أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السعدنى - لا تضعوها فى حظيرة الدجاج














المزيد.....


لا تضعوها فى حظيرة الدجاج


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5672 - 2017 / 10 / 17 - 17:30
المحور: الادب والفن
    


 
يُحكى أن نسراً كان يعيش على قمة جبل ويضع عشه على إحدى الأشجار، كان بالعش أربع بيضات. ذات يوم عاصف حدث زلزال، على إثره سقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت فاستقرت في قن للدجاج. تطوعت دجاجة عجوز للعناية بالبيضة حتى تفقس، ولما فقست البيضة خرج منها نسر صغير جميل، لكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج، شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، فتمنى لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور، لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج الذين عايروه: ما أنت إلا دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور. بعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي، وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج . 
الحكاية موحية بقدر ما هى مؤلمة، ذلك أن النسر ورغم الزلزال الذى ضرب حياته وغير مصيره، لم يستطع أن ينسيه ماجبل عليه منذ كان بيضة، فراحت نفسه تهفو إلى حياة النسور ويؤلمه ما فرض عليه من حياة الدجاج. تلك طبيعته، وهذه حقيقة خلقته، لكنه بقدر حلمه فى العودة لحياة النسور لم يكن قوياً بقدر يمكنه من مقاومة إحباط الدجاج له، وعندما خارت إرادته واستسلم لما فرض عليه، كان طبيعياً أن يموت، ذلك أنك إذا لم تكن قادراً على تحقيق حلمك ومشيئة خلقك، فأنت رهن للظروف تتلاعب بك وتضعك حيث لا تريد. شئ من هذا يصدق على الفرد كما يصدق على كل كيان ينبض بالحياة، وسواء كان كياناً طبيعياً أو شخصية اعتبارية بما فيها الدولة نفسها، وأى دولة، عليها أن تختار ما بين حلم النسور والصقور فتحلق عالياً، أو حياة الدجاج فى حظيرة، فتقعد منها الهمة ويتضاءل الطموح وتتصرف كما الدحاج ينتظر من يلقى له ببعض الحب فقط ليعيش فى أضيق الحدود، لا لكى يحيا حياة عريضة واسعة.
ومن أسف أن كثيرين من إعلاميينا استمرءوا حالة التدجين، فتصوروا أنهم دجاجاً فى حظيرة محدودة يدافعون عن أفراخهم الصغيرة ولا يطمحون فى حياة الصقور والنسور، ينظرون تحت أقدامهم حيث الحبوب التى تقيم أودهم وكفاهم هذا طموحاً، ضعف الطالب والمطلوب. شئ من ذلك تجلى فى معركة اليونسكو، حيث أخذتهم طبيعة الدجاج فراحوا ينقروا الحب ويتصاغرون ويصغرون معهم دولة عريقة صنعت حضارة ضاربة جذورها فى التاريخ، لكن لأن طموحهم لا يعدوا طموح الدجاج وطبيعته، فقد شغلوا أنفسهم بصغار الأمور فغابت عنهم كبارها. وضعوا نصب أعينهم منافسة قطر ومرشح قطر فراحوا يولولون: قطر تستخدم سلاح المال سياسياً وترشى سفراء الدول أعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو ليصوتوا لمرشحها. وهى رؤية قاصرة
قزمتهم أكثر مما هم، فظهروا صغاراً محدودى الكفاءة، وصغرت أفعالهم وأقوالهم من قيمة وقدر مصر. ومن أسف أن شاركتهم بعثنا الدبلوماسية والثقافية للترويج لمرشحة مصر السفيرة الدكتورة مشيرة خطاب التى ظلمها الترشيح وظلمتها حملتها التى لم تتعلم من أخطاء إنتخابات اليونسكو منذ ثمانية سنوات حيث خذلوا بتصرفاتهم غير المدروسة فاروق حسنى وزير الثقافة صاحب الشخصية المرموقة دولياً كفنان معروف عالمياً ولقد شاهدت فى العام 1991 معرضه الفنى فى الولايات المتحدة الأمريكية وكيف كانت النظرة من المؤسسات والمثقفين والفنانين الأمريكين له كفنان عالمى مهموم بالفن والثقافة.
عندما تضع سقفاً محدوداً لتطلعاتك فى محاربة مرشح قطر، فقد قزمت دولتك وتدنيت بمستوى رصيدها التاريخى الرفيع لمنافسة دويلة صغيرة لم يعرف عنها حركة ثقافية نشطة فى بلادها رغم أنها رقم تسعة ونحن رقم 139 من بين مائة وأربعين دولة فى مستوى التعليم الأساسى، ورغم أن مرشحها حمد الكوارى مثقف رفيع المستوى خريج جامعة القاهرة وحاصل على الدكتوراة فى العلاقات الدولية من الولايات المتحدة الأمريكية وزوجته مصرية وعمل وزيراً لثقافة بلاده وسفيراً فى عدة دول أوروبية كبرى.
فى الوقت الذى كنا ننافس فيه على قيادة أكبر هيئة ثقافية دولية، كان بعض الدجاج فى حكومتنا وبعض محافظينا يغلقون المكتبات العامة، وياله من قصور نظر، ويالها من عدم كفاءة تتجلى تداعياتها فى المحيط الدولى لتضرب توجهات دولتنا العريقة وتنال من موقف مرشحتها. إن الدجاج الرسمى فى حظيرتنا وبعثتنا الدبلوماسية لم يكن على مستوى الحدث، حتى أن أحدهم أحرج مصر الكبرى قلب العروبة النابض بهتاف ضيق الأفق: لا لقطر وتحيا فرنسا، فرد عليه المندوب القطرى: تحيا مصر وتحيا الأمة العربية. 
ياسادة مصر أكبر من كل الدجاج فى إعلامها الذى راح يلطم الخدود ويشق الجيوب، ناسين أن مصر صقراً محلقاً فى السماء ولايصح أن يضعوها فى حظيرة الدجاج.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن قربانك اليوم يا سيد عمرو؟!
- جمال عبد الناصر وبهتان عمرو موسى
- وبضدها تعرف الأشياء
- رجل غاب قمره وحضرت حكمته
- فنجان قهوة على الحائط
- داروا مع الشمس فانهارت عزائمهم
- بين روما ومونبلييه: رحلة في الفكر والتاريخ
- كن رجلاً ولا تتبع خطواتى
- وسقطت ورقة التوت فى الشعيرات
- المحاضر والتجربة والحكاية
- يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعى
- السيد ياسين: الأفكار أبداً لاتموت
- شبح أوباما يراود الخليج ويشعل المنطقة
- مصر لاعب محتمل في نظام عالمي جديد
- ترمب اختيار الدولة الأمريكية العميقة وليس ثورة عليها
- البديل السياسى والرقص مع الذئاب
- حوار الغضب والأمل مع شباب 25/30
- الإيكونوميست وأخواتها: تاريخ من الترصد والمغالطة
- اللامنتمى يحلم بالمستحيل: إحالة إلى عصام حجى
- من شبه الدولة إلى الدولة الراسخة - 2


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السعدنى - لا تضعوها فى حظيرة الدجاج