أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - -لو كان أبي هنا- ديوان ل خناف أيوب.














المزيد.....


-لو كان أبي هنا- ديوان ل خناف أيوب.


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 5665 - 2017 / 10 / 10 - 18:00
المحور: الادب والفن
    


خناف أيوب، شاعرة عنيدة، متمردة على كلّ شيء، مشاغبة، وعموماً، فهي غنية عن التعريف وجميع مَن عاشرها أو قرأ لها يعرف ذلك. وهي تحبّ وتُجيد لغة الأرقام، ومشكلتها انها موجودة داخل قلب كلّ دكتاتور؛ لأن الأخير يجعل الناس أرقاماً بل ويقنعهم على انهم هكذا، في باكورة أعمالها الأدبية، ديوان: لو كان أبي هنا.
كلنا نعرف -من العنوان- أن الأب هو رمز التسلّط وشكل مصغر عن الدكتاتور، انه يجعل البيت سعيداً لو كان سعيداً. "لو كان ابي هنا" ويشيء هنا بأنه غائب كي تمارس هي لعبة الدكتاتور.
في قصيدتها الاولى: ليلى، تقول الدكتاتورة:
يا ليلى الحضورْ
الغياب
الوجع
أرقام السنين(الساعات)
وأسماء الفصول
ياأغاني الحصاد.
فهذه الكلمات والمفردات معروفة جيداً في مجتمع يحكمه دكتاتورة صغيرة بعد غياب الأصل، وهي تتنمى أن يكون الأصل موجوداً كي تستريح قليلاً أو ربما كي تقتله أيضاً، وأنا لم أضع السكون سهواً على كلمة "الحضورْ" ؛ فهو إيذاناً بأن حضورك مقيد بخطاباتها وشكل وجود دكتاتور، فهو يظهر لك من أي زاوية أو شارع ويأذن لك حسب مزاجه وشكل تواجده في تلك اللحظة. وحتى تصل إلى أغاني الحصاد، فالحصاد شكلٌ اخر من تواجد الديكتاتور على رقبة الطبيعة وتزجيها صوب الأرض القاحلة ويترك بصمته على كلّ شيء، بل حتى : شابتُ الجدائل، على أرقام أو أعداد السنين التي قضاها وراء القضبان.
الدكتاتورة هنا تثبت وجودها عنوةً أو قلْ غصباً عن التوقيت والأرقام. وكما برهن فيثاغورث على وجود الله بالأرقام، فهي تريد أن تمضي بهذا الوجود إلى حروب ـ تحوّل برودة الشتاء إلى صيف حارق ـ كما يحتمي السجين بالأرقام كي يخرج من باب أسسه دكتاتوراً، ربما كان خائفاً من ظلّه.
ثم تحوّل هذه الأرقام، كي تلّونه على مزاجها الخاص، فهو يحبّ الألوان ضدين وليس للزاهية فيها من وجود، أحمر/أبيض، أزرق /أبيض، أسود /أبيض، أبيض/أبيض. وكأن بعد أيّ حرب هناك فسحة للاستراحة، والا لن يكون هناك وجود، أو قلْ ليرى وجوده في ضدين معاً، في صفر الوجود إلى أرقام لانهائية، ومن ثم تنتقل من الألوان الضد. فها هي تغرد لتقول:
ظلمة وأنا،
قنديل هاجرهُ زيته،
في شوارع المدينة،
اجر ظلّي خلفي،
متعبة مني نفسي.
فأيّ دكتاتور هو ذيّ أوصافه، يمشي والظلام صديقه لأنه لا يثق بالنور، يطفأ وجوده كي لا يراه أحدأ فهو ضد الكلّ، أيّ جنون هذا الذي يرتكبه؟، حين يصحى الدكتاتور ويضيء بنور العقل فهو يرى نفسه متعباً.
رغم أن للنص قراءات أخرى، ولها طابع الحزن أيضاً، لكني فضلت أن أقرأ خناف بلغة الأرقام وكيف سجدتْ لها. علماً أن مكان الضروري لوجود الأرقام هو الفهرس. بقي الفهرس يتيماً دون أرقام الصفحات، ربما هذه هي الهفوة ولكن القراءة لا تأبه بهذا النسيان، بل تعتبر نسيانها ليس هفوة، وانما عن قراءة ما وعن سابق الإصرار والترصد.
على باب أيّ سجن - للجهة الخارجية - لن ترى أرقام مَن مكثوا هنا، أيّ رقم نام في زنزانة رقم /1/؟ لا أحد يعرف. فأين سأحصل على نهاية قصيدة ليلى إذا لم تكن موجودة في فهرس كعنوان لوجودها؟.
من هنا شدَّ انتباهي على شكل الدكتاتور وأيضاً من حيث العنوان -لو كان ابي هنا-.



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرفوا بامريكا لو سمحتم
- لمة عدس/قصة قصيرة
- الجعارة قصة وعبرة
- فقيد الكورد
- حالات مشابهة/ قصة قصيرة
- سيادة الرئيس / قصة قصيرة
- شتوياً هذا الاسم/قصة قصيرة
- في مجلس الغجر/قصة قصيرة
- آلا هل بلغت!
- فلسفة الاختلاف بين هنا وهناك
- هويته قيد التصنيع
- إسرائيلك ياموسى تكبر !
- المصطلح والمفهوم
- جريمة قتل الشرف
- حقوق الإنسان والايديولوجيا المخبأة
- في فلسفة الإقلاع عن الكتابة
- كلمة السياسي إبراهيم زورو خلال مؤتمر سميرأميس للمعارضة في دم ...
- شايلوك وإسطبلات أوجياس
- ترامب مقياس غبائكم
- فلسفة اوباما


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - -لو كان أبي هنا- ديوان ل خناف أيوب.