عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5656 - 2017 / 10 / 1 - 00:27
المحور:
الادب والفن
هذا كلّ شيءٍ في هذا العالَم .
امرأةً تحبّها دونَ سبب .
نملَةٌ تدنو منك
و تتوقّفُ قليلاً قُربَ قدميك
فتشعُرُ بالأُلفة .
عائلةً صاخِبة
تتحدثُ لُغةً خاصّةً بها
وعندما تتعجَّبُ
ستكونُ الأبلهَ الوحيد
الذي يجلسُ في زاوية المطبخِ
قُربَ ببغاءٍ مُرتَبِك
ينظرُ اليكَ
و تنظرُ اليه.
بعد قليل
سيأتي طفلٌ ما
لا تعرِفُ ماهيَ صِلَتُكَ بهِ بالضبط
و يطرحُ عليكَ أسئلةً قصيرة
لن تتمَكَّنَ بعد ستّينَ عاماً
من الاجابة عليها .
الجميعُ يشعرُ بالخيبةِ في هذا البيت
أنتَ والعائلة والطفل والببغاء .
و خارجَ البيتِ
يُلَطِّخُ الذهولُ وجوه الناس
ولا تبدو الأمورُ على ما يُرام.
هذا هو ما يجعلني
أحبُّ أوّلَ امرأةٍ تُصادِفني في الشارعِ
عندما تمرُّ رائحتها قرب كتفي .
هذا ما يجعلني أشعرُ بالألفة
مع النملة التي غادرت المطبخَ معي
وها هي الآن
عالقة في قميصي.
بعد كلّ هذا الذي يحدثُ لي
في هذا العالَمِ الموحِش
أتوَسّلُ اليكِ أنْ لا تتركيني وحيداً .
كوني نملَتي في هذه الوحشة
و سَلامي
المُمْكنِ
الوحيد.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟