أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - الحالات النّفسيّة لشخصيّات عشاق المدينة














المزيد.....

الحالات النّفسيّة لشخصيّات عشاق المدينة


نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 5646 - 2017 / 9 / 21 - 02:08
المحور: الادب والفن
    



نزهة أبو غوش:
عشّاق المدينة، للكاتبة المقدسيّة نزهة الرملاوي
الحالات النّفسيّة لشخصيّات عشاق المدينة
في نصوصها اعتلت الكاتبة المقدسيّة، نزهة الرّملاوي في كتابها البكر" عشّاق المدينة" صهوة لغتها؛ لتتجوّل بنا داخل مدينتها الّتي عشقتها حتّى النّخاع، مدينة القدس بمساجدها وقبابها وكنائسها وحاراتها وعقباتها وبيوتها وأسوارها وأدراجها؛ مدينة أفرحتها واحتوت طفولتها البريئة، مدينة آلمتها بما احتوته من متناقضات وتقلّبات اجتماعيّة باختفاء المعايير الاجتماعيّة والقيم الانسانيّة، وما حدث من مآسٍ خلّفها الزّمن على تلك المدينة على مرّ العصور؛ وما تركت تلك الأحداث والتّناقضات من أثر نفسيّ على شخصيّات نصوصها وقصصها.
في لغتها السّلسة العذبة، أطلعتنا الكاتبة على عادات وتقاليد أهل المدينة نحو المحبّة والاحترام والتّضحية من أجل الآخر والوفاء والاخلاص، والتّمسّك بالمبادئ الّتي نشأوا عليها وبلا حدود. تقاليد العيب والحرام في المجتمع الفلسطيني عامّة والمقدسيّ خاصّة كما في نصوص الكاتبة، كانت لها الأثر السّلبيّ على شخصيّة الفتاة المراهقة الّتي لا تقدر أن ترفع عينيها في وجه الفتى، أو الشّاب، أوتتلفّظ معه بجملة أو كلمة؛ كذلك الفتاة الّتي حكم عليها بالزّواج المبكّر ومنعها من قول "لا" مهما كانت النّتيجة، حتّى لو عاشت نفسيّتها تحت العذاب خلال فترة زواجها.
في مدينتها المقدّسة أدخلتنا الكاتبة نزهة الرّملاوي إِلى دهاليز معتمة، وأخرى مضاءة، وما يدور في تلك الدّهاليز من همسات وحكايات وأحداث مفرحة أو مؤلمة، قد سلّطها الزّمن على أهل تلك المدينة بكلّ رحابتها.
في نفسيّة الشّخصيّات نجد المعاناة والألم بسبب وجود الاحتلال الّذي يجثم فوق ظهر المدينة. النفسيّات المتعبة للرّجال الّذين راحوا يبحثون عن لقمة العيش عند كوهين أو ديفيد "بدنا نعيش سوا سوا خبيبي كلّه بدو ياكل" ص80.
من خلال قراءتنا لشخصيّات نزهة الرملاوي نجد مدى القهر الذي شربه المقدسيّ بعد حرب حزيران 1967، ووقوع الأقصى بأيد جبّارة. لا أعتقد بأنّ هناك من يقدر على تحليل نفسيّة المحتل المنهزم الضّائع، فكلّها نفسيّات يصعب تفسيرها، في نصوصها برزت بوضوح نفسيّات هذه الشّخوص. في قصة " ألف غياب وغياب" ص91 ظهرت معاناة الجدّة الّعائدة إِلى مدينتها القدس، والرّحلة المريرة الّتي مشتها من الزّرقاء في الأردن حتّى وصولها القدس. معاناة التّفتيش المنتهك لكرامة الانسان " كلّه يهون عن بنت هالحرام اللي بتحسّس، يقصف عمرها ما بتستحي" ص 93.
شخصيّة الطّفل هي أيضا عانت وكابدت بسبب الاحتلال، كم كان مؤلما على نفسيّة الجدّة حين مزّق الجندي لعبة الحفيدة أثناء التّفتيش، ولم يكن بحسبانه بأنّ هذه اللعبة تنتمي لطفلة متعطّشة، تحلم بها منذ أربعة أعوام، كانت قد اخفتها الجدّة؛ خوفا من ضياعها واتلافها، وها هي تتلف بلحظات وتتلف معها نفسيّة طفلة بريئة، هي حفيدتها.
تعرّضت شخصيّة سميرة في قصّة" عشّاق المدينة" لأزمة نفسيّة؛ لأنّها عاشت صراعا مريرا ما بين أن تلحق حبيبها؛ لتعيش معه في أبو ظبي، أم تبقى في مدينتها، القدس الّتي تعشقها.
في قصّة " ملكة المجنونة"
حين كانت تتعرّض للضّرب من قبل والدها بواسطة الحزام؛ خوفا عليها من التّعرض للاغتصاب، كذلك تعرّضها لركلات من قبل أولاد الحارة والأخوة؛ كلّ هذا غرز تأزّمًا نفسيّا حادا عند الفتاة ملكة. أمّا بالنسبة للجدّة الّتي وقفت أمام بيت الطّفولة في حيّ الطّالبية المهجّرة وعلاقتها مع الورد الجوري، الّذي شهد عشقها لبيتها ووطنها.الألم النّفسي إثر الفقدان للبيت والوطن، ورؤية الجدّة للساكن الجديد أمامها – الغريب المحتلّ- التصق بنفسيّتها فجاءت ردّة فعلها، بأن بصقت في وجهه وقالت له: اخرج من حيّنا.
بالنسبة لقصّة الفرّان فقد تعرّضت نفسيّته للأزمة؛ بسبب اتّهامه باغتصاب الفتى، كذلك تأزّم نفسية الفتى؛ لأنّه سرق الأرغفة بسبب العازة والفقر.
نجد أنّ نفسيّات الشخصيات – القديمة- قد وجدت راحتها من خلال الأدعية وتقديم القرابين، وتقديم شموع النذر والبخور والتّوجّه نحو مقامات الصّالحين.
نشعر بأنّ الشّخصيات الّتي عاشت في الزمن السّابق لم تجابه الحالات النّفسيّة الصّعبة، كما في الشّخصيات الّتي تعيش في الوقت الرّاهن؛ ربّما بسبب البساطة والقناعة الّتي كان النّاس يحيونها في تلك الفترة الزّمنيّة .
لغة الكاتبة كانت وسيلة مقنعة ومريحة للقارئ، حيث أوصلت فكرتها بلغة سلسة دون أدنى عناء. لقد استخدمت الكاتبة المحسّنات البديعيّة واللغوية، وكثرت في لغتها التّشبيهات والاستعارات الجميلة، الّتي تبعد النّص عن التّعبير القرائي المباشر:
" مدينتنا تعشق الحياة وكعادتها غادة بهيّة...تسدل شعرها على كتف المحبّين، فيهيمون بها سحرا....شاكرين الله بأنّهم ولدوا من رحم مدينة ليست كأيّ مدينة، تبوح أقواسها بالأسرار...أقبل اليها فأرى تفاصيلها تسري في عروقي وتجدّد خلايا العشق فيّ." نذور على طاقات المدينة ص105.



#نزهة_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طغيان العاطفة في رواية -قلب مرقع-
- سردية اللفتاوية والجذور
- هواجس نسب حسين والضياع
- الصّراع في رواية -قلبي هناك-
- -حرام نسبي- رواية نسويّة بامتياز
- السخرية في يوميات الحزن الدامي
- الشّاعرة سلمى جبران في ندوة مقدسية
- العاطفة في ديوان دائرة الفقدان للشاعرة سلمى جبران
- الطّائرة الورقيّة والحبكة القصصيّة
- رواية بلاد العجائب تنصف المستضعفين
- رواية -الهروب- وإيقاع الموت والسياسة
- حركة الزّمان والمكان، في رواية الخطّ الأخضر
- الصّراع في رواية -غفرانك قلبي-، لديمة السّمان
- الرّمزيّة في ديوان-أجنحة الحنين-
- الزّمان والمكان في رواية -أميرة-
- هوان النّعيم رواية توثيقية لجميل السلحوت
- الهواجس والاحلام في رواية - وراء الفردوس-بقلم نزهة أبو غوش
- العاطفة في رواية-لحظات خارجة عن الزمن-
- قلادة فينوس رواية الخيال الجامح
- العنقاء أبدًا لإلهام أبو غزالة


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - الحالات النّفسيّة لشخصيّات عشاق المدينة