أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الطّاقة 1 ..














المزيد.....


علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الطّاقة 1 ..


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5668 - 2017 / 10 / 13 - 15:29
المحور: الادب والفن
    


وفاة تلك العجوز "الشريرة" كان في حادث سيّارة ، هي وإبنتها الأخرى التي ماتت هي أيضا في نفس الحادث ، زوجة أبي "خالتي" وأختها "خالتي" الأخرى وأمّ ماما "جدّتي" كلهن متن في حوادث سيارات .. أنا وتامارا كنّا نحبّ السيّارات والدرّاجات وكنّا نحبّ أكثر الحوادث لأنّها خلصتنا من "أخت" ماما ومن "أم" ماما ، وعندما أراد أبي بيع سيارته التي ماتت فيها زوجته "أخت" ماما رفضنا وبكينا كثيرا لكي لا يُغيِّرها بأخرى ، كنا نحبّ كثيرًا تلك السيارة وكانت سعادتنا كبيرة ورغبتنا أكبر كلّما "ركبناها" .. في كثير من الأحيان كان أبي عندما يبحث عنّا يجدنا داخل السيّارة ، كنّا نلعب ونلعب دون ملل ، كنا نُجسّد موت زوجة أبي ، كانت تامارا تُتقن الدّور أكثر منّي وكنتُ دائمًا أتعلّم منها حتّى "غلبتُها" في أدائه وسَبْرِ أغواره ... في ذلك اليوم شاهَدَنا أبي ولم نفطن لقدومه فغضب وصرخ في وجهي ثم أخرجني من السيارة وصفعني ، تامارا كانت تجلس في المقعد الخلفي للسيارة ، غادرتها ونادت أبي بإسمه فالتفت إليها مذهولا .. قالت له : إذا ضربتَ إيلان مرّة أخرى أقتلك ! وإذا ضرَبْتَنِي هي تقتلك ! .. نظر إليها ثم لي وغادرنا دون أن يتكلم .. فعدنا إلى السيارة وكأن شيئا لم يكن ، أكملنا لعبنا ثم لحقنا بأبي ، كان ذلك آخر يوم سمع فيه منّا كلمة "بابا" .. وجدناه في غرفته يجلس على حافة سريره وقد نشر صورا كثيرة لماما حوله ، عندما دخلنا أدار وجهه عنّا لأنه كان يبكي .. سألته ماذا يفعل فردّ دون النظر إلينا : أشكي لها حالي وأطلب منها أن تُسامحني لفشلي في "تربيتكما" .. أجابته تامارا : وهل طلبتَ منها أن تُسامحكَ لزواجكَ من أختها ؟ .. ردَّ : اخرجا ! ..

بقينا على حب السيارات وحوادثها حتى ماتت "ماما" دايانا في ذلك اليوم المشؤوم نهاية صيف 1997 .. كان عمري 14 سنة .. وكان عمرها 36 سنة مثل ماما عندما ماتت وهي تلدني ، "ماما" دايانا ماتت في حادث وماما أيضا ماتت في حادث ؛ حادث مشؤوم أخذ حياة "ماما" دايانا وحادث مشؤوم أخذ حياة ماما ، المشؤوم الأول حادث سيارة والمشؤوم الثاني ولادتي أنا ، ولادتي أنا كانت كحادث سيّارة لماما .. كنا نحبّ السيارات قبل أن تريحنا من "أخت" ماما و"أم" ماما وأحببناها أكثر بعد ذلك لكن هذه السيارات قتلت "ماما" دايانا فماذا نفعل ؟ .. كان عمر تامارا 14 سنة مثلي فوجدت الحل لها ولي ، كنتُ أراها الأذكى وكنتُ أغارُ منها لأنِّي كنتُ أراها تحبّني أكثر من حبّي لها وكانت دائما تجد الحلول لأي طارئ قد يفرّق بيننا أو يبعدنا عن بعض ..

تقول نظريتها : 1- الحوادث ليست مشؤومة لأنها أولا أنجبتني أنا وثانيا لأنها أراحتنا من "أخت" ماما و"أم" ماما ؛ 2- تلك "الطاقة" الغريبة التي نأخذها من سيارة أبي جاءت من ألم من مات فيها ولا يستطيع أخذ تلك "الطاقة" إلا من يعرف الوصول إليها ، ألم "ماما" عندما ماتت وهي تلدني أنتج "طاقة" أيضا في سيارة الحادث وسيارة الحادث هي أنا ! ولا يستطيع أخذ "الطاقة" التي عندي إلا من يعرف الوصول إليها ومن يعرف ذلك قبل أن أسمع "النظرية" شخص واحد هي تامارا وبعد أن "إقتنعتُ" بـ "النظرية" شخصان هما تامارا وأنا ! .. كانت "نظرية" رائعة لا يستطيع أن يفهمها ويقتنع بها أحد إلا نحن وأجمل ما فيها أن ماما التي في السماء والتي ترانا دائمًا كانت سعيدة لأننا كنا "ذكيتين" "إكتشفنا" تلك "الطاقة" ولم نُضيّعها ولم نُعطها لأحد ولسنا كبابا الذي لم "يكتشفها" ولم يعرف بوجودها أصلا ولولانا لضاعت "طاقة" ماما ، هكذا كنّا نقول وهكذا كنّا "خَبِيرتَيْ" .. "طاقة" .. ولذلك كنّا لا نعير أي إهتمام لأقوال أبي وعظاته وصراخه وحتّى لدموعه .. بعد 4 سنوات ونحن في الثامنة عشرة إكتشفنا فيلما وقع إنتاجه تقريبا في نفس زمان صياغة تامارا لنظريتها إلا أنها كانت تُؤكّد أن نظريتها أوّلا مُختلِفة وثانيا سابِقة وصدّقتُها في ذلك ، كنتُ دائمًا أصدّقُها وهي أيضا تصدّقُني في كلّ شيء ..



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء .. 8 .. القصّة .. تقديم ..
- علاء .. 7 .. عندمَا نئنّ ..
- علاء .. 6 .. أَنَا وَأَنْتَ .. وَهُمْ .. وَهْمٌ وَعَدَمْ ..
- علاء .. 5 .. أنا وأنتَ .. عبث ..
- علاء .. 4 .. أنا وأنتَ .. وَهُمْ .. قَمْلٌ وَجَرَادٌ وأُمُور ...
- علاء .. 3 .. أنا وأنتَ .. هل أنتَ ديناصور ؟ ..
- علاء .. 2 .. عن صلب المسيح وصلبى ..
- إلى هيئة تحرير الحوار وإلى قراء الحوار ..
- علاء ..
- تامارا .. 10 .. - طريقي - في هذا المكان بإيجاز ..
- تامارا .. 9 .. القصّة .. - كاملة - مع - مقدمة - و- خاتمة - - ...
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 5 .. الأخير .
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 4 ..
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 3 ..
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 2 ..
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 1 ..
- تامارا .. 7 .. أنتِ ..
- تامارا .. 6 .. أنا وأنتِ .. وهُم .. جُنون !
- تامارا .. 5 .. أنا وأنتِ .. وهُم .. لماذا يكذبون ؟
- تامارا .. 4 .. أنا وأنتِ .. وهم ..


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الطّاقة 1 ..