أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - الفلسفة والجنون ... غرائب من حياة الفلاسفة














المزيد.....

الفلسفة والجنون ... غرائب من حياة الفلاسفة


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 5654 - 2017 / 9 / 29 - 15:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حينما كنت طفلا صغيرا , كانت تستهوني القصص المؤلفة للصغار , فضلا على كتب الرحلات والبلدان , وعلى الرغم من بساطة هذا النوع من المؤلفات ومتعتها كان أبي ( رحمه الله ) كثيرا ما ينصحني بعدم الإكثار من قراءة تلك الكتب ( لكي لا أكون معقَّداً ) ــ بحسب رأيه ــ وتكررت هذه النصيحة من أقارب لي آخرين لا سيما حين أسرفتُ فيما بعد بقراءة كتب الفلسفة , وكانت تلك النصائح جلها تؤكد على أن كتب الفلسفة وعلم النفس تؤدي إلى الجنون , لكن تلك النصائح لم تجد لها عندي أي صدى أو قبول إذ وجدت في الفلسفة عالما لا يمكن أن تكتمل ثقافة المرء بدونه , لكني وبمرور الأيام وتنوع القراءات والاستغراق في عوالم الفلسفة الجميلة اكتشفت مما هو جدير بالطرافة والنكتة – فقد وجدت عددا غير قليل من الفلاسفة ــ كما تذكر سيرهم وأخبارهم المروية ــ قد عاشوا حياة أشبه بحياة المجانين , بل أن بعضهم عاش حياة الجنون بامتياز , فقد تصور فيثاغورس نفسه بأنه إله أو نصف إله , ودفن أحد الفلاسفة اليونانيين نفسه بالروث وعوَّد نفسه أن يتضور بالرمل لكي يعايش حياة الألم , وكان أحدهم يحمل فانوساً في النهار بحجة أنه يبحث عن الحقيقة , وقال أغلب الفلاسفة الشكاك اليونانيون بأنه لا يوجد شيء مطلقا لأننا لا نملك ما يثبت أن هناك شيئا وإن وجد شيء فلا نستطيع أن نخبر عنه الآخرين , فيما قال سويدنبيرغ بأن المسيح يوحي له بفلسفته , وقال ديكارت بأنه استوحى فلسفته من حلم رآه في النوم , أما أوغست كونت فقد أحب فتاة حد الجنون وحينما توفيت جعل منها إلهه وكتب خمسة مجلدات في ديانة شرعها هو من أجلها أطلق عليها ــ دين الانسانية ــ , وقد امتنع أحد الفلاسفة عن الكلام بحجة أنه لا فائدة منه لأنه لا ينقل ما نود التعبير عنه , فيما سكن أحد الفلاسفة في برميل صغير , أما هيراقليطس فقد كان مصابا بجنون العظمة ووصف فلاسفة عصره إنهم حيوانات لا يفقهون شيئا , وقام أكثر من فيلسوف بإحراق كتبه واتلافها منهم : أبو حيان , وتصور أحدهم بأنه طائر فألقى بنفسه من سطح داره ومات من ساعته , فيما أصيب نيتشه بجنون عنيف أدى بأخته إلى حجره في غرفة خاصة ولم يكف عن كتابة هلوساته , وكتب أحد الفلاسفة الوجوديين صفحات طويلة في رثاء كلب له كان قد مات , فيما قام فرنسيس بيكون بالوشاية بصديقه حتى أدى به إلى الاعدام وقد اعتكف أكثر من فيلسوف , وعاش أغلبهم في عزلة لانهم وجدوا بأن الناس أشرار لا خير يرتجى منهم .
فيما انتهج الفلاسفة الكلبيون حياة حيوانية صرفة حتى قيل بأنهم كانوا يعتاشون على الفضلات وينبحون كالكلاب بل إن بعضهم كان يتجول عريانا دون ملابس في الأسواق , وقال أحد الفلاسفة الفوضويين بأنه لا يوجد هناك ما يلزم الإنسان على أتباعه : لا دين , ولا دولة , ولا قانون , فيما ألزم أحد المتصوفة نفسه باتباع برنامج لكبح شهواته وذلك بأن ينام على فراش واحد مع فتاة جميلة دون أن يدنو منها .
كل هذه الحالات – إن صحت – رسخت عندي أن نصيحة والدي لم تكن مجانبة للصواب تماما , لكن السؤال الملح الذي ما انفك يلازمني هو : هل أن هؤلاء الذوات جنَوا نتيجة تعاطيهم الفلسفة , أم أنهم كانوا في الأصل أناسا مجانين امتهنوا الفلسفة ؟؟ ... وهل صحيح أن الفلسفة تؤدي إلى الجنون , أو أن الأمر كما قال أحد الفلاسفة : إن القليل من الفلسفة يؤدي إلى الجنون أما الإكثار منها فإنه لا محالة يؤدي إلى اليقين .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموضوع والمحمول بين الفلسفة واللغة
- مسألة العلة في الفلسفة تمثلات وإشكالات
- الحقيقة ونظرية المعرفة في الفلسفة الإسلامية
- المقولات والمحمولات أو لوازم الدرس الفلسفي
- المنطق بوصفه مقدمة في كتب الفلسفة الإسلامية
- فلسفة الوجود في الفكر الفلسفي الإسلامي
- الفلسفة الإسلامية في كتب المؤلفين الشيعة , موضوعاتها وقضاياه ...
- الفلسفة بين اليونان والعرب , المصدر والموضوع
- أزمة الانتقال الحضاري والشباب العربي
- النقد العربي القديم , سلسلة من الإبداعات النقدية
- الظمأُ الأنطلوجيُّ والدعوة إلى أنسنة الدين
- خطورة النص الشذري , سياحة في شذرات نيتشه
- خطورة النص النيتشوي
- السوالف ... حكايات شعبية محصنة بالحكمة
- النص المثقف ... رؤية تأصيلية
- الدولة المدنية ؛ ما أحوجنا اليها اليوم
- الخطاب ... المفهوم والمهادات
- الدين والفلسفة والعلم والفن .... نحو الجذور
- الطابع الإشكالي للمكان في رواية ( خان الشابندر ) .
- عذراءُ سنجار أو الفجيعةُ روائياً


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - الفلسفة والجنون ... غرائب من حياة الفلاسفة