علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 5659 - 2017 / 10 / 4 - 17:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلاف خليجي .. توافق فلسطيني
نجحت السلطات المصرية في مؤتمرالقاهرة للمصالحة الفلسطينية، في انجاز أحد أهم الاتفاقات بين طرفي الصراع السياسي الفلسطيني (فتح وحماس)، بانصياع قيادة (حماس) للشرعية الفلسطينية، حين تخلت عن (العبث السياسي) الذي مارسته طوال العشرة أعوام السابقة، بتشكيلها حكومة موازية في قطاع غزة، خلافاً للدستور الفلسطيني، لتعود الوزارات والمؤسسات الفلسطينية للسلطة الشرعية في رام اللة .
الانجاز المصري ماكان ليتحقق لولا اشتداد الازمة الخليجية التي افضت الى محاصرة قطر( المشغل الاساسي) لحكومة حماس في غزة، وهو مؤشر على اتفاقات تحت الطاولة لحفظ (ماء الوجه) وترميم المشهد الفلسطيني، بعد تخلي القيادة القطرية عن رعايتها (المالية) لحماس، كأحد الشروط المفروضة من دول الحصارفي ملف اتهام القيادة القطرية برعايتها للارهاب ..!.
قطاع غزة الذي يسكنه اكثر من مليوني فلسطيني، والمصنف (اكبر موقع اكتضاض سكاني في العالم)، عانى سكانه الفلسطينيون من اشرس حصار اسرائيلي لمدينة فلسطينية منذ قيام دويلة اسرائيل، ناهيك عن جولات الحرب التي دمرت البنى التحتية في القطاع على مدى العشرة اعوام السابقة من حكم حماس، التي كان يتمتع قادتها بـ (نشوة ) السلطة والنفوذ على حساب المواطنين الذين استهدفتهم اسرائيل باسلحتها الفتاكة وحصارها الاقتصادي المدمر.
قادة حماس ومشغليهم ليسوا سذجاً في السياسة، بل هم يعلمون تماماً الآثارالسلبية لاختطافهم القطاع وتعطيلهم الشرعية على مسارالاستحقاقات الفلسطينية، وقد كان نشاطهم في غزة (هدية ) لحكومة اسرائيل ومخططاتها في انشاء وتوسيع المستوطنات، والتنصل من القرارات الدولية بحجة الانقسام الفلسطيني، وهي هدية مختارة بدقة وعناية، في الاسلوب والتوقيت، وقد نفذت تفاصيلها قيادات (حماس) كما طلب منها، واستلمت اثمانها ..!
لم تنسى حماس (النفخ) في شعاراتها ضد اسرائيل طوال سنوات حكمها لغزة، بل ترجمتها بصور الاستعراضات العسكرية في المناسبات، واطلاق الصواريخ بين الحين والآخر على المستوطنات الاسرائيلية بـ ( دقة شديدة) كي تسقط خارجها، في مسلسل اعلامي فاضح لمنهجها العقيم للبقاء في السلطة .
لقد عانت مصر الأمرين ومازالت من اصطفاف حماس مع انشطة داعش في سيناء منذ التغيير الذي اطاح بحكومة (مرسي) حليف حماس، ومن هنا يتطلع المصريون الى وضع جديد في مواجهتهم للارهاب بعد انتهاء سيطرة حماس على قطاع غزة، وهو طموح مشروع للمصريين يستحق الجهد والوقت لحماية مدنهم ومواطنيهم .
ان معادلة ( خلاف خليجي .. توافق فلسطيني ) هي صورة فاضحة لاداء الحكومات الخليجية والقوى الفلسطينية في القضية المركزية للعرب خلال العقد الأخير، وهي لاتختلف كثيراً عن الاداء الرسمي العربي تجاه القضية الفلسطينية منذ سبعة عقود، لكنها درس مضاف الى سابقاته في قواميس العرب المغلقة منذ قرون ..!
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟