مرام عطية
الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 21:10
المحور:
الادب والفن
مهما لفَّ الضَّبابُ المدى ، و تمدَّدَ زئبقُ الفناءِ
في جسدِ الرجاء
مهما استطالَ عمرُ الجراحِ ، آهاتُها صارتْ أشجاراً ،
و ندُوبُها غدتْ ودياناً ، و عزّ على الحرِّ الدواءُ
لاتلبسُ الظَّلمةُِ ثوبَ النورِ
و لا يستحيلُ الحنظلُ عسلاً
كما لاتصادقُ الذِّئابُ الغزلانَ
ولا الصقورُ العنادلَ
لا يدومُ على حالٍ السَّلاطينُ و الأيتامُ
هو الفجرُ كالوليدِ من رحمِ الأوجاعِ ينبثقُ
يبصقُ عن شفتيهِ أوساخَ المخاضِ
و يبدأُ مسيرة الضياءِ
أخي
كلُّ الممالكِ خيامُ ذُلِّ يتسكعُ في دروبها الندمُ
تجترُّها قطعانُ الألِم
إلاَّ مملكةً تعلي صروحها معاولُ الفلاحين
تعطِّرها أراجيحُ الأطفالِ
تتهادى في تلالها همساتُ الأزهار
تحكي فصولها أوتارُ النَّاي
يكتبها نبضُ النَّخيلِ والأقحوان
يغازلُ ليمونها جيدَ الحسانِ
و كلُّ الأممِ بائدةٌ إلا أمَّةً عرشها صدورُ الأمَّهات
صلاتهاَ وصايا العشب النديِّ
فلا قصورَ إلاَّ في بلادِ الحبِّ
ولا جمالَ إلاَّّ في ربيعِ القلوبِ
فهلاَّ تقيمنَّ في فؤادكَ
عرزالاً للبراءةِ من القصبِ والنجومِ
يحمي زروع الجمالِ ليكبرَ وطنُ السَّلامِ ؟!
#مرام_عطية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟