أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - القلق النفسي عند فدوى طوقان














المزيد.....


القلق النفسي عند فدوى طوقان


هدى عثمان أبو غوش

الحوار المتمدن-العدد: 5660 - 2017 / 10 / 5 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


هدى عثمان أبو غوش:
القلق النفسي عند فدوى طوقان
فدوى طوقان شاعرة فلسطينيّة، من مدينة نابلس مواليد سنة 1917، وتوفيت سنة 2003، من أُسرةٍ غنيّة ، حصلت على لقبِ "شاعرة فلسطين " وهي رمزٌ لكلِ معاناة وظُلمٍ من قبل المجتمع، خاصة الأُسرة في نظرتها السلبيّة للأُنثى .
بداية اخترتُ قصيدة "أُنشودة الحب" لأُشير إلى مدى معاناتها النفسية السيئّة .
"كان وراء البنت الطفلة
عشرة أعوام
حين دعته وصوت مخنوق بالدمع
حنانك خُذني
كن لي أنت الأب
كُن لي الأُم
وكُن الأهل
وحدي أنا
لا شيء أنا
أنا ظِل
وحدي في كون مهجور
فيه الحب تجمّد
فيه الحسّ تبلّد "
من هنا نستشف مدى الحرمان الأُسري والوحدة التي عانت منهما الشاعرة فدوى طوقان منذ ولادتها، فقد كانت أُسرتُها شديدة بتقاليدِها، فلم تكن طفولتُها كباقي الأطفال، بل انزوت في البيت وهو بمثابةِالسِّجن، فكانت أُنثى في بيت كان من المفترض أن يكون وطنها الحب، لكنه أصبح سجنَها .
كان للحرمان العاطفي الذي مرّت به الشاعرة منذ طفولتها بالغ الأثر السلبي على نفسيتها .
ففي كتابها سيرة ذاتيّة" رحلة جبلية رحلة صعبةصعبة"1993 تقول :
وظللت أكره انتمائي إلى العائلة التي جعلني سوء الحظ واحدة من أفرادها، وكنت أُفضل دائما الانتماء إلى عائلة أقل غنى وأكثر حرّيّة .
أحد الأسباب التي جعلت الأُسرة تكرهها، هي ولادتها اُنثى وليس ذكرا فقد كان والدُها يطمح بصبيّ خامس، وأُمها حاولت إجهاضها في حملها إياها .
وهذا ما جعل الأسرة تعلن حالة حرمان عليها، وجعلها بكنف ورعاية إحدى الصبيات التي كانت تعمل في البيت عدا الرضاعة. حُرمت من حنان الأُمومة حيث أهملتها والدتها وكانت تتجاهلها كما يفعل الأب، والشيء الأكثر ايلاما على نفسية الشاعرة كان نكران الأُسرة لاسمها فتمّ مناداتها"يا بنت". وأيضا فإنّهم يتجاهلونها كفرد من الأُسرة بحيث لا يتكلمون عنها كباقي اخوتها.
القلق النفسي وحالة الاكتئاب لازما الشاعرة حتى حين مرضت، فلم يشفع لها المرض أن يحنّ أهلها عليها بل ساؤوا في معاملتهم لها، فسخروا منها ونعتوها بالصفراء، هذا الوصف أثّر عليها فانتهزت ليلة القدر لتشكو لبارئها وتطلب منه أن يجعل لخدِّها لونا جميلا.
قمة الحالة النفسية كانت بعد أن شعرت بعدم الأمان مع أُسرتها، وبأنها منبوذة من المحيط الأُسري، فوصلت لحالة اليأس، فراودتها فكرة الإنتحار منذ سنِّ الثانية عشرة، كانت تقترب إلى صفيحة الكاز والكبريت بيديها؛ لأنها شعرت بالحرمان من الذهاب إلى المدرسة الذي فرضها عليها أخوها يوسف، وعدم خروجها بتاتا من البيت، فذكرت في إحدى حوارتها الإذاعية أن السبب في ذلك فقط من أجل ورقة ألقاها صبي لها، ثم كانت محاولة الإنتحار حين تناولت أقراص الأسبرين، إلاّ أن أحد الأطباء قام بإنقاذها.
تغيّرت الحالة النفسيّة من إحباط ويأس إلى أمل، فقد كان لوقوف أخيها الشاعر إبراهيم طوقان حين رجع من دراسته في بيروت الأثر الإيجابي عليها، وقد أشرق وجه الله عليها، وبثَّ روح الفرح فيها كما تقول في إحدى حواراتها الإذاعيّة، فقام بتعليمها العلوم وحفظ الشعر، وأشرف على تعليمها وتثقيفها بشكل ذاتي.
ختاما بقي أن أقتبس جملة من أقوال الشاعرة عن أهمية سلامة نفسيّة الطفولة من سيرتها الذاتيّة حيث تقول:إن المشاعر المؤلمة التي نُكابدها في طفولتنا، نظل نحسّ بمذاقها الحاد مهما بلغ بنا العمر .



#هدى_عثمان_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصة دعسوقة وشموسة في القدس
- عشق المدينة بين القصّ والسّرد
- مواجهة الجهل في ثقافة الهبل
- رواية قلب مرقع- والطفولة المعذّبة
- مباغتا جاء حبك والأنوثة
- اللفتاوية بين برّ الوالدين وحبّ الوطن
- زهرة في حوض الرب والثكل
- وسادة عش الدّبابير وهموم الشباب
- -قلبي هناك-واختلاف الثّقافات
- القدس في رواية -حرام نسبي-
- مزاج غزة العاصف ورياح التكرار
- عذارى في وجه العاصفة وهموم النساء


المزيد.....




- شاهد.. -موسى كليم الله- يتألق في مهرجان فجر السينمائي الـ43 ...
- اكتشاف جديد تحت لوحة الرسام الإيطالي تيتسيان!
- ميل غيبسون صانع الأفلام المثير للجدل يعود بـ-مخاطر الطيران- ...
- 80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع ...
- بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب ...
- مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند ...
- كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت ...
- إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
- هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف ...
- كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - القلق النفسي عند فدوى طوقان