أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - سولانا يذرف دموع التماسيح فى القاهرة .. لا تصدقوه














المزيد.....

سولانا يذرف دموع التماسيح فى القاهرة .. لا تصدقوه


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1464 - 2006 / 2 / 17 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم غيظى الشديد من الرسوم الدنمركية الحقيرة والمثيرة للاشمئزاز التى حاولت النيل من النبى عليه الصلاة والسلام، والإساءة إليه وإلى الإسلام والمسلمين، فأننى لم أتردد فى انتقاد بعض جوانب حملة الاحتجاج على هذه الإساءة الجهولة والعنصرية.
بل إننى ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك حيث اتهمت بعض من ينفخون فى نيران هذه الحملة الاحتجاجية بـ "النفاق". وكانت مبرراتى لذلك متعددة، وفى مقدمتها أن هذه ليست أول مرة يتعرض فيها النبى محمد ، أو الإسلام، إلى الإساءة. فكل مسلم على ظهر الكرة الأرضية يعلم أن الجنود الأمريكيين قاموا بتدنيس المصحف الشريف فى معتقل جوانتانامو وغيره من السجون، وأن العنصريين الإسرائيليين لم يكفوا عن القيام بممارسات لا حصر لها من هذا القبيل وصلت إلى حد التهديد بنسف الكعبة. ومع ذلك لم يحدث عشر معشار الاحتجاج الذى شهدناه ضد الدنمركيين.
فلماذا نثور على الدنمركيين ونطأطئ رءوسنا عندما تأتى نفس الإساءة من جانب الأمريكيين والإسرائيليين؟!
ومن أوجه هذا النفاق أيضاً أن بعض نافخى نيران هذه الحملة يبدون قدراً كبيراً من التشدد ويرفعون شعار "الاعتذار لايكفى" من جانب الصحيفة الدنمركية التى نشرت الرسوم الحقيرة، ويطالبون بالمقاطعة الاقتصادية، والتصعيد إلى ما لانهاية، بينما نجدهم أنفسهم ينبرون للهجوم على المطالبة بمقاطعة السلع الإسرائيلية والأمريكية، ويطالبون بـ "الواقعية" و "التعقل". فلماذا هذا الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة، فنرى التشدد مع كوبنهاجن والتراخى مع تل أبيب وواشنطن!
ومن أوجه هذا النفاق كذلك أن تعلو أصوات الاحتجاج ضد الإساءة إلى الرسوم صلى الله عليه وسلم، وهو احتجاج فى محله وواجب على كل مسلم بل واجب على كل انسان محترم بصرف النظر عن دينه، لكن غير المفهوم أن يلوذ بعض هؤلاء بالصمت إزاء الاساءة إلى المسلمين باحتلال أراضيهم والابادة الجماعية لبعض شعوبهم والنهب الاقتصادى لمقدراتهم!
كل هذه – وغيرها الكثير – صور للنفاق كنا نتمنى أن نتجنب الوقوع فيها ونحن ننتصر لنبى الاسلام.
لكن هذا النفاق ليسا حكراً على الجانب الاسلامى بل نجد له صوراً كثيرة على الجانب غير الاسلامى.
أحد أهم هذه الصور ردود الفعل الأمريكية، حيث شاءت الإدارة الأمريكية أن تلعب على كل الحبال. فتارة نجد مسئولين أمريكيين يحرضون المسلمين على تصعيد حملة عدائهم للدنمركيين خصوصا، والأوروبيين عموماً، ويدافعون عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم حتى نكاد نتصور أن البيت الأبيض قد وضع العمامة فوق رأس قبته أو أن الرئيس بوش قد أشهر إسلامه ونطق بالشهادتين.
وتارة أخرى نجد مسئولين بنفس الإدارة الأمريكية يحرضون الحكومة الدانمركية على عدم الاعتذار عن الرسوم المقرفة بحجة الدفاع عن حرية التعبير.
وفى كل الاحوال لا نجد كلمة واحدة من الإدارة الأمريكية عن الاساءات المتكررة للإسلام والقرآن فى المعتقلات والأسواق الأمريكية على حد سواء.
أى أن صور النفاق الأمريكى أكثر من أن تحصى او تعد بهذا الصدد.
وليس النفاق الأوروبى أقل من نظيره الأمريكى.
وإليكم هذا المثال الصارخ :
قرأتم جميعا أن خافير سولانا المنسق الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى أكد أن الاتحاد يكن احتراماً شديداً ودائما للإسلام، وذلك خلال اجتماعه مع أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامى أكمل الدين إحسان اوغلو فى جدة خلال زيارته للسعودية يوم الأثنين الماضى فى بداية جولة قام بها فى المنطقة.
وأكد سولانا – بثقة عجيبة – أن دول الاتحاد الأوروبى بأسرها لم ولن تقصد الإساءة للدين الإسلامى بأى شكل من الأشكال.
وردد نفس العبارات تقريباً بعد وصوله إلى القاهرة أمس الأول، وعاد وزاد فيها بقوة تدعو على التصديق.
لكن الصديق العزيز والدبلوماسى المخضرم الدكتور منير زهران كان هو الذى ذكرنا فى اجتماع المجلس المصرى للشئون الخارجية فى بداية هذا الأسبوع أن سولانا نفسه – وليس أحداً آخر – كان هو الذى قد "أفتى" بأن الإسلام أصبح العدو الجديد لحلف شمال الأطلنطى بعد انهيار الإمبراطورية السوفيتية.
وأنه أطلق هذه الفتوى عندما كان يشغل منصب الأمين العام لحلف "الناتو" ( نذكر أن سولانا كان هو الأمين العام الحادى عشر لهذا الحلف فى الفترة من 5 ديسمبر 1995 حتى 6 أكتوبر 1999).
لكن المسئولين بالحلف خففوا من حدة هذا التصريح الخطير ووصفوه بأنه مجرد "زلة لسان".
وها هو نفس الرجل، خافيير سولانا ، ينتقل من حلف شمال الأطلنطى ليشغل منصبا لا يقل أهمية هو منصب المنسق الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى، ويأتى ممثلا للاتحاد الأوروبي ليقول لنا أنه هو والاتحاد يكنان كل الاحترام للإسلام.
هل تجدون كلمة أخرى غير النفاق لوصف هذه التحولات ؟!
إذن .. النفاق موجود على الجانبين ويجب ألا ننخدع فيه أو ننساق وراء أصحابه.
وبدلاً من ذلك، أى بدلاً من التصعيد الأرعن وتسميم الآبار من جهة وبديلاً عن الكلام المعسول ودموع التماسيح من جهة أخرى، يجب على العقلاء والمعتدلين على الجانبيين أن يبحثوا عن حلول حقيقية وجذرية وجادة لمنع تكرار مثل هذه الإساءات التى تمثل اغتيالاً معنوياً لـ "الآخر" وعدوانا على حرية الاعتقاد، التى هى إحدى أهم حقوق الإنسان.
فلماذا لا يدير العقلاء من الجانبين ظهورهم للمنافقين والمتطرفين الذين اختطفوا القضية وسط هذه الاجواء المشحونة.
ولماذا لا يعملوا معا – على الجانبين – لصياغة مشروع قانون دولى يحمى حرية التعبير وفى نفس الوقت يمنع ويجرم الممارسات التى تشيع كراهية الأديان أو الازدراء بالعقائد؟
ولماذا لا يبحثون معاً – على الجانبين – عن الجهة الأمثل التى يمكن إقرار مثل هذا التشريع الدولى من خلالها .. فهل تكون الجمعية العامة للأمم المتحدة أم غيرها من المحافل؟
أليس هذا أجدى من الاندفاع معصوبى الأعين خلف حفنة من المتطرفين اليمينيين، أو شراء الوهم من حفنة من المنافقين المحليين والدوليين من أمثال خافير سولانا؟



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلف شمال الاطلنطى فى ميدان التحرير .. يا للهول
- سفينة -السلام- الدامس
- كيف تحول الاحتجاج علي الإساءة للرسول.. إلي إساءة للإسلام؟
- مصر والسودان لنا.. والدنمرك إن أمكنا!
- إعدام جمعية أهلية تجاسرت على الدفاع عن هوية مصر الثقافية (2- ...
- غيرة ماجد عطية علي الأقباط.. دفاع عن المسلمين وعن مصر
- هند الحناوى .. فريسة محمود سعد .. أيضاً
- مع الاعتذار لعادل إمام التجربة الدانماركية
- حل مشاكل النوبيين.. اليوم وليس غداً
- لماذا كل هذا الفزع من فوز »حماس«؟
- المسألة ليست مصير جمعية أهلية.. بل مصير وجه مصر الثقافى
- تشيني غادر حدود أمريكا.. إذن توقعوا مصيبة وشيكة!
- أزمة بيت الحكم الكويتي.. جرس إنذار للجميع
- النخب العربية في مواجهة تحديات تجديد الدماء!
- ذمة الوزراء علي العين والرأس.. لكن المطلوب آلية قانونية لمنع ...
- كليمنصو!
- هل نكتفي بالتباهى ب -شعر- أختنا اللاتينية؟!
- .. لكن هل يجوز أن تكون الرئيسة مطّلقة .. وعلمانية؟!
- النخب العربية فى مواجهة تحديات تجديد الدماء
- رئيس تحرير تحت الطلب


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - سولانا يذرف دموع التماسيح فى القاهرة .. لا تصدقوه