|
النهج الثوري والبحث عن الذات
مهند طلال الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 5672 - 2017 / 10 / 17 - 06:34
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
النهج الثوري والبحث عن الذات
"في 17 أكتوبر زغرد كاتم الصوت، في فندق ريجينسي تنفّذ قرار الموت في ذكرى الأربعين سقطت ورقة التوت كتائب أبو علي جابوا الثار المحتوم". تلك بعض من كلمات أغنية شعبية جاءت لتؤرخ لعملية اغتيال الوزير الصهيوني رحبعام زئيفي، ثأراً للشهيد القائد أبو علي مصطفى الذي اغتيل في مقره إبان انتفاضة الاقصى بصواريخ طائرات الاباتشي الصهيونية. ابتدأ الأمر مع اغتيال الشهيد أبو علي مصطفى، حينها خرج القائد أحمد سعدات في خطاب يطالب فيه الجناح العسكري للجبهة الشعبية بالثأر لدماء أبو علي مصطفى، ورغم أن ما هو متوفر من الخطاب لا يتعدى الدقائق المعدودة "وهو متوفر على اليوتيوب"، إلا أنه يعطي رؤية عن النهج الثوري واحترام الذات الذي طالب به سعدات وهذا النهج لا ينفصل ولا ينفصم عن الوفاء لدماء الشهداء ونهجهم وحتى عن ذكراهم والتي بدورها لا تنفصل عن ذاكرة الشعب العربي الفلسطيني الجمعية والتي مازالت تتشكل كل يوم بالفعل النضالي في شتى الميادين. في ذلك الخطاب يقول الرفيق سعدات: "لن نكون ندّاً للأعداء ولن نستحق احترام الشهداء، ولن نستحق احترام شعبنا بشهدائه وقادته وأطفاله وشيوخه ونسائه، إذا لم يكن شعارنا.. العين بالعين والسن بالسن والرأس بالرأس.. فعهداً لنا يا رفيقنا أبا علي، عهداً لك يا معلمنا، عهداً لك يا رمزنا، عهداً لك يا عنوان عزتنا، ألا يكون شعارنا أقلّ من الرأس بالرأس...هذا لكم يا كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، يا رجال قوات المقاومة الشعبية". لازالت ذاكرة الشعب الفلسطيني تختزن اسماء ابطالها وتنبذ زوارها العابرين والعابثين، فجزء اساسي من معركتنا مع الاحتلال هو ابقاء الذاكرة متقدة ومتوهجة بعطائات من سبق وصدق ومن كان الوطن شغله الشاغر وكانت الشجاعة ديدنه لذلك، ومن هنا كانت الشجاعة أعظم صفة في الإنسان لأن بقية الصفات تأتي تباعاً لها. إلتقطت كتائب الشهيد ابو علي مصطفى الرسالة سريعا، وكان خطاب الرفيق سعدات الاشارة للرفاق للبدء بالتنفيذ عاجلا، فتلك الاشارة لغة الاحرار لا يفهمها إلا أبنائها، وتلك الندية هي نديةالأحرار؛ فالحر هو من يشعر بالندية لا العبد. تفاصيل العملية: كان زئيفي قد وصف الفلسطينيين قبل مقتله ب 7 أيام بال"حشرات و الافاعي". إلتقطت كتائب الشهيد ابو علي مصطفى الاشارة(الرأس بالرأس) وتوقدت الشرارة لديها وعقدت العزم على التنفيذ. دخل حمدي قرعان و مجدي الريماوي المنفذان للعملية فندق ريجنسي الذي كان فيه زئيفي بتاريخ 16-10- 2001 وحجزوا غرفة في الفندق نفسه وبدأو بتجهيز نفسهم للعملية، وكان مع المنفذان (مسدسات كاتمة للصوت) وفي صباح اليوم التالي 17 -10- 2001 وبعد أن جهزووا أنفسهم، خرجوا من غرفتهم ثم إتجهوا إلى درج الطوائ وصعدوا إلى الطابق الثامن الذي توجد فيه غرفة رقم 816 وهي الغرفة الذي يقيم بها "الجرذ زئيفي". كان "الجرذ زئيفي" قد خرج لتناول طعام الفطور في قاعة الطعام فانتظره المنفذان(حمدي ومجدي)، وبعد ربع ساعة عاد "الجرذ زئيفي" وكان ذاهب إلى غرفته فقام حمدي قرعان و مجدي الريماوي بمنادات زئيفي ب(غاندي) فلتفت زئيفي كعادة الجرذان في هكذا مواقف، وبدأ مجدي وحمدي بأطلاق النار عليه فاستقرت في جسده 5 رصاصات 3 في الصدر و2 في الرأس، قتل الجرذ على الفور ودوس بالنعال، بعدها ذهب حمدي قرعان و مجدي الريماوي إلى مكتب الإستقبال في الفندق ودفعا حساب الفندق وإستقلوا سيارتهم و غادروا الفندق وعادوا الى قواعدهم بسلام. انها ليست قصة من عالم الافلام ولا من صنع الخيال، إنها فيض من غيض من سيرة الشعب الفلسطيني ومن لغة الاحرار ومن النهج الثوري السليم المتقد والمتوهج دائما، قام بها ثلة من طلائع الشعب الفلسطيني وفاءا لدماء الشهداء، لقد فعلوا ما عليهم، وعلينا أن نعمل ما علينا، وأقل القليل البحث عن ذاتنا فيهم وحفظهم في الذاكرة، ذلك نابع من أهمّيّة الذاكرة الاجتماعيّة في تشكيل التاريخ. إذ أنّ التاريخ هو "العنصرُ الذي من دونه لا يمْكن أيَّ وعيٍ وطنيٍّ أن يتشكّل، وان الوعي الوطنيّ هو العنصر الذي من دونه لا يمكن لأيَّ ثقافةٍ او نهج، أو أيّ حضارةٍ حقيقيّة، أن تتشكّل. قال الكواكبي في "طبائع الاستبداد" أن أولى شروط التحرر من الاستبداد هي أن يعرف الناس ذلك، فالمعرفة تحرر ونهوض، والقراءة ركيزتهما. أو كما قال ميشال فوكو في "حفريات المعرفة" المعرفة قوة جبارة تُغلب بها الأمم وتنتصر. وكما رأى ادوارد سعيد في مشروعه أن الحضارة العربية لم تكن لتسقط دون المعرفة الأوروبية عن الشرق والمشاريع الاستشراقية. ونحن نقول لن يكون أي نهضة أو تحرر دون وعي وطني سليم يعي قيم المعرفة، قبل أن نناضل لقضية ما يجب أن نعرف لما نفعل ذلك، وقبل أن نناصر رأي ضد اخر يجب أن نعرفه، فالمقاتل الذي لا يعرف لماذا يقاتل قد يكون أشد خطراً على قضيته من غيره. طوبى لمجدي وحمدي، وعهدا لكم أن نبحث عن ذاتنا وان تبقوا في الذاكرة.
#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اوجعني الرصاص، لكنه لم يهزمني بعد!
-
الافتخار والخجل : الشاعر عزالدين المناصرة نموذجا
-
حكاية أغنية وإثبات نظرية
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|