المرأة والعمل في العراق

جمعية السراجين

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 11:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

عبر الزمن ارتبط عمل المرأة في العراق خارج المنزل بالفقر والحاجة بالدرجة الاساس متقدما على مسائل اخرى مهمة كتطور المجتمع او ارتفاع مستوى تعليم وثقافة او وعي وسطها المحيط سواء كان الاهل والاقارب او الزوج والبيئة الاجتماعية
في الريف لاحرج ولا نكوص بل العكس هو الصحيح حيث يكون تواجد وعمل الاناث في الحقل والمزرعة اكثر من الذكور احيانا وتلاشي اي عادات اجتماعية مانعة
في المدن حيث تختلط العادات والمفاهيم وتتضارب وتكون العائلة الواحدة في البيت الواحد هي التكوين الاساس والوحدةالاولية لا العشيرة اوالفخذ او الاقارب كما هي الحال في التجمعات الزراعية في القرى والارياف
يتحول الاب وباقي الذكور عموما الى راعين وحاملين المسؤولية عن امور المعيشة الخارجية وتبقى الانثى ربة بيت حيث مهمتها الرئيسية هي تدبير شؤون المنزل فزوجة الفلاح هي عادة (فلاحة) مثله ولكن زوجة العامل او الموظف ليست بالضرورة عاملة او موظفة مادامت الحال ماشية والمعيشة مستورة
نتحدث عموما وقد يتغير الحال في المدن الكبيرة وارتفاع مستوى التعليم والوعي الذي يسمح للاناث باتقان مهن مختلفة كالتعليم والطب والهندسة واغلب تفرعات الوظائف العامة
ماذا عن العاملات في الحرف اليدوية المتنوعة المرتكزة على الجهد البدني اساسا والقادرة على استيعاب الكم الاكبر من طالبات العمل بسبب الحاجة المادية الملحة للوحدة الاولية للمجتمع في المدينة والتي هي العائلة خاصة في وسط متخلف مدنيا وتكنيكيا ويعتمد غالبا على اليد لا الالة المتطورة في سياقات عمله المختلفة
نعود الى الحاجة التي هي متبادلة ومتكاملة بين الانثى والمجتمع حيث تشكل مهن كالخدمة والتنظيف في البيوت والمؤسسات والخياطة والاعمال الحرفية الدقيقة وملحقات عمل المصانع والورش والسكرتارية والعمالة المساعدة غير الماهرة ومجالات اخرى واسعة مناطق مقفلة تقريبا للعنصر النسوي اليدوي في حال توفره لتعطي له ولرب العمل افضل انتاج خاصة وان اجور النساء هي عموما اقل من الرجال ويستطعن تقديم خدمة افضل وأدق في مهن معينة تعتمد النفس الطويل والصبر
لماذا تتراجع الان فرص العمل النسوية الى درجة التلاشي هل تغير المجتمع؟ والى اين هل اصبحت العائلة بجانبها الذكوري اقدر على جمع المال وتدبير المعيشة واستعادة النساء الى المنزل؟
لنتحدث وامامنا الحدث الاكبر زلزال 9-4 نتمعن ماقبله وما بعده بسنوات حتى اللحظة الراهنة 2006 ونعيد التساؤل لماذا قلت العاملات في المهن الحرفية والخدمة؟ ام نتسائل لماذا قلت النساء في الشارع ؟ذلك موضوع اكبر من تخصصنا العمالي
تساؤل لن يحضى فيه بجواب الا من خرج واختلط قبل عدة سنوت صباحا ومساء بالمراكز الصناعية والتجارية والحرفية كالباب الشرقي او الميدان والرشيد ومدينتي الثورة والشعلة والكاظمية وغيرها وليخرج الان ويقارن ويتذكر كم اختلف عدد ونسبة النساء الخارجات للعمل والشارع الى نسبة وعدد الرجال!! ماذا حدث؟

في تناقص ذلك امر واضح .مامقداره كبير الى درجة الذهول
وبعد التركيز هل يدل ذلك على تقدم او تراجع في مسيرة المجتمع ؟ ليجب كل حسب فهمه ستبرز التبريرات يتقدمها الوضع الامني الهش والخوف وسيتحدث متفائل عن ارتفاع الرواتب وقدرة الذكور على ابقاء الاناث في المنزل بدل (بهدلة) الشوارع ونسأله بدورنا كم النسبة ؟
اكثر من كن عاملات وتركن حرفهن لايملكن جواب على التساؤل غير الصمت
هل هناك رعب ما يزحف في الازقة والبيوت والشوارع يغطي هذه (العورات )ويقفل عليهن الابواب؟
كل ماسبق هو تساؤل اول يبحث عن اجابات
وللحديث صلة

#جمعية_السراجين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات