أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي العراقي - استقلال كردستان .. احلام عصافير أم نزق ثوري ؟














المزيد.....

استقلال كردستان .. احلام عصافير أم نزق ثوري ؟


راضي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5645 - 2017 / 9 / 20 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استقلال كردستان .. احلام عصافير .. أم نزق ثوري ؟
أحلام العصافير هي ابلغ ما يمكن ان توصف به توجهات الاخوة الكرد في الانفصال عن الوطن الام ( العراق ) .. يقودهم فيها الى هذا الحلم الرومانسي زعيمهم مسعود البرزاني الذي يعيش هو الاخر احلام الزعيم التاريخي الذي سيخلده التاريخ الى جانب سيمون بوليفار والمهاتما غاندي وبقية من ساهم في صنع التاريخ لبلاده ورفع فيها رايات الحرية والاستقلال .. لكن البرزاني بعقليته العشائرية وعنصريته القومية اختار الهدف الخطأ في المكان الخطأ .. فالظروف التي يلعب فيها البرزاني لعبته ( الثورية ) لا تنسجم مع معطيات الوضع الاقليمي والدولي .. كما انها لا تنسجم مع التطور الفكري والايديولجي لشعوب المعمورة التي ما عادت تحركها الشعارات الرنانة ولا التوجهات التي تلعب بالمشاعر القومية على حساب الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي .. فقد ولى زمن النزق الثوري مع التطور العلمي والفكري الذي يشهده العالم .. ولم تعد البيانات والخطب النارية تحدث ذات التأثير الذي كانت تحرك الجماهير في زمن الحركات الثورية والمسيرات المليونية والاضرابات العمالية ..
اليوم يحاول هذا الرجل القبلي ان يرسم لشعبه صورة رومانسية عن الاستقلال والحرية مستخدماً نفس الاساليب القديمة قافزاً فوق المسلمات وفوق الواقع .. فالمطالبة بأستقلال كردستان عبر المتاجرة بالشعارات القومية يتم بأفق ضيق ولا ينم عن واقعية وخبرة او حنكة سياسية .. بل يبدو المشروع لعب بالنار ومتاجرة واضحة بمقدرات الشعب الكردي في شمال العراق والذي يتمتع بقدر كبير من الحكم الاستقلالي عن بقية انحاء العراق .. والمغامرة بحلم الاستقلال يبدو انتحار سياسي اكثر مما هو هدف وطني وقومي نبيل .. فأقليم كردستان العراق يفتقر الى مقومات اقامة الدولة المستقلة بأبسط مفاهيمها .. فلا الوضع الاقليمي يسمح باقامة هذه الدولة ( المستقلة ) لانها ستكون محاصرة بدول كبيرة ومتماسكة تحوي في اراضيها على جاليات كبيرة من الكرد وستكون هذه الدول في وضع سياسي واجتماعي خطير فيما لو سمحت لاكراد العراق بتحقيق مبدأ الانفصال والاستقلال .. فتركيا وايران ترى في تنفيذ هذا الحلم تقويضاً لامنها القومي واستهدافاً لوحدتها الوطنية وعليه فأن هذه الدول ستعمل المستحيل في سبيل منع هذا الحلم .. وهذا ما نلاحظه ونلمسه في تصريحات الساسة الاتراك والايرانيين التي تصل الى حد التلويح بالتدخل العسكري والحصار الاقتصادي اذا ما تم اجراء الاستفتاء المزمع تنفيذه في الخامس والعشرين من ايلول ..
كما ان مستلزمات اقامة دولة مستقلة في كردستان العراق تبدو صعبة للغاية مع افتقار الاقليم لمنفذ بحري او حدود مشتركة مع دولة او جهة مؤيدة لهذه الخطوة .. وستعاني الدولة ( المستقلة ) فيما لو تحقق الحلم من حصار سياسي واقتصادي خانق سيجلب المآسي على الكرد وسيجدون انفسهم ضحية لشعارات رنانة وتوجهات ثورية وقومية عقيمة خدعها بهم البرزاني وزمرة الحالمين من السياسيين العنصريين الذين كانوا يحلمون بأن يتركوا الكهوف ويعيشون في قصور فارهة ويركبون الطائرات والسيارات الفخمة بعد ان تيبست مؤخراتهم من ركوب البغال عندما كانوا يشنون حرب عصابات ضد النظام السابق ..
الحلم الكردي بأقامة دولة مستقلة وان كان حلم مشروع في منظور الطموح القومي لكل الشعوب .. الا انه يبدو مستحيلاً في ظل الظرف الجغرافي والاقليمي والسياسي الذي فرضه الواقع الدولي خلال القرن الماضي .. وهذا ما يجب ان يعترف به الاخوة الكرد بكل شجاعة .. اما التلاعب بالمشاعر القومية وانتهاز الفرص لكسب مزيد من المكاسب على حساب وحدة العراق ومقدرات بقية الشعب فلا تخدم الكرد في قابل الايام .. وعلى العقلاء من الكرد ان لا ينساقوا الى الخدعة التي يسوقها البرزاني وزمرته العنصرية ذات التوجهات القومية الضيقة .. وعلى المثقفين من الاخوة الكرد ان ينتبهوا الى ان زمن الشعارات الرنانة ذات الصبغة الثورية الطوباوية قد انتهى مع تطور الفكر الانساني العقلاني .. وان العالم يتجه نحو اقامة التجمعات الاقتصادية التكاملية بدل التشرذم والانفصال .. وعليه فنحن ننتظر موقفاً واضحاً من قبل هؤلاء المثقفين بعيداً عن الشعور بالتعالي القومي والنزق الثوري الذي اطاح بكثير من التجارب وادى الى كوارث اجتماعية وسياسية ما زلنا نعاني منها .



#راضي_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة كهرباء ام مؤامرة ؟
- الملحد العربي .. بين الحقيقة وظلم المتدينين
- الاسراء والمعراج .. المعجزة المثلومة
- رسالة مفتوحة الى الرئيس الامريكي ترامب
- من حكايات حجي راضي .. باص المصلحة
- بين يحيى جامع ونوري المالكي .. واحترام الذات
- رأي في الاحداث .. ترامب .. امل ام كابوس
- لماذا فشل انقلاب تركيا .. قراءة موضوعية بعيدة عن الانفعال .
- علي الوردي .. الذكرى المنسية
- الغول الاسلامي .. النهضة المرعبة
- جو بايدن .. لقد تأخرت كثيرا يا سيدي
- الالحاد قادم
- الاديان الابراهيمية .. رسالة سماوية ام حاجة انسانية ؟
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية / الجزء ...
- جنوب العراق .. طقوس بلا تنمية
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية / الجزء ...
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية /الجزء ا ...
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية . الجزء ...
- عدّة المرأة المسلمة .. بين التشريع ومتطلبات المنطق والعصر
- من حكايات حجي راضي ح2


المزيد.....




- وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما ...
- -معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
- الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
- بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن ...
- مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف ...
- مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا ...
- هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
- -الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال ...
- ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس ...
- بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي العراقي - استقلال كردستان .. احلام عصافير أم نزق ثوري ؟