محيي الدين محروس
الحوار المتمدن-العدد: 5677 - 2017 / 10 / 23 - 17:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الإنسان كائن اجتماعي، على الرغم بأنه يعيش في الوقت الحاضر ضمن أسرته ولديه عمله، وقليلاً من الأصدقاء الذين يلتقي بهم بين الحين والآخر، فهو بحاجة إلى أن يكون ضمن مجموعة اجتماعية أوسع.
فمن أين تأتي هذه الحاجة؟
عادةً هذه الحاجة تتولد نتيجة عدة أسباب، منها:
الشعور بالخطر على الجماعة ( كارثة). عندها يبدأ البحث عن التضامن الجماعي لمواجهة هذه الخطر.
وضع سياسي يهدد حرية الفرد والجماعة.
النضال لنيل الحرية لدى الشعوب.
تردي الوضع الاقتصادي الذي يمس المجتمع، أو شريحة مهنية محددة.
سوء وضع البيئة في بلدٍ ما، أو على مستوى الكرة الأرضية.
في هذه الأحوال، يحتاج الإنسان للخروج إلى الشارع للتظاهر، ولقاء أناس لا يعرفهم، ولكنه يشترك معهم في الأهداف، ويشعر بقوة الجماعة، ويتغلب على عامل الخوف في الدفاع عن حقوقه.
المشاركة في التظاهر تُعطيه طاقة نفسية إضافية، وثقة بالذات، وقيمة إنسانية إضافية بأنه يُشارك بنشاطٍ اجتماعي من أجل قيمٍ عُليا.
كما تُعطيه الثقة بأن ما يُطالب به له شرعيته، طالما يُشاركه به الآخرون، ولا يُشعر بالوحدانية في ما يريده. كذلك الجرأة والتغلب على الخوف هي من شروط الصحة النفسية والجسدية.
يتخلص الإنسان من الشعور بأنه وحيداً يُعاني من مشاكل غير قادر على حلها بمفرده.
مع العلم بأن مثل هذا الشعور بالوحدة في مواجهة مشكلة أكبر منه يؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى نتائج سلبية، مثل المخدرات و الكحول و الأعمال الإجرامية و حتى الإرهابية.
إن التعطش إلى العمل الجماعي يزداد يوماً بعد يوم، كرد فعلٍ على القوانين الجائرة التي تُلغي العدالة الاجتماعية و العدالة الإنسانية.
كما أن العمل الجماعي يزداد أهمية مع بناء نظام القيم العُليا للمجتمع، بغض النظر عن الاختلافات الدينية والقومية و السياسية، مثل:
العدالة – الحرية – الديمقراطية – السلام – الكرامة الإنسانية – التطور المتعدد للإنسان – حماية البيئة...إلخ.
المشاركة في هذا العمل الجماعي هو بنفس الوقت اهتمام بالذات و بالعائلة و بأقرب الناس لنا.
#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟