عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 5649 - 2017 / 9 / 24 - 00:32
المحور:
الادب والفن
1
قال لهم:
"قوّوا تنظيمَ حزبِكم"
فشقّوهُ شطرَينِ، ثم أربعةً، ثم أكثر
صارَ صغيراً مثلَ أميبا ميتةٍ يابسة
ثم باعوا الأجزاءَ بالمفرد!
وكان قد قالَ لهم أيضاً:
"قوّوا تنظيم الحركة الوطنية"
فربُّوا جِراءَ الذئاب التي أكلتنا
ثم صافحوا براثنَها
ثم تعاوَنوا مع الاحتلال على تقسيم الوطن.
2
فتحتم بوّابةَ الغرب من سور مدينتِنا الذي آجرّاتُه إصرارُ قتلانا
مِلاطُهُ الآمالُ والإرثُ وأعصابُنا ومن كلِّ وريدٍ أزرقَ في أكفِّ المتعَبين
ألوانُهُ الروحُ والذكرياتُ بكل ذرةٍ في مدينتِنا التي لوت أذرعَ التاريخ اللئيم
فتحتموها وأنتم من كان يُقعِدُنا للحصار فلا نخرجُ من أرضنا لنحرقَ الأبراجَ التي طوقت أسوارَنا،
أبراجُكم طوَّقتنا أولاً
كانت أسوارُكم فينا
(فقد وضعتم أسواراً لنا فينا)
وأنتم من أخاف الصغارَ منا
وحيَّرَ فينا الكبارَ بأن ألفَ ألفِ منجنيقٍ يحيط بالمدينة
جلستم للحصار فلم نجرؤ خارجَ الأسوار
فصرنا مطوّقين بالنهاية
مثلما مطوّقٌ كلُ كائنٍ بالفزع
وبالخُدع،
دون غاية؛
وها هم الجميعُ محاصَرون طولاً
بين توازي الصبر والقلق
بكل مسافة العمر
مثلما مطوقونَ بما يسبق البداية
لكنَّ أحداقَنا توسّعت لأنه الظلام
لنُبصِرَ المصير
فلم يعد أمامَنا
إلاّ حدثٌ صغير
يأتي في النهاية.
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟