رنا يتيم
الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 15:58
المحور:
الادب والفن
بَكارَةُ الرّوحُ
....
يَتَجَرَّعُني الألَمُ
مَرَّاتٍ ثَلاثٍ
وأَتَجَرَّعُهُ
بِقَسْوَةِ المَرّاتِ الثَلاثِ
كُلَّما ازدادَ الوَجَعُ
لِيَصِلَ إلى ألْفِ مَرَّةٍ
.،.
وكُلَّما فَضّوا بَكارَةَ الرّوحِ
بِيَدٍ آثِمَةٍ
وَانْتَزَعوا الصَرْخَةَ الأولَى
مِنْ حَنايا عُنُقِ رَحْمٍ
مُحْتَقِناً بالأسَى
وَكأنّهم هَشَّموا جِدارَ القَلْبِ
وأَطْفَأوا فيهِ ذِكْرى الفَرَحِ
.،.
وَكُلَّما اغْتَصَبوا جَسَداً
رَموهُ جثَّةً هامِدَةً
على ضَريحِ التَوْبَةِ
دونَ صَلاحِيَةٍ تُذْكَرُ
سُلِبَتْ مِنْها أَنْفاسَ الحَياةِ
عندَ المُغْتَسَلِ
.،.
تَشي أَطْرافُها
بِبَقايا ألْوانٍ
ونُدُبٍ زَرْقاءٍ
كانَتْ يَوْماً عالِقَةً
بأظافِرِ طَيْفٍ
سَبَرَت أغْوارَ العَدَمِ
.،.
تَشْكو زَيْفَ الفُصولِ
تَحْتَرِقُ آخِرَها
قَدْ مَسَّتْها سُيولُ
بُرْكانِ حُقْدٍ
يَتَدَفَّقُ سَعيرَ
وُحوشٍ مِنْ نارٍ
وَشَياطينَ أُنْسِيَّةٍ
خُلِقَتْ مِنْ حِمَمٍ
.،.
شَهْقَةٌ أُخْرَى
يَسْتَرْجِعُها الصَدَى
ما كانَتْ تلكَ
الشَهْقَةَ الأولَى
نَفْسَها
فالأمْواتُ تَشْهَقُ
عِنْدَ كُلِّ رَجْعٍ
.،.
والوَجَعُ
هَجَرَتْهُ رَحْمَةُ الآلِهَةِ
يُرْجَمُ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ
يَقْذِفُها الكَوْنُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
.،.
وَهُوَ المَرْفوعُ
على خَشَبَةِ اللا خَلاصِ
مَصْلوباً
على حافَّةِ جَحيمٍ
يَفْرَغُ فاهَهُ
يُكَشِّرُ عَنْ أنْيابِهِ
يَتَّسِعُ احْمِرارُ عَيْنَيْهِ
لِتَنْطَفِئَ الرَّحْمَةُ فيهِما
وَتَتَلَقَّفْهُ ألْسِنَتَها
كما لَوْ كانَتْ شَرِهَةً
لِجُرْعَةٍ أُخْرَى
مِنْ دَمِ عَذارَى الرّوحِ
....
رنا يتيم
#رنا_يتيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟