عبد المجيد طعام
الحوار المتمدن-العدد: 5657 - 2017 / 10 / 2 - 21:40
المحور:
الادب والفن
و هما في طريق العودة إلى منزليهما بعد أن أفرغا من صلاة العشاء بالمسجد قال له سي عبد الرحمان :" لو تعلم الخير في صيام يوم عاشوراء لتمنيت أن تكون كل أيام السنة عاشوراء " نظر إليه سعيد بعينين يبرق منهما ترقب المزيد فاستطرد سي عبد الرحمان قائلا :" صوم يوم عاشوراء يغفر فيه الله ذنوب سنة بكاملها ....يعني يا أخ سعيد... مهما ارتكب الإنسان من ذنوب سيغفرها الله له بصوم هذا اليوم العظيم ...أنا أمثل عاشوراء بتلك الممحاة التي كنا نستعملها في المدرسة ...تلك التي كنا نمحو بها أخطاءنا...سبحانك يا رب أنت الغفور الرحيم...".
قبل موعد عاشوراء بيومين و هو خارج من بيته صادف سعيد الطفلة أريج ذات السبع سنوات كانت تلعب بعروستها تكلمها و تحذرها من الذئاب الشرسة فاقترب منها أهداها حلوى صغيرة و مسح على رأسها ثم ابتسم في وجهها إلى أن استسلمت له براءتها الطفولية وضع يده في يدها و أقفل راجعا إلى البيت.
بعد لحظات معدودات خرجت أريج من البيت دون عروستها تحمل فقط عينين زائغتين تحدقان في فراغ مخيف ثم خرج سعيد بعد أن ألبس عينيه شيئا من الوقار الزائف ، يحمل على كتفه حقيبة صغيرة قاصدا حمام الحي... لقد اقترب يوم عاشوراء و عملا بالسنة يريد أن يصوم تاسوعاء و عاشوراء ... يريد أن يصوم اليومين معا وهو على أتم الاستعداد ....فيهما أجر عظيم و مغفرة تمحو ذنوب سنة بكاملها ....مهما عظمت تلك الذنوب.
#عبد_المجيد_طعام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟