أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - كيف تصنع جاهلا؟ ج8














المزيد.....

كيف تصنع جاهلا؟ ج8


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5666 - 2017 / 10 / 11 - 19:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمضي في طريقه الإلهي المرسوم مسبقا في اللوح المحفوظ!، حيث أنه مُعين قدريا على كوكب الأرض بأن ينطق بكلام الله عز وجل – لأنه من أهل الذكر - ومن ثم له كل الحق بحكم وظيفته في أن يفسره بما يفتح الله عليه من علم، ويفتي بين الناس بحكم أنه عالما من علماء الأزهر الشريف!.

والسؤال الذي يكشف عن منطق الدولة المصرية قديما وحديثا في ضم مؤسسة الأزهر ضمن مؤسساتها واعتبارها كيانا يمثل الإسلام الرسمي على الرغم من أنهم يدعو إستقلالها، ومن ثم استخدامها سياسيا.. هو كيف لهذا "الشيخ /العالم" أن يُعينه الله على خلقه - ضمنيا وكما يعتقدون- ناطقا بكلامه ولا تُعينه الدولة شيخا ناطقا أيضا بكلمتها هي الأخرى؟.


حيث أن الحاكم هو الآخر – وبطبيعة حال الأفكار التجهيلية العتيقة - مُعينا تعينا قدري الوجود، وتحفظه عناية السماء على الأرض، وتجري على لسانه قرارات سياسية مصيرية أرادها الله في الأزل لتحقق مشيئته!، لذلك لا يعوق "الشيخ الأزهري" الخروج على الشعب المصري – أو على العالم بالأحرى – عبر وسائل الإعلام المتعددة في أي وقت ويتحدث في أي موضوع دون أن يعلق على كلامه أحدا أو يسأله حتى عن تخصصه – لا سمح الله - وكيف لأحد أن يناقش أو يجادل حضره "الشيخ العالم"؟!، فقانون إزدراء الأديان يقف على الأفواه بالمرصاد لكل من تغويه نفسه وينتقد الخطاب الديني للشيوخ أو يدخل معهم في جدل عفوي بسيط أو علمي عقلاني أراد التحرر من نمط خطاب وفقه الأوليين الماضوي الذي يتنافى حضاريا مع ما وصلت إليه الإنسانية، ويطمح في تفعيل فلسلفة الدين بين عوام الخلق. والإجابة على السؤال المستفز الذي يدور في رأسك – يا عزيزي - الآن هي.. نعم الجهل هو الصانع الأول للسُلطة.. هكذا قولا واحدا.

والأمر يخرج من الحدود المصرية وليس منغلقا عليها فقط، فأغلب الدول العربية تتخذ من مؤسسة ما ركيزة دينية تحمل صفات الأزهر وتمنحها سلطته داخل حدودها لتتكئ عليها لتمرر ما هو سياسي خلالها، فالدين بشكل عام - على المستوى الأيدولوجي وباعتباره مكون رئيسي من مكونات الشعوب الثقافية - والإسلام بشكل خاص يتشتت عبر الإحالات والإستمالات ويتقنع في أشكال مختلفة بهذه الممارسات.


ولولا التشزرم الديني الإقليمي المنعكس والمحقق على ما تدعيه الدول بأنها تنتمي لمنهجية إسلامية صحيحة، ماكان لمأساة "الجهل" أي وجود واقعي، وعلى جانب آخر تكون المذاهب الدينية "مرحلة تأسلم المتأسلم" متعددة الفلسفات والطقوس والمزاج السياسي داخل الإطار الجغرافي للدولة الواحدة على أسس مخالفة للدين الإسلامي الرسمي للدولة بطبيعة الحال، أو بمعنى آخر لولا إنها خالفت صحيح الدين الرسمي ووحدته وفلسفته ماكانت هي!.


فكل تلك التمزقات ساهمت في رسم خرائط متعددة للإسلام ونفت عن الخارجين عنها في حالات كثيرة عن الدين والملة وكفرته على المستوى الديني، وجاز إتهامهم بالعمالة أو الخيانة على المستوى السياسي، فظاهرة "الإسلام المطاطي" تلك هي المسؤول الأول في تجهيل المسلم للإسلام، وخلق الصراع "الديني / السياسي" في المنطقة العربية برعاية رجال الدين ورجال الساسه.



والأمثلة على هذا التمزق كثيرة وتطفو على سطح العالم العربي، فالوهابية المتمثلة في المملكة السعودية – مثلا - بكل ما تحمل منهجيتها الوهابية من عنف ودموية موروثة تتهم الشيعة المتمثلة في إيران بنفس الإتهامات!، ويدور بينهم صراع ديني سياسي عسكري على أرض اليمن، والعراق، وسوريا، و...، فالمراقب الذي يقف على مسافة واحدة بين أطراف الصراع يرى أن المذهبين لا يختلفوا – كما يبدو في الواقع – في دمويتهم وعنفهم!.

وهذا الحديث لا يمس من قريب أو من بعيد قناعات الشعوب بما تتبعه وتعتنقه من إختيار ديني أو مذهبي فطبيعة سلسلة "كيف تصنع جاهلا؟" محاولة لفهم آليات الجهل التي تخلقها الأنظمة السياسية بإقحام ما هو ديني في ما هو سياسي محض مستغلة عاطفة الشعوب لتحقيق مكاسبها.

وما سبق ذكره أعتقد أنه يكاد يفسر بعدا من أبعاد ظاهرة الربيع العربي وفكرة تفتت الدول العربية من الداخل قبل موجة الثورات الشعبية التي غزت المنطقة العربية، والتي كانت تأمل في أن تسترد حريتها، والتي تحولت بسرعة فائقة إلى حروب خلفت ورائها محو مدن عربية بأكملها.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تصنع جاهلا؟ ج7
- كيف تصنع جاهلا؟ ج6
- كيف تصنع جاهلا؟ ج5
- النمل مازال يلدغ والسكين لا تقتل
- كيف تصنع جاهلا؟ ج4
- كيف تصنع جاهلا؟ ج3
- كيف تصنع جاهلا؟ ج2
- كيف تصنع جاهلا 1
- يوميات مؤلف.. التمتع ب-الإغتراب الكوني-
- عمار علي حسن: عيدك يا مصر ... متى يأتي؟
- إلى الرئيس .. أسئلة -حرجة- عن تيران وصنافير
- -ثقافة الموت- محاولات متكررة لجذب العقول
- الرجل الأحمق واللص.. مفارقة من واقع الاختلاف
- سموم الوهابية المبثوثة على الإنترنت
- -ابن تيمية- يأمر بقطع يد شاب -الشرابية-
- من يجلس على عرش مصر
- -الإرهابية- تحترق بأفكارها الشيطانية
- أول القصيدة.. كفر -فنجان شاي- يضع النقيب في ورطة بيان عاجل.. ...
- اختفاء مؤسسة الأزهر... -الشريف-
- «إلي أنا».. قصيدة من ديوان «تسيالزم- إخناتون يقول» للشاعر طا ...


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - كيف تصنع جاهلا؟ ج8