محمد ليلو كريم
الحوار المتمدن-العدد: 5643 - 2017 / 9 / 18 - 17:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق بُنْيَ على أساس المحاصصة ، والمحاصصة فوق الدستور ووحدة العراق ، فلماذا نتجاهل الحقيقة وننجذب للعواطف والمثاليات والرومانسية الوطنية ، ولماذا نتجاهل أن المحاصصة تعني التقسيم ، فإن كانت المحاصصة بدأت تقسيماً سياسياً فنتائجها تقسيم للبلاد ، وهذا حاصل تحصيل عملية المحاصصة .
منذ البداية والعملية السياسية قسمّت العراق بين : شيعة وسُنة وكُرد . وعلى أساس هذا التقسيم جرى توزيع توافقي تحت قبة السلطة ( التشريعية ) وباقي السلطات ، ومنذ البداية وكردستان لها رئيس وبرلمان ودستور وحكومة وعلم وجيش ووزارات وأرض سيادية ومواطنون وعلاقات دبلوماسية مع الدول ، فلماذا تنتفضون الآن على موضوع أستفتاء استقلال كردستان مع إنها مستقلة فعلاً ومنذ سنوات ؟؟!! ..
هل تحمل المحاصصة معناً آخر غير التقسيم ؟
هل يمكن للعبادي إصدار أمر حكومي يوجه ويُنفذ في دهوك ، وهل يحق للبرزاني إصدار أوامر تُنفذ في البصرة ؟؟.
جاءت المحاصصة للجمع لا للتجميع ، هي توافق وليس إتفاق ، أي أن المحاصصة جمعت كيان بلاد مقسمة أصلاً يجمعها القبضة الحديدية والقوة ، فما إن أُزيلت القبضة الحديدية تكشّف الواقع عن إنقسام ناجز ، فجيء بالمحاصصة وبإرادة دولية لجمع الأقسام فيما يُعرف بالتوافق ، ولكن التوافق أنتج المحاصصة ، أي إنه أقر التقسيم ، ولا حقيقة غير هذه ، فلا الفصائل الشيعية المسلحة تدخل أراض كردستان لحفظ الأمن بإسم الدولة العراقية ، ولا البيشمركة تدخل ذي قار أو العمارة لتطبيق القانون وحفظ أمن دولة العراق ..
الحل أن نتوافق ونتحاصص ونتقاسم بهدوء وصبر ، أو لنرجع الى مربع الدولة المركزية التي تُدار من قومية واحدة لها دين واحد ومذهب واحد وحزب واحد وعائلة واحدة ورجل واحد ، ويمكن أن يكون الرجل الواحد شيعي أو سُني أو كردي ، ويعلو شعار الوحدة بإحدى الهتافات الثلاث ، فإما : أمة سُنية واحدة ، أو امة شيعية واحدة ، أو امة كردية واحدة ، وطبعاً ستكون رسالتها خالدة ، وبعد ذلك تندحر الأمة الواحدة وتصير من البائدة ونرجع للتقسيم والمحاصصة ، ولا أعلم متى ننتهي من هذه الدراما .......
#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟