جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 18:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من العنصري فينا يا أخوتي الأكراد
جعفر المظفر
صفق لنا بعض الأخوة الأكراد كثيرا حينما كنا نتحدث بالضد عن طائفية المالكي وفساد وسرقات وتبعية إخوانه في النظام السياسي من الشيعة والسنة, ولكن ما إن تحدثنا بالضد من إنفصالية البارزاني وفساده وقبيلته حتى فقدنا صفتنا التنويرية وصرنا عنصريين, على الرغم من أن الذين يصفونا بذلك يتحدثون في مجالسهم الكردية مثلما نتحدث.
يا أخوتنا الكرد .. لقد فقدت القضية الكردية واحدا من أقوى أسلحتها حينما تحولت من موقع المظلوم إلى موقع الظالم, وحينما صارت تستقوي كليا بالأجنبي وتناسى قادتها درس عام 75 القابل لأن يتكرر بمستويات متعددة.
نتمنى عليكم أن تلعبوا الآن دوركم التنويري الحقيقي .. أن ترفعوا إصبعكم بوجه البارزاني وتطلبوا منه التراجع وحتى التنحي عن السلطة, فالأصل في ازمة الإستفتاء هو التمسك بالسلطة.
وكما فعلها المالكي سعيا لتجديد الولاية الثالثة حينما أراد (أن يخبطها ويشرب صافيها) فأعطى ثلث العراق لداعش فإن البارزاني يفعلها أيضا سعيا وراء تجديد ولايته وحكم الأهل والمقربين من عشيرته, وهو لن يواجه صعوبة تذكر في تغليف نواياه هذه بشعارات تستهوي العواطف الكردية, تماما مثلما فعلها المالكي يوم رفع شعار مازالت المعركة مستمرة بين جيش يزيد وجيش الحسين.
إن البارزاني يعرف تماما مدى صعوبة تحقيق ما يعلنه من أهداف, وقد بات يلعب بالتمام بالقرب من حافة الهاوية كما فعلها صدام في الكويت, فلا تدعوه يأخذكم إلى حرب مهلكة في سبيل الحفاظ على حكم القبيلة.
لا تأخذكم العزة بالإثم فتدافعوا عن الفاسدين والعشائريين والإنفصاليين بين صفوفكم لمجرد أنهم أكراد.
تذكروا أن كثيرا من العراقيين كانوا قد تعاطفوا مع مطاليبكم المشروعة يوم كنتم جزءا منه وحتى أن قسما منهم كان قد قاتل بين صفوفكم ضد أهله في القومية.
يا أخوتنا الكرد .. صديقك من صدًقَك لا من صدَقّك, أي من أصدقك القول في صوابك وخطئك, ونحن منهم.
إن البارزاني والرهط من عشيرته الفاسدين يضعونا جميعا في فم المدفع.
ولقد أدينا دورنا حينما رفضا الفساد والطائفية في عموم العراق ولم نميز بين فاسد شيعي وفاسد سني فأدوا دوركم أيضا في الإعلان بصوت عالي لرفض الفاسدين الإنفصاليين على الجانب الكردي.
وإعلموا أن حل القضية العراقية يجب أن يجري اليوم بالتفاهم مع العبادي وليس مع برنارد ليفي, وإن تعاطف العربي العراقي والتركماني والكلداني مع قضيتكم المشروعة هو أقوى من كل الطائرات التي يراهن البعض على الحصول عليها من تل أبيب أو من اية جهة غربية أخرى.
وحذارِ حذارِ حذارِ أن تتهمونا بالعنصرية لمجرد هجومنا على فاسد وعميل كردي, لأن موقفكم هذا هو العنصرية بعينها.
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟