أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - الرسالة !














المزيد.....


الرسالة !


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:47
المحور: الادب والفن
    


الرسالة !
بلقيس الربيعي ( أم ظفر )
ما يزال الطقس رطباً , هواء ابريل يهب مفعماً بعبق الربيع القادم وبجليد الشتاء المنصرم . وقفت ( أمل ) امام النافذة المفتوحة , نسيم لذيذ يصافح وجهها بنعومة , تصارعه هبات من الهواء الثقيل البرودة . كان خاطرها مشدوداً لرؤية القمر وقد اكتمل بدراً . كان الوقت التاسعة مساءاً ..... انه بالضبط موعد رسالتها , أي منظر جميل امامها !! لكن قطعاناً من الغيوم السوداء تتجه كوحوش كاسرة , تبغي افتراس وجه قمرها , إلا ان ضؤه الفضي يمسح عن جبينها تجاعيد الغضب الذي يخترقها الى القلب ..فتهدأ , وتحلق حوله إطاراً لأبهى صورة , يبرز وجهه من خلال طياتها , باسماً , زاهياً... وهي وقمرها الحبيب وحديث طويل , رسالة الى حبيبها .
( ياريت بس اقدر بكلمة اعبر ... ) اغنية لشادية تناهت لها من بعيد , وتسرح في ذكرياتها الجميلة ولقائهما الاول وعلاقتهما التي اصبحت مثلاً يتحدث عنه الكثيرون , ويعطي البهجة والامل بحب اكبر في الحياة في زمن قَلَت وندرت فيه علاقات الحب الحقيقي .
_ يا قمراً , ياحبيب العاشقين ..يا واهب المسرة , هناك يا حبيبي , ارجوك ان تتسلل اليه برسالة مني في حلم من اجمل الاحلام , قبَلَت ضياءه وهتفت في داخلها :
_يا خالداً , إسكب بضيائك على خديه قبلاً ومودة .
احست بمرارة وغصة في حلقها وهي تتفقد ذكرياتها التي لا تزال كعطر شاعري .
_ يا الهي , ماذا إقترفنا كي تؤول حياتنا الى ما اصبحت عليه , ولم تحس إلا والدموع تملأ مقلتيها , ويد حانية تربت على كتفها وصوت ابنها يوقظها من تأملاتها :
أماه اما تشمين رائحة طعام يحترق ؟ !
مسحت دمعة فرَت من عينيها , بلعت غصتها وصاحت : يا الهي نسيت الكعكة في الفرن ! وهرولت الى المطبخ لتجد نفسها وسط سحابة كثيفة من الدخان .
أخرجت الكعكة وقد تحولت الى قطعة فحم , إحمر وجهها خجلاً من إبنها , فغداً عيد ميلاده !
_ بالتأكيد يا أمي كنت غارقة في ذكرياتك ونسيت الكعكة !!
_ أجل يا ولدي , الذكريات الجميلة تتحجر فقط عندما يموت الأنسان وذكرياتي معه باقية هنا ( واشارت الى رأسها )
_ لكن الم تنسيك سنوات الفراق الطويلة ؟ إنتفضت .. نظرت اليه , وصور الماضي الجميل تتدافع الى نفسها من جديد .
_ لا يا ولدي , إنه موجود في أعماق روحي , ويسري في كل قطرة من دمي ... خياله الحبيب يطوف أمامي في كل لحظة وأراه مرتسماً في كل الوجوه وكأنه الأنسانية مجسدة في وجوه الناس . يظل الحبيب حياً في الذكريات , رغم ان عمري قد تعدى الخمسين , لكن لا زلت اعيش مراهقة في حبه .
_ بالعكس يا امي , ارى الشباب يتجدد فيك , وان من لها هذا القلب الكبير وتمارس حباً حقيقياً وعشقاً ربيعياً , لن تشيخ , مجنونة هي السنين التي تنال منك , فعلى شفتيك ترتسم كل ابتسامات نساء العالم ! وفي عينيك يغزل العشق اسطورة له , ان علاقتكما من النوادر في علاقات الحب .
إحتضنها , ضمها الى صدره ...إمتلأت عيناه بالدموع .
عادت الى غرفتها من جديد ... وقفت ترمق الصور المعلقة على الجدار .. تأملت صورته التي تتوسط الصور وراح ذهنها يرسم صورة للصف , يوم كانا طالبين في الثانوية , مكانهما المفضلان , الكرسيان في الصف الاول ...إنها تذكر بعض الاسماء واماكنهم أيضاً , كان عددهم ثلاثون طالباً وهي البنت الوحيدة بينهم .. خالجتها مشاعر جياشة ... بلل اجفانها دمع عصي , الغربة اصبحت لها الأن كالمجهر ترى فيها تفاصيل حياتها السابقة .
إستلقت على السرير , عيناها على الصورة وشفتاها جامدتان .. لم تستطع النوم لأنها كانت تحلم طوال الليل بعينين مفتوحتين .
طلع الفجر , وها هي الشمس ترسل اشعتها الاولى من خلف الافق .



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - الرسالة !