ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5666 - 2017 / 10 / 11 - 00:05
المحور:
الادب والفن
ها أنا الآن أحاول أن أميز بين هذا وذاك
وبين كذا وكذا
وبين ما أراه وما لا أراه
فالأسماء لم تعد تكفيني أو تعنيني رغم ضرورتها الملحة
ولأتحدث بها عنك وعني وعن الآخرين
أما الجسد فهو دائما ليس لنا ولا لأحد ما فهو داهب نحو الفساد
الأسماء مجرد إشارات آنية وضباب لومضات خادعة
ولا تدوم حتى وهي كل ما نتوفر عليه في المكان الذي لسنا فيه
ولا في الزمان الذي ليس لنا . فهذا ما لدينا إلى حين
الأشياء كذلك هي أيضا في مجموعها مختلفة ومتناقضة
إذن لماذا نتحدث عنها بلغة لم تولد معنا وتختلف فيما بيننا ؟
فأنت مثلا تحمل إسما تظن أنه يخصك وهو بوسعه أن يكون لغيرك وعادة ما يكون
أو يتكرر في سواك سواء كنت تعرفه أو لا تعرفه .
الأشياء هي كذلك مثلنا لم تولد بأسمائها كما ليس بالضرورة أن تطابق معالمها
فقط المناسبات هي من يخلع عليها ردود أفعالها
ردود أفعال بلا ملابس تناسبها
لكنها فعالة لتصريف المعاني المتقلبة كأدوات للحوار بين الأصوات .
نحن جميعا في البيت العاري نتجمع لإلتقاط الأنفاس
ونتلهى إلى حين خلال فسحة معقدة ومختصرة فينا
والحبل قصير معلق على أعناقنا
والطريق طويل ليس له إسم في البيت العاري
مساحة بلا مساحة وبلا اتجاه معين .
كل شيء مبني للمجهول عندما نكون وعندما كنا
وعندما نمشي لنمضي
فنترك الأسماء بمعانيها وراءنا
ولا نعرف كيف نلتفت حتى نرى ما تركناه خلفنا
أما من بقوا خلفنا في البيت المعرى كمبني للمجهول أيضا
لا يدركون إطلاقا من نحن ومن هم أولائك الآتون بعدنا
لكن الجميع كالعميان بكل ما نحن عليه
نرفع وجوهنا نحو الأعلى نبحث عما هو حقيقي
ثم نحلم بما هو قد لا يكون حقيقيا فكل شيء مرشح للإنتظار .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟