أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرة أخرى 49














المزيد.....

سيرة أخرى 49


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


ا1
مساءً، طلبوا مني في البيت أن تكون وجبة الغداء في الغد هي الكبة بالصينية.
ولأنها أكلة متعبة، ويجب أن أحضّرها باليد لعدم وجود ماكنة كهربائية، فإنني تحججت بأن الجوز ودبس الرمان مفقودان لدينا بالبيت.
وإذا بي أُكلّف أيضاً بالذهاب إلى المحل الشرقي، تحت وابل المطر، لكي أشتري الغرضين المفقودين.
من ناحية أخرى، فإنّ هذه المناسبة تذكّرني دائماً بالكبة المشوية والتي يستحيل تحضيرها بدون ليّة الخروف، فما بالك والوقت خريف ومن غير الممكن استعمال موقد الشواء. على ذلك، رحتُ أقلّب صفحات المطابخ السورية الفيسبوكية علّني أتعزى ببعض الصور والفيديوات المتعلقة بهذه الأكلة الأثيرة. وإذا بي أعثر على صور لأكلة كبّة جديدة؛ اسمها " كبة مبرومة ". ويبدو أنّ السوري، المعروف بالابتكار والطرافة معاً، قد تفتق ذهنه عن كبة شبيهة بحلوى ( المبرومة ) وذلك عن طريق حشوها بالفستق الحلبي!

2
الشوام، أعتادوا في يوم الجمعة على الإحتفاء بفطور مميز، مكوّن من الحمّص والفتة والفول والفلافل.
عادةً، كان الأب هو من يتوجه إلى مطعم " أبي رياح "، الكائن عند مدخل حارة الكيكية، ليعود من هناك ومعه تلك الأطايب. ولأن شقيقي الكبير كان آغا (!)، فإنهم كانوا يجشمونني عناء الذهاب إلى تنور " أبي حاتم " لكي أقف بالدور الطويل انتظاراً لخبزه الشهيّ.
ذات يوم، حضرتُ من المدرسة الإعدادية وكنتُ جائعاً. وإذ لم يعجبني الغداء، فقد سمحت لي الأم أن أستبدله بصحن حمّص مع البطاطا المقلية. خرجتُ من المنزل، وما أن خطوتُ بضعة أمتار إلا ووالدي كان بمواجهتي وكان عائداً على وقت الغداء. سألني عن وجهتي وهو يحدج الصحن البلوري، الذي أمسكه بيدي. فلما أخبرته عن عزمي الذهاب إلى المطعم، لجلب الحمّص، فإنه صرخ بي غاضباً: " أرجع معي حالاً! من يراك سيحسب أن البيت خالٍ من الطعام!! ".

3
تعتبر الفتة ( أو التسقية ) من الأطباق الأثيرة، التي كنا نتناولها في المنزل والمطعم على حدّ سواء.
وربما أشتركَ المنزل والمطعم معاً في إعدادها؛ كأن يرسل الأهل أحدهم مع طبق ليملأه البائع بالحمّص المسلوق ثم يكملون إعداد الوجبة بأنفسهم. وتؤكل الفتة في صباحات الجمعة غالباً، حيث يتحلق أفراد الأسرة حول جاط كبير ومستدير مدعّم بصحون صغيرة تحتوي على المخلل وأوراق النعنع.
إلا أن الفتة كانت إحدى ضروريات السهرة في كثير من الأحيان، يتراهن عليها لاعبو الورق أو طاولة الزهر وتكون على حساب الخاسر. في الحارة، كنا في أوقات الصيف نتوجه مشياً إلى مطعم ( بوز الجدي ) في سوق الجمعة بالصالحية. أما شتاءً، فقد كنا نذهب إلى مطعم ( أبو سمير ) عند مفرق ساحة شمدين. كان الرجل يطهي الفتة بمهارة وذوق، ويستقبل زبائنه بلطف ومودة في مكانه خلف الصندوق. إلى أن تفاجأنا يوماً برؤية مدير مدرستنا الإعدادية، وهو جالس خلف الصندوق. كان هذا شخصية مرعبة، حدّ أننا أطلقنا عليه لقب " أبو جهل! ".



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهابيون؛ من تنظيمات إلى دول
- تشي غيفارا؛ الملاك المسلّح
- سيرَة أُخرى 48
- الفردوسُ الخلفيّ: الخاتمة
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الغين 3
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الغين 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الغين
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الظاء 3
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الظاء 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الظاء
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الضاد 3
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الضاد 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الضاد
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الذال 3
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الذال 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الذال
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الخاء 3
- سيرَة أُخرى 47
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الخاء 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الخاء


المزيد.....




- وفاة الممثل الأمريكي فال كيلمر عن عمر يناهز 65 عاماً
- فيلم -نجوم الساحل-.. محاولة ضعيفة لاستنساخ -الحريفة-
- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرة أخرى 49