أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الياس ديلمي - لقَاء العقُول














المزيد.....


لقَاء العقُول


الياس ديلمي

الحوار المتمدن-العدد: 5665 - 2017 / 10 / 10 - 18:00
المحور: الادب والفن
    


في مانشستر بالمملكة البريطانية المتّحدة قامت دار نشر ( كوما برس ) بنشر أربعة مختارات أدبية قصيرة كجزء من سلسلتها التّي سمّتها [ بين العلم والأدب ] و بغرض المزج بين العِلم و الأدب ، طَلبت مِن كلّ عالِمٍ أن يقوم باقتراح بعض المواضِيع البحثية ، ثم يقوم كل أديبٍ باختيار أحدها ، مِن أجل تحويله إلى قطعة أدبية ، ثم بعد ذلك يُقدّم الباحثون إرشاداتهم الفنيّة ، ويُراجعون مُسودات تِلك الأعمال ، ثُمّ يقومون بكتابة خاتمة توضيحيّة تفصيلية للمعلومات العِلميّة ، و هذا ما أدّى الى اتاحة الفُرصة للعلماء الذين يَرغبون و يشعرون بمقدرتهم على خوض غمار كتابة الأدب القَصصي لكنّ كُثرة انشغالاتِهم أعاقَتهم عن تحقيق تلك الرّغبة ، إلا أنّ مبادرة دار النشر البريطانية فَتحت لهم أبواب المشاركة كفريق واحدٍ و مُتكامل مع كُتّابٍ محترفين .
فعلى سبيل المِثال قام أحد العلماء بدراسة إمكانية تحسين تكنولوجيا النّانُو للدروع الجسدية التّي يُستفاد مِنها في مجال التطبيقات العسكرية ، حيث قام الكاتب بتأليف رواية بعنوان ( دون دِرْع حامٍ ) تحكي عن مجتمعٍ مستقبليٍّ يمتلك فيه الطلبة المنتسبون إلى مدرسة نخبوية زِيًّا موحدًا ذكيًّا ، يَعمَل على مُعالجة و مداواة جروحهم ، و عليه قامت دار نشر ( كوما برس ) باضافَة هذا العمل في مجموعة مختارات أدبية في عام 2009 ، تحت عنوان ( عِند التحوُّل ) .
في مِنَصّة تبادل العلم والترفيه التّي تديرها الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم بواشنطن ، يقوم العلماء بالإجابة على تساؤلات الكتاب الروائيين ، فمثلاً قد يَحتاج الروائي مِن أجل تفاصيل روايته إلى معرفة نوع الأجهزة التي يستخدمها الباحث في مجاله ، فيقُوم بالاتّصال بالمنصَّة لإشباع فضُوله المعرفي الذّي يُعزِّز به عمله الأدبي .
نُعرِّج قليلاً الى الولايات الأميركية المتحدّة ، ونحطّ برِحالنا عند الكاتب الشّهير ( دان براون ) صاحب سلسلة مؤن الروايات الغامضة على غرار : حقيقة الخديعة ، الرّمز المفقُود ، ملائكة و شياطين ، شيفرة دافنشي و الجحيم ، فالمتابع لمسيرته الروائية و نجاحات أعماله الأدبية التّي حُوّل بعضها الى أفلامٍ سينمائية ، يتساءل بشكلٍ ملحٍّ عن سرّ هذه النجاحات المُبهرة ، فيَكتشف أنّها نِتاج معلومات علمية و تاريخية دقيقة مبثوثة بين سطور رواياته ، الى جانب الوصف الدقيق و السّرد الرّشيق عند التّطرُّق للمتاحف و المُدن و كذلك شوارِعها التّي احتوت أحداث قِصصه المُشوِّقة و كأنّها تنقُل القارء في رحلة سياحية مرئيةٍ ، و بعد تحقيق و تنقيب عن المقادير التّي يعتمدها الكاتب الأميريكي دان براون لطبخ أعمالِه الروائية نتوصّل الى حقيقة مُدهشة ، تتمثّل في مؤسّسة بحثية كُبرى تقِف خلفَه و تُديرها زوجته ( بليث ) أستاذة تاريخ الفُنون برفقة أساتِذة أكاديميين و باحثين مختصِّين في عدّة مجالات ، الذّين يَسهرون على توفير المعلُومة العِلمية لمزجِها مع موهبتِه السّردية مِن أجل الصياغة النهائية في قالبٍ أدبيٍّ .
هذه الأعمال الإبداعية لا يُمكنها أن تكون ذات فائدة دُون تزويج الأدب بالعِلم ، مِن خلال استلهام الأدب الروائي و القَصصي مِن وحي العِلم ، و حتّى يتِمّ تحرير وُحُوش الابتكار الكامِنة مِن قُيود الرّكود ، يجب على الأديب تحويل أبحاث العالِم الى تصوّرات تكون قريبة مِن الحقيقة و المنطِق مَع اضافة ما يُجسِّد التّبِعات الاجتماعية و الأخلاقية التّي قد يتغاضى عنها الباحِث ، و هذا التنسيق و المَزج لا ينجحان إلا عندما تلتقي العُقُول . .



#الياس_ديلمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- « تراجِديا الحضَارة »
- « داعِش تظهَر مِن جديد ! »
- الأُنثى المَفقُودة (2) : « العلاقة بين الذكر و الأنثى ، شَرا ...
- الأُنثى المَفقُودة (1) : « الإنسَان و الإنسَانيّة »
- يُوسف زيدَان و غَوغاء التّارِيخ يتشاجَرون !
- وزير يزُور أبى هريرة
- أُسطُورة دَاروِين المُسلِمين : عمرُو بن مَيمُون
- أسطُورة الإنسَان والتّاء المربُوطة
- رزَان و الإخوان في بِلاد طَرزان
- حفلَة تنكُرية
- خُطبة ابليس في يوم عَرفة
- جُمهورية التناقُضات (3)
- جُمهورية التناقُضات (1)
- جُمهورية التناقُضات (2)
- ثُنائية تَقديس الجهل
- حلب بين الثَّورة و الثَّور .
- التأشيرة الدّينية لدخول بيت أبي سُفيان
- الثُعبان الأقرع يَقرع أبواب عَقلك
- عازف المزمار و الاطفال ( رؤية نقدية )
- حرب المصطلحات (1) : العقل .


المزيد.....




- شاهد.. -موسى كليم الله- يتألق في مهرجان فجر السينمائي الـ43 ...
- اكتشاف جديد تحت لوحة الرسام الإيطالي تيتسيان!
- ميل غيبسون صانع الأفلام المثير للجدل يعود بـ-مخاطر الطيران- ...
- 80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع ...
- بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب ...
- مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند ...
- كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت ...
- إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
- هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف ...
- كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الياس ديلمي - لقَاء العقُول