق أذان الظهيرة , إنما ما لفتَ نظري من زاويةٍ ما , أنّ تلاوة القرآن من عددٍ من الأذاعات العربية كانت تلاوةً هادئة ومريحة ومزيلة للتوترات النفسية , حيث القرآن الكريم , بينما لاحظتُ ايضاً أنّ معظم العراقيين الذين يتلون سُوَر القرآن " اذاعياً " يتغلّب على نبرتهم طابع الحزن والألم والتراجيديا .! , ولابدّ أنّ لذلك اسباب تأريخية وفلسفية وسوسيولوجية وسواها .! , وتركَ ذلك عندي انطباعاً سيكولوجياً لم يبعث على الأنشراح والأنفتاح آنذاك , واظنّهُ سيدوم .!
لمْ تنتهِ مأساتي إلاّ المروري على الطريق العريق , ومنْ ثَمَّ الوصول والهجوم على السرير الرحيق .!
#رائد_عمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟