أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الجارالله - في عاشوراء ... هل نُحييّ ذكرى الطف أم ثورة الإصلاح ؟














المزيد.....

في عاشوراء ... هل نُحييّ ذكرى الطف أم ثورة الإصلاح ؟


احمد الجارالله

الحوار المتمدن-العدد: 5647 - 2017 / 9 / 22 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ها قد أقبل شهر محرم الدم والشهادة والثورة على الظلم والطغيان والفساد وأقبلت معه الإعدادات والترتيبات من قبل المسلمين في كل العالم وخصوصاً في العراق, حيث يتسابق المسلمون في إعداد المواكب والتكيات والهيئات الخدمية والإعداد لإقامة مجالس العزاء, ويتسابق أصحاب المواكب على الترتيب مع أفضل قراء المنابر والخطباء ممن يملكون الصوت الشجي والرادود الحسيني صاحب الحنجرة القوية من أجل إحياء ذكرى معركة الطف الخالدة مع رفع شعار " الحسين عَبرَة وعِبرَة " وهنا يأتي سؤال يفرض نفسه هو : ما هو الجديد في الأمر ؟ ففي كل سنة مرت علينا يحصل هذا التسابق من قبل ملايين الناس بين صاحب موكب وبين معزي والحال الذي يعيشه العراقيون من سيء إلى أسوأ دون أي تحسن ولو على أبسط المستويات ولم يحصل شيء سوى البكاء وإحياء ذكرى الطف ومقتل الإمام الحسين " عليه السلام " حيث تم تطبيق جزء واحد من الشعار وهو العَبرة !!...
لكن الجزء الآخر من الشعار وهو " العِبرة " والتي تعني التأسي بالحسين " عليه السلام " وأخذ العبرة من ثورته في محاربة الفساد بكل أشكاله من أجل إصلاح حال الأمة لم نجد له أي تطبيق, بل الأدهى من ذلك نجد هناك العديد من الذين يسمون أنفسهم ( حسينيون ) هم ممن يدعمون الفساد ورموزه ويؤسسون له وبأموالهم السحت يؤسسون المواكب ويبنون الحسينيات !! فهل هذه هي العبرة التي أخذت من ثورة الإصلاح الحسيني ؟ فواقع الحال يؤكد بأن إحياء ذكرى عاشوراء في العراق هو إحياء لمعركة وقعت منذ مئات السنين قتل فيها سبط النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " مع عياله وركز أغلب الإعلام الحسيني العراقي على هذا الجانب فقط, فكان إحياء لذكرى واقعة الطف ولعملية القتل والسبي التي حصلت في تلك الواقعة وليس إحياء للدروس والعبر التي سُطرت في هذه الملحمة التاريخية...
وعلى ضوء ما تقدم هنا نطرح ما طرحه أحد ألمع وأبرز رجال الدين في التحقيق التاريخي والديني من أسئلة وإستفهامات وذلك بقوله {{... قال الإمام الحسين ((عليه السلام)) { .. إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإِصلاح في امة جدي (( صلى الله عليه وآله وسلم )) ،أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب ((عليهما السلام))، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين،…} والآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟ ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟ أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟ إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم ، ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين ((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الإصلاح ، الإصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم ((عليه وآله الصلاة والسلام)).
وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الأمين ((عليهما الصلاة والسلام )).
إذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار....}}.
ونحن هنا لا ندعو إلى ترك الشعائر الحسينية في العزاء وإحياء هذه الذكرى المفجعة لكن ندعو إلى أن يكون إحياء ذكرى عاشوراء هو إحياءً لكل جوانبها وأن يُطبق شعار " العَبرة والعِبرة " بصورة تامة وليس بتطبيق واحدة وترك الأخرى.



#احمد_الجارالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجمع شباب المسلم الواعد ... قنديل مضيء في طريق شباب العراق
- قطر ... هل ستحرق اليابس والأخضر ؟!
- زوال دولة الخرافة عهد إلهي
- إستهداف القوات الأمنية في العراق ... الأسباب والحلول
- رأينا الموت فقبلنا بالحمى !!
- المنبر الإسلامي والخواء الفكري


المزيد.....




- بعد تصريحات متضاربة لمبعوث ترامب.. إيران: تخصيب اليورانيوم - ...
- بغداد تستدعي السفير اللبناني.. فماذا يجري بين البلدين وما عل ...
- الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا ...
- قبيل وصوله طهران- غروسي: إيران ليست بعيدة عن القنبلة النووية ...
- حزب الله يحذر.. معادلة ردع إسرائيل قائمة
- الخارجية الأمريكية تغلق مركز مكافحة المعلومات ضد روسيا ودول ...
- رغم الضغوط الأوروبية… رئيس صربيا يؤكد عزمه على زيارة موسكو ل ...
- البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة
- كيف تنتهك الاقتحامات الاستيطانية للأقصى القانون الدولي؟
- حرائق غامضة في الأصابعة الليبية تثير حزن وهلع الليبيين


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الجارالله - في عاشوراء ... هل نُحييّ ذكرى الطف أم ثورة الإصلاح ؟