أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سعد محمد عبدالله - تنامي الحركة الإنفصالية السودانية والعالمية














المزيد.....

تنامي الحركة الإنفصالية السودانية والعالمية


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5659 - 2017 / 10 / 4 - 00:55
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


شهد العالم علي مدار التاريخ قيام دول بمسيات ونظم مختلفة منذ نشأة البشرية علي كوكب الأرض، هذه الدول تزدهر حضارة وإقتصاد ثم تواجه مشكلات داخلية وخارجية ولا تجد لها حلول فتنهار وتسقط وتقوم دول آخرى مكانها، وإستمرت وضعية تشكل وتفكك الدول لقرون، وتصاعد الخطاب الإنفصالي في العصر الحديث وتعالت الأصوات المنادية باستقلال مناطق كثيرة تعيش صراعات سياسية وثقافية عميقة ترجع لسنوات بعيدة لم تتمكن خلالها الدول من وضع معالجة حقيقية لتلك المشكلات.

ويعتبر تنامي الحركة الإنفصالية العالمية وسط القوميات الكبرى والصغرى خطرا سيؤدي إلي تقلصات جغرافية تتشكل من خلالها دويلات جديدة، وسيؤثر ذلك بشكل مباشر علي الإقتصاد المحلي والعالمي والتركيبة السياسية والوشائج الإجتماعية والثقافية وهذا ثمن باهظ سيدفعه المجتمع مقابل الإنفصال.

تقرير المصير حق مكفول لكل شعوب العالم، وهو عملية ديمقراطية تعطي الشعوب حق الوحد والإستقلال بموجب الإستفتاء، وهناك نمازج كثيرة للإنفصال حول العالم منها تجارب المانيا الشرقية والغربية وكوريا الشمالية والجنوبية وبورندي ورواندا والسودان وجنوب السودان، كل هذه الإنفصالات دفع المجتمع ثمنها سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا رغم تمكن بعض الشعوب من تطوير مقدراتها والخروج من تجاربها بأقل الخسائر.

لم نستغرب الإستفتاء الذي حدث في إقليم كردستان - العراق وتسبب في محاصرة الإقليم من قبل الحكومة المركزية ودول الجوار والعالم، كما لا نستغرب أن ينطبق ذلك الوضع علي إقليم كاتلونيا - اسبانيا حيث إتخذ فيه النظام المركزي وسائل العنف لقمع الصوت الإنفصالي، وليس غريبا أن تتوالى الأحداث وتأتينا أنباء عن تلك المواجهات الدامية التي جرت في دولة الكمرون بين متظاهرين إنفصاليين تقودهم حركة (امبازونيا) وبعض المجموعات الإنفصالية وراح ضحيتها حوالي ثمانية شخص،
هذا الوضع يضاف إلي بروز خطاب إنفصالي آخر في السودان بعد إنشقاق مجموعة القوميين المتأثرين بخط سياسي إتخذه الرفيق عبدالعزيز الحلو ضد رفاقه في قيادة الحركة الشعبية، وهذا الخط وإن كان تكتيك سياسي هدفه كسب بعض شرائح المجتمع التي تعاني من الظلم والقهر والإستبداد من قبل السلطة الحاكمة إلا انه خطر جديد يهدد خارطة الدولة السودانية، وقد عمد النظام طوال الفترة السابقة علي ترويج مفهوم تجزئة القضية السودانية لحل مشاكل مناطقية معينة، متفاديا بذلك النظر لجزور الصراعات التي تكمن في النظام الأوحادي المتحكم في كل مفاصل الدولة والذي همش المجتمع السوداني ولا يريد سماع صوت يدعوا لتفكيك ذاك النظام لصالح بناء موطن المواطنة والمساواة والديمقراطية حيث يجد المواطنيين كل حقوقهم السياسية والمدنية.

وجد النظام ضالته في الحركة الشعبية وسط مناخات مفاهيمية تعتمد في قرارها السياسي علي معاير المصلحة الآنية مدفوعة بالشعور القومي الذي يرتبط بالقبيلة والمنطقة ولا يتسع لتقرير مصير وطن ظل شعبه يقدم الشهداء من حرائره وأحراره لتحقيق مستقبل مشترك، وبدلا عن تحليل هذا الوضع والإستفادة من الأخطاء التاريخية والتمسك بالكفاح المشترك والدفع بمشروع وطني يرتكز علي السلام الشامل والديمقراطية والمشاركة في السلطة بالتساوي ونقل المدينة إلي الريف لتنمية الريف المهمش صمتت دوائر كثيرة في السودان ولم تحرك ساكن وبل تلوح بتأيدها لما يجري.

إننا أمام تجربة خطيرة قد تنسف بلادنا وترجعها إلي عهد سيادة القبيلة، والنظام الذي ظل يرسل إشارات قبوله بما يطرح مؤخرا من قبل الإنقلابيين في الحركة الشعبية وإستعداده للتفاوض معهم بذات الأجندة المعلنة هو إعتراف رسمي بأن النظام يسعى لتفكيك البلد من أجل سطوته وسيطرته علي الحكم وبناء الخلافة الإسلامية التي تحدث عنها الرئيس البشير بشكل واضح بعد إنفصال دولة جنوب السودان عن السودان، ولم ينفصل حديثه عن أحاديث كتاب التيارات الإسلاموية ولا عن نهج السلطة في التعاطي مع الأزمة الوطنية في كل إتجاهاتها.

علي الشعب السوداني وكل أمم العالم إعادة التفكير في المستقبل، وعلي سائر المثقفين والسياسيين العمل علي إنتاج أفكار جديدة ترفع المظالم التاريخية وتقوي تواصل الشعوب وتحقق التنمية المتوازنة، وبدلا من أن يطرح الإنقلابيين إستبيان الإنفصال لكل ولايات السودان لحصد توقيعات تحشد بها البعض للمؤتمر الإستثنائي الذي وضحت نتائجه قبل قيامه، كان الأفضل والأمثل طرح إستبيان لبناء الولايات المتحدة السودانية وتوسيع مفهوم الحكم الذاتي الذي يتيح لكل ولاية فرصة التطور الذاتي وتوظيف الموارد لصالح الولاية، كان من الأفضل أن نتحدث عن عقد إجتماعي جديد يعطي كل السودانيين حقوقهم الدستورية بالتساوي ويحرر أجهزة الدولة من الهيمنة الإنقاذية الراهنة، فالسودان للسودانيين وليس للإنقاذيين.



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الديني في المسرح السياسي بسلاح القضاء
- رفع العقوبات الأمريكية وقضية الثورة السودانية
- نحو ثورة الحرية والديمقراطية والعلمانية
- بيان للرأي العام
- ذكريات الثائر السوداني وليام قوبيك
- الرسالة الخامسة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- الرسالة الرابعة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- الرسالة الثالثة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- الرسالة الثانية: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- رسالة إلي الحركات الطلابية
- مشروع الجزيرة ومشكلات الإقتصاد الوطني السوداني
- مهددات السلام في افريقيا
- النزاع والحل العقلاني


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سعد محمد عبدالله - تنامي الحركة الإنفصالية السودانية والعالمية