أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بشرى ناصر - تمجيد النحن وغياب الآخر














المزيد.....


تمجيد النحن وغياب الآخر


بشرى ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 11:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يبدو أن (التحيزات) العنصرية ؛ الثقافية والجنسية باتت تمثل انتهاكاً واضحاً ومؤكداً (لحقوق الإنسان) في كوكبنا الأرضي هذا ؛ وربما أبشع تلك التحيزات هي تلك التي تمارسها الشعوب الكبرى ضد الدول المتخلفة وحتى النامية ؛ يتبدى ذلك التعسف ويتضح ليصل في النهاية وكأن (وثيقة حقوق الإنسان ) قد وضعت لأجل الإنسان الأوربي والغربي دون غيره؛ ناهيك طبعاً عن السياسة التي تنهجها الدول (الكبرى) لإفقار وتخلف الدول الأضعف؛ فنبدو هنا في مقارنة حقيقية بين الفقر والثراء ؛ والضعف والقوة؛ وإذا كانت اتفاقية حقوق الإنسان كوثيقة تعد خلاصة ما وصل له الإنسان في العصر الحديث من تجربة تاريخية طويلة من حربه ضد كل أنواع التمييز والاضطهاد والتفرقة والتي تتيح لإنسانا فرصة العيش والتعايش بسلام؛ فهل يقف الخطاب الديني دون تلك الاتفاقية ؟ أليس الإسلام (ذاته) رسالة تقوم على السلام والخير والعدالة وكل القيم النبيلة والعادلة والخيّرة ؟
راودتني تلك الفكرة طيلة الأيام الماضية (بينما المواطن العربي المسلم يمضي لإشعال الفتن والنيران في السفارات الدنماركية وما يجاورها من مساكن ومحال غير معنية بالدنمارك لا من قريب ولا من بعيد) دون أن يدري أنه يؤسس لتأكيد الفكرة الشيطانية القائلة : المسلمون إرهابيون بالفطرة ؛وإذا كان خطابنا الحالي : خطاب أزمة؛ كما تؤكد كل المؤشرات؛ فالخطاب الإسلامي المعاصر لا يعفى من تحمل جزء من المسؤولية؛ وأقصد مسؤولية القصور باللحاق بالآخر؛ ولا يعفى من مسؤولية تراجع المجتمعات العربية عن كل ما حققته من منجزات في تاريخنا المعاصر؛ فقد تحول خطابنا الراهن من خطاب (نهضة) الى خطاب (أزمة) هكذا نقرر طالما أصبحت قضيتنا الحقيقية بين كل الأوساط والتوجهات : هي البحث عن (مخرج) والبحث عن (حلول) تخرجنا من المأزق الذي نحن فيه؛ فهل أشعلت (الرسوم الكاريكتيرية التي تطال الشخصية الأكثر قداسة) في أرواحنا كل النيران والجنون لأنها تطاول على المقدس فقط ؟ أم أننا نشعر بالهزيمة فعلاً تكتم وتطبق على أرواحنا؟وهل ستصبح وسائط ووسائل الاتصال وسائل نقمة و (قطيعة) لا وسائل تواصل ؛ و وسائل من تعمق الاختلاف بيننا وبين (الآخر) وهو ما يزيد (الطين بلّة) ويعقد المسألة أكثر فأكثر؛ فالمواطن العربي يستشعر بذاته مهزوماً مأزوماً يطمح الدخول (للمستقبل) ويحلم بذلك لكنه عاجز عن المشاركة الحقيقية مما يجعله مكبلاً في ظل حكومات متسلطة وحكام تعفنوا من شدة جلوسهم على كراسيهم؛ ومثقفين مداحين طبالين للسلطة في كل زمان ومكان؛ لماذا نشعر بالتخاذل ؟ ثمة حلقة مفقودة يجهلها أغلبنا ... وثمة قضية يخاف الكثيرين الخوض فيها أو حتى الإشارة لها .... هي (خطابنا الديني ) المعاصرالذي يقوم على (القمع) حتى في تعامله مع (الآخر) الأوربي والغربي الذي نستسهل إطلاق التهم عليه؛وأبسطها تهمة: (كافر) دون اعتبار هذا الوصف اعتداءً أو تطرفاً مع أن الإسلام برسالته العظيمة اعتبر هؤلاء أصحاب ديانات وأهل ذمة وترك لهم تقديم الجزية وحرية عبادتهم وطقوسهم ؛ بينما قام الخطاب الديني المعاصر والذي ينتمي (للإسلام السياسي) ويقاطع في أيدلوجيته (الرسالة والدعوة الإسلامية السمحاء) باستيراد (أيدلوجية) نفعية تسمح وتتسامح باستيراد ( التجربة العلمية) القائمة على التكنلوجيا والعلوم التطبيقية والاستفادة من ثماراتها وخيراتها ومصادرة (التجربة الاجتماعية) الموازية للتجربة العلمية أو التطور؛ وأقصد بذلك النتائج التي طورت المجتمع الأوربي والغربي والتي تضامنت مع التطور العلمي والتقني فكونت خبرات الفرد وثقافته الجديدة؛ فالمسلمون الحاليون يصرون على وضع الآخر في صورة جاهزة : هي التفسخ والانحلال الأخلاقي والعري والتفكك الاجتماعي والضياع ؛ تلك (الصورة) صاغها الخطاب الديني حتى أخذت جانب التعميم وصار التفسخ والانحلال والابتذال والجنس الجماعي والشذوذ الجنسي سمة غالبة لكل فرد في المجتمعات التي لا تدين بالإسلام على كوكبنا هذا؛ وأصبح الآخر في ذاكرة مواطنينا هو(الشيطان) الذي تجب منازلته في كل وقت وزمان؛ وما يحيّر هي تلك الازدواجية التي عيشونا بها فالغربي والأوربي نموذج يحتذى به من ناحية الإنجاز العلمي؛ ومن الناحية الاجتماعية والإنسانية هو شيطان ؛ ربما يعود هذا الانتقاص أو (الإنتقام) من الآخر بسبب قهر الخطاب الأوربي النهضوي للخطاب الديني لديهم فقد قهرت أوربا الكنيسة في وقت ما .... ونحن في مكبوتاتنا نحاول التقليد ؛ ونخاف منه فقد بدا وكأنه لم يسلب منا فقط (هويتنا الحضارية) بل سد كل الطرق أمامنا حتى إمكانية أن نحلم ؛ فالآخر صار بمثابة الخصم أو هو هكذا فعلاً ... وهكذا شأن خطابنا الإسلامي الذي عنى عناية فائقة (بالنحن) ومجدها؛ ليصبح تاريخنا خالياً من الكبوات والهزائم بل سلسلة بطولات وفتوحات؛وإذا كنا طيلة تاريخنا نعنى وننشغل(بالنحن) فإننا لم نتوقف لحظة لنسأل أنفسنا من هو ضمير (الغائب ) ؟ لنكتشف في قراءة متأنية أننا ذوبنا ضمير الغائب ومحوناه ؛ في الوقت الذي كان فيه الغرب أو (الآخر) يبني أسلحته المعرفية والثقافية وفق واقع سياسي .. أو بمعنى أصح يبني حداثته وفق معايير عصرية ...
وهل بإمكاننا فعلاً تحقيق حداثتنا وتوفير شروط إنجازها ؟



#بشرى_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما آن لأقدم أوجاعنا أن تثمر......؟
- توريط النساء بالإرهاب
- الاعتصام بحبل الله ....
- المثلية -أو الشذوذ الجنسي ...
- نساء رهن البيع ...
- كلاّ....أنا لست حرة
- جسد الأنثى المعذب ..جسدها المسجون
- أيها السادة:انتبهوا للصدمة والترويع...
- هل تتحمل المؤسسة التعليمية عبء ومسؤولية صياغة الخطاب المتطرف ...
- تغرير بالمواطن العربي أم تغريبه ؟
- نحن النساء : برتقالة وقديسة ..
- زواج الدمى لا ينجب أطفالاً حقيقيين ..
- المثقفون العرب .. أي خطاب لأي واقع ؟
- الصحافة النسائية : أي خطاب ولمن يوجه ......... ؟
- شؤون حميمة لا يعرفها الرجال
- ايتها السلطة ... كيف أعاودك وهذي آثار فأسك ؟
- إبداع المرأة بين محاصرة وهم الثابت وطموح القادم
- صمت الروح ... ام وجعها


المزيد.....




- إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراق المجال الجوي ...
- الدوري الإنكليزي: ليفربول يتفوق بثلاثية على ليستر سيتي ومانش ...
- تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر ...
- مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية ...
- نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
- زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
- موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
- الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق ...
- البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
- مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بشرى ناصر - تمجيد النحن وغياب الآخر