سامي الاجرب
الحوار المتمدن-العدد: 5643 - 2017 / 9 / 18 - 14:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اليوم الأول من نشأة الكوني العظيم
بقلم : سامي الاجرب
ثم إستوى إلى السماء وهي دخان , سورة فصلت أيه 11
وكان عرشه على الماء , سورة هود أيه 7
الله الذي رفع السماوات بغير عمدٍ ترونها , ثم إستوى على العرش , سورة الرعد أيه 2
في الجزء الأول قدمنا نقدا ونقضا نحو , أوهام العدم وإنعدام العدم , ووهمية الإنفجار الكوني الكبير أما وفي هذا المقام نقدم , اليوم الاول من نشأة الكون , وكيف رسم وخط القلم الإلهي في اللوح المحفوظ الخطوط الكونية العريضة والجزئيات الكونيةِ الكبرى والصغرى , وذلك بعد زوال الكون الاول البدائي البائد التمهيدي الكربوني المظلم وكائناته البلورية المضيئة بألوانها المختلفةِ وكأنها ألوان قوس قزح اوفانوسيه بأضواءها وأشعتها الخافتةِ الحالمةِ والدافئه , مما جعلها في الفضاء الكوني الكبير العظيم , تسبح وكأنها حوريات البحار خزفية فسفورية براقة جذابة عرائسيه , رغم أنها تتحرك بلا روح كالبشر والكائنات الحيه بعصرنا الحديث الوسيط , وكانت مسيرة ولا مخيرة كحركة النجوم, و بالفطرة التي خلقت عليها كي لا تقول قائله , أيا رب أنت خلقتني بروح غير مؤمنة .
خلافا للإنسان الذي خلق بفطرة الإيمان , وأنكر وأشرك بالله جل جلال , فإن قال قائلهم يا رب أنت خلقتني كافر ملحدا مشرك , فيأتي الجواب الإلهي وحيا أنت خلقت مؤمن يوم خلق الخلق بعالم الغيب , وسجلت بالسجل الإلهي أوباللوح المحفوظ أنك مؤمن , وفي الأرض كان لك حرية الخيار والإختيار وحرية القرار , وإن كتب لك المسار وخارطة الحياة , فآثرت طريق الظلام والكفر والإلحاد ونكران الذات الإلهية . وكان بين يديك القرآن رسول مكتوب لكل إنسان على الأرض , كي لا يقول قائل لم يأتني رسول , وهكذا هو القرآن عربيا ومترجما رسول حصري مباشر من الله جل جلاله لكل فرد من البشرية لتنتفي الذرائع .
الأيام الكونية الستة .. التي ذكرت في القرآن الكريم , هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام , وكان عرشه على الماء, هود 7 , فالأيام التي وردت في القرآن هي لا تعني ولا تتطابق مع الأيام في الأرض , إنما الأيام عند الله جل جلاله شيء أخر وبمقياس آخر لا بمقياس ومواقيت زمن البشر , فتلك الأيام عند الله جل جلاله مهما طالت لا تساوي شيء زمنيا بمقياس الزمن الإلهي والكوني , وما ذكر الأيام الست إلا صورة تصورية تشبيه لأيام أهل الأرض , وهذا مرده للتهوين وللتقريب والتبسيط الصور لتكن أكثر إدراكا وقبولا للعقل البشري الذي مازال بطور النمو العلمي والمعرفي والحسي والإستنتاجي والإستشرافي للحياة وأسرارها الخافية الإعجازية .
فاليوم كان معروفا قديما من خلال الشروق والغروب , ثم جاء يوم الظل الذي يحدد الوقت , ثم جاءت أسماء الأيام , ثم جاءت أعداد الأيام حتى وصلت الأرقام ألف أو خمسون الف مما تعدون , لكن بهذا العصر الحديث فقد وصلت الأرقام إلى مليون ومليار وتريليون , وأضف أصفار وأسماء كما شئت على أن يكون متفق عليه عالميا . وهنا جاءت الأية , وتلك الأيام نداولها بين الناس . إذن اليوم الإلهي شيء مختلف عن اليوم الإنساني الأرضي , فلا يجوز المقارنة بين الأيام الإلهية والأرضية , وهكذا هو اليوم الكوني الإلهي , فهو يأخذ الزمن والوقت المنشود لتتم فيه المشيئة الإلهية , ويأخذ الشيء فتراته الزمنية من النشوء والنضوج والكمال , كما تأخذ حبة التفاح مراحل نضوجها وإكتمالها التكويني , مثال آخر من رؤية أو زاوية أخرى , إن نام الرجل مع إمرأته في يوم ما , فنتاج هذا اليوم يبدأ في التشكل والظهور تدريجيا وبعد تسع أشهر تكون الولادة , وهكذا تولد الكون عندما كانت وجاءت الآية , وفي الأرض آيات للموقنين , وفي أنفسكم أفلا تبصرون , أفلا تتفكرون , وهكذا بلا شك ندرك أن الأيام الإلهية شتان بينها وبين الأيام الدنيويةِ .
كما أن الأيام هنا في هذه المقالة الموسوعة , في الطبع تختلف كثير عن الأيام السته التي ذكرت في القرآن , والتوراة , وتفسيرات المفسرين والمحللين والفقهاء والعلماء والشيوخ في الشريعة الإسلامية وكهنة اللاهوت والحاخامات, فما قدموه كلا الأطراف والأطياف مبهم وضبابي وغير مقبول عقليا ومنطقيا وموضوعيا , وإني أعذر وأستمحي لهم الحجة , وهو لكل زمان علم ومعارف تناسبه وتطابقه عقليا وفكريا , إنما لا أعذر وأتجاوز من يضعون أمام أسماءهم , أ , د , وهم معيدون ومدرسون في الجامعات يدرسون علم الفيزياء الطبيعية وأصول الفقه , إحداهما كتب يقول , وكان عرشه على الماء , بعد الإنفجار الكوني الكبير , هنا يمكن لنا أن نقول , جنون قمة الجنون والجنون فنون وقانون وفتون بأصحاب فرضية الإنفجار الكوني الكبير , ونسأله من أين جاء الماء بلا سبب وسببيه يا إستاذ يا دكتور في الفيزياء , وكيف تكون الإنفجار الكوني الكبير ..؟! ومن أين تولد الإنفجار الكوني الكبير ..؟! وما أسباب الإنفجار ..؟! ما هذا الهراء والهرطقه الفكرية , أهي فرفشة أو ماعبة أو قرقشة بيزنطية , أما ذلك فيلسوف بريطانيا ستيفن هوكبنغ القائل , أن لا داعي لوجود إله , فالكون يتكون ذاتيا دون إله , ويسانده بهذا الملحد البريطاني ريتشارد دوكينغز , أيها الساده عليكم إثبات ذلك ليس بالتنظير بل بالحقائق الحسية والموضوعيه على أرض الوقائع , ونسألهم لماذا تسقط التفاحة للأسفل وللأعلى في آن , وما أولئك الدعاة من شيوخ الإسلام وهم كثر من أشهرهم الزغلول والزنداني , أقول لهم ماذا أصابكم أيها القوم , لما تخدعون أنفسكم وتخدعون الغير , كيف تقرون أن الإنفجار الكوني الكبير جاء بالقرآن وهو لم يذكر , أتفخرون بفخر زائف ضيق الرؤية والآفاق و المعنى والمعاني , وهل الفتق يعني الإنفجار ..؟! وهل الرتق بحاجة للإنفجار ..؟! فالرتق والفتق ليس بحاجة لقوة تدميريه تفجيريه كالإنفجار , بل بحاجة للقوة الناعمه ليتم الفتق خاصة أن كان هناك رتق مهلهل , والمشيئة الإلهية خالق القوة الشمولية هي من قامت بعصف الفتق . لا بأس نعود لصلب الموضوع حفظا للسرديةِ , والأيام الإلهية الكونية الست .
1- اليوم الأول عالم الظلام
2- اليوم الثاني عالم النور
3- اليوم الثالث عالم الموت
4- اليوم الرابع عالم البعث
5- اليوم الخامس عالم الصراط المستقيم
6- اليوم السادس عالم يوم القيامة
وفيما كان الكون البدائي القديم قد أوشك على وصول قمة مراحله العمريه والوجودية والنضوج والكمال , وسقف تكوينه ونشأته , بما يحتويه من مكون واحد وعنصر واحد , وهو الكائن المادي البلوري ناقص الروح , متحرك كحركة أفلاك نجوم السماء , المطعم بالمعادن النفيسة , وقد آن لهذا الكائن الجميل البدائي أن يزول من المكان حيث لم يكن له مقياس من الزمان ,عليه أن يبدأ رحلة العودة لنقطة الصفر والإنحطاط والإندثار , تماما كهذا الكون الجديد الوسيط الذي نعيش عليه , سيبدأ في رحلة بيوم ما الإنحطاط والتراجع والزوال , بعد أن يأتي السيد المسيح عليه السلام , لينهي خلافات وحروب الأرض , ليعم الاسلام الجامع لأتباع الشرائع السماوية الثلاثة والسلام العالمي 1000 عام , وتوحيد الشرائع بدين الإسلام الجامع للجميع , ومن يرفض يحارب .
وبعد إنقضاء سنوات السلام والإسلام الدولي سيبدأ النزول والهبوط التدريجي للبشرية , بعد وصول البشرية لقمة الحياة الوجودية على الارض , وقد يكون ويدوم هذا الإنحطاط البشري مليار عام , كما بدأ الخلق , فإن كان نزول آدم وحواء حتى عودة السيد المسيح صعودا لقمة الرقي والحياة البشرية مليار عام , سيكون نفس الزمن والوقت إنحطاطا وإنحدارا , وكما كانت بدايات البشرية لا تعرف الله جل جلاله حتى نزول الأنبياء والمرسلين , هكذا ستكون مراحل الإنحطاط البشري نكران الله تدريجيا حتى الوصول لمرحلة من هو الله لا أحد يعرف من هو الله جل جلاله , ثم تكون الطمة الكبرى , ومن ينادون وينظرون اليوم , أن لا إله , والكون تكون من ذاته , قد يكونون أنبياء الإلحاد , ولا شك سيقال عنهم أنبياء أو رسل أو تلاميذ الإلحاد والعدمية والطبيعة , والله جل جلاله لم يخلقهم عبثا , بل لهم حصتهم في قيادة العصر الإلحادي الآتي من بداية عصر الإنحطاط والزوال والإندثار البشري .
هنا نظر الله جل جلاله للكون البدائي الذي أوشك على الرحيل والزوال , فأوحى للقلم أن يكون فكان من كن , والقلم هوأول شيء خلق من كن فكان كما أوحى له الله العلي العظيم أن يكون , قلم كوني كربوني أسود عظيم , ليخط سيرة الخلق الجديد , وعن الأيام الستة الكونية , بكل تفاصيلها ودقائقها وأرزاقها و كائناتها و طبيعتها ونباتها وماءها ومآسيها وحسناتها وسيئاتها , والقوة الشمولية التي ستكون روح الكون التي تحمل السماء ونجومها بلا عمدا ترونها , القوة الشمولية روح الأرض وكائناتها الأرضية , وهي التي تتغذى عليها روح الإنسان القدسية فتمتزجان في الجسد البشري من خلال إكسير الحياة الاوكسجين , فالقوة الشموليه سر أسرار المشيئة الإلهية .
وراح القلم بوحي الله جل جلاله يخطط ويرسم الهندسة الكونيه الشمولية والحسابات والموازين لكل صغيرة وكبيرة ولكل شاردة ولا واردة , ومعالم وحدود وأركان الكون الجديد الكبير , وأبعاده ومكوناته المادية من النار , والجنة , وساحة الحشر , وهي ساحة يوم قيامة آدم بهذه الساحة أنظر مقالتنا في الحوار المتمدن , [ التين والطين والدين والجين والجن ] , ويرسم الرسم البياني المعماري الكوني الكبير من السماوات السبع وما تحتويهن من أقطاب وكتل أو زمر تدعى المجرات , وكل مجرة من كل سماء ما تحتويه من شموس وأقمار ونجوم وكواكب , ووضع لكل سماء غلافها , ولكل مجرة غلافها , ولكل نجم غلافه والشمس غلافها , وغلافهن جميعا السماوات السبع بغلاف العظيم , وكتب القلم عن سيرة كل كائنات الخلق الجديد , فردا فرد ومصيره من البداية والنهاية , إبتدأ من الملائكية , والبشرية , والحيوانية , والنباتية , ثم كتب القلم بما أوحى الله العلي العظيم , أن هذا الخلق الجديد يجب أن يحيا متميزا وخلافا لمخلوقات الكون البدائي السائر نحو الفناء المحتوم , فخلق الأرض تختلف كليا عن كل نجوم السماوات السبع , لتكون بيت الأحياء , وخلق في الأرض , الماء , وخلق الهواء , وخلق الغذاء , وخلق مقادير كل الكائنات , وجعل لها من بعد الحياة الموت , كون لا خلود على الارض إلا لله الواحد الأحد , وكل من جاء من الثنائية يموت , أي من خلال التزاوج أو الإستنساخ حتما يموت , فلا بقاء ولا خلود إلا لصاحب الخلود الله الواحد الأحد , حتى يوم الحشر , فهناك من البشرية , منهم من يخلد بجنان الرحمن ونعم النعيم , ومنهم من يخلد بجهنم وبئس المصير , فمن قال أن الله أزلي هو ضيق الآفاق بالله والعلم الإلهي الكوني .
وبعد أن وضع القلم الخطوط العريضة , وسجل كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة عن كائنات الكوني الكبير الجديد , ويوم النور والإنسان البديل للكائنات البائدة الكربونية البلورية , ووضع العناوين الرئيسة والفرعية والجزئية للكون والخلق الجديد , أوحى الله ذو الجلال والإكرام للقلم , أن يرسم الكون الجديد على صفحت الفضاء الكوني اللامتناهي الأبعاد والمسافات والمساحات كما كتبت , وراح يخط القلم ويرسم بسرعة , دائرة بالظلام الكوني العظيم , لا يراها القلم ولا تراها الكائنات البدائية السابحة بالفضاء , بل يراها الله وحده , وإستمر القلم يطوف الفضاء في إطار وحلقةٍ دائريةٍ إلى أن إكتملت وأغلقت , فكانت هذا الدائرة العظيمة هي الإطار العام لما هو آت . وكانت هي الغلاف الجوي الذي سيحيط ويغلف السماوات السبع وما تحتوي من مجرات ونجوم لا تعد ولا تحصى , إنما سنقول لا عددية .وفي داخل الدائرة الكونية الكبرى , أخذ القلم يخط ويرسم سبع إطارات أو دوائر عمودية أي فوق بعضها البعض وهي السماوات السبع , وبين كل دائرة ودائره فراغات متباعده , وما إن إنتهى القلم من الرسم ووضع الخطوط والتي تعتبر أغلفتها الجوية , والتي ستكون من القوة الشمولية عندما تتخلق .
وبوحي الحكيم العزيز الجبار , خرج القلم يسارا الدائرة الكونية الكبرى ذات السماوات السبع الطباق , بأبعاد واغلة في الفضاء الكوني , وراح يخط ويرسم دائرة تفوق حجمها حجم الدائرة الكونية الكبرى بأضعافٍ مضاعفه , حتى إن وضعنا الدائرة الكونية الكبرى أي السماوات السبع بجوفها كانت كحبة عدس في طبق نحاس قطر متر بمتر , وهي التي ذكرت بالقرآن وسعتها وسع السماوات والأرض , وما إن إنتهى القلم من رسم الإطار العام لهذه الدائرة التي لم يرها القلم وما رسم سابقا أيضا , هذه الدائرة العظيمة هي الدائرة الجهنمية أو الجحيم المرتقب .
وإلى يمين من الدائرة الكونيه بسماواتها السبع , بأبعاد وبُعد وأغل في الفضاء اللامتناهي , أخذ القلم يخط بدائرةٍ شبيةٍ لدائرة الجحيم التي قد إنتهى من رسمها سابقا , وها هي دائرة جنة الخلد والخلود المطابقة بالحجم والسعة لدائرة الجحيم , وما بين هاتين الدائرتين العظيمتا الأبعاد والمساحات والمسافات تريليونيات من السنوات الضوئية المقرره , أخذ القلم مجددا يخط ويرسم دائرة عظيمة متوازنة الأبعاد والحدود عن الدوائر الجحيم والجنة , هي ساحة الحشر اوالقيامة التي فيها تخلق وتكون وقام آدم من الجسد الصلصالي للحياة الحية . وفيها سيلتقي مع نسله من البشرية يوم الحشر .
وبالعودة إلى دائرة الكونية الكبرى ذات الطباق السبع , وبوحي الله جل جلاله راح القلم يضع النقاط في داخل كل دائرةٍ من دوائر السماوات السبعه , والتي ستكون مواقع النجوم , من النقاط المتفرقات والمجتمعات , فكانت تلك النقاط قد غطت كل دائرة من الدوائر السبع , وما بين النقاط فراغات بأبعاد مدروسةٍ لا تلامس بعضها البعض وقد وضعت أو نقططت بمقياس ودقة دقيقة جدا وبإمتياز حسابي متناهي التنقيط والبيان والتبيان , حتى جاءت الآية الإعجازية تقول , فلا أقسم بمواقع النجوم , وإنه لقسم لو تعلمون عظيم , الواقعة 75/76 .
وإستمر القلم بما يوحى إليه الله العلي العظيم , يعمل ويرسم ويخط الخطوط العريضة والجزئيات للكون الكبير الجديد , مليارات السنين والأعوام , دون كلل وملل , ودون أن يرى ما يخطه ويرسمه على صفحة الفضاء الكوني العظيم اللامتناهي البعد والأبعاد , وفي هذا الوقت كان الكون القديم البدائي الكربوني البلوري قد آن له الرحيل والزوال الوجودي , وهو في النزع الأخير من تقرير المصير .
وما إن إنتهى القلم بما أوحى إليه الله أن يرسم ويخطط ويعلم علامات معالم الكون جديد , هنا أوحى للقلم بما أوحى من وحي أخير ونهائي , أن يذهب إلى الدائرة تلك التي كتب عليها الجحيم , وفي منتصفها جاءه الأمر الإلهي أن إحترق , فإحترق فورا , وكانت الآية , وهل أشهدتهم خلق السماوات والأرض , فمن هم ..؟! , القلم , ومخلوقات الكون البدائي القديم حطب الجحيم , ولم تكن بعد خلقت الملائكة والجن , لكن الإنسان هنا يختلف يعلم ولم يشهد , قد علم وتعلم خلق السماوات والأرض , ليس بالعين المجردة والمشاهدات , بل من خلال نفخة الله جل جلاله من روحه بجسد آدم عليه السلام , فمن روح الله جل جلاله , إنتقلت العلوم والمعارف ووضعت في عقل آدم عليه السلام , لتنتقل إلى نسله كل حسب نصيبه من العلم والمعرفة , فمنهم من يعلم بالبصر وهم العوام , ومنهم من يعلم بالوحي والبصيرة وهم الأنبياء والرسل والعلماء , وهكذا توزع العلم والمعرفة بين بني آدم حتى أخر من سيلد على الأرض . لهذا يخاف العلماء الله جل جلاله .
فمن قال أن العلم جاء من خلال الإبتكار البشري فاقد الرؤيةِ والروح المعرفية , وهذا وهم كأوهام العدم , فلا علم بلا معلم , والله العلي العظيم معلم البشرية لأنه لا يريدهم أغبياء بل أتقياء وعلماء , والعلم جاءهم من خلال ثلاثة مرتكزات , اولا , حينما نفخ الله جل وعلا من روحه في جسد آدم , إنتقل من روح الله العلم والمعرفة لأدم ولبني آدم عموما , ثانيا , من خلال الأنبياء والرسل الذين حملوا العلم والمعرفة بالله وخلقه وكونه , ثالثا , من القرآن الكريم كلمة الله لكل إنسان على الأرض ففيهِ العلم والمعرفة والإيمان و الآية تقول خلق الإنسان علمه البيان فبأي الآء ربكما تكذبان . إذن خلق الإنسان وعلمه البيان من خلال نفخة الروح القدسية بجسد أدم لتتناقل لنسله من بعده
وأخذ القلم يحترق ويستعر نارا ولهيبا عاتيا , والجحيم لم يعد يطاق من شدة إحتراقها وحرارتها الجهنمية , وصار هناك الضوء الأسود بلا نور , وصار هناك الدخان يعتمر ويعلو ويتكثف في الظلام , وصارت هناك الحرارة التي أخذت تجلب لها الكائنات البلورية , كأنها الفراشات التي تسعى للنور والضوء , فتتساقط في الجحيم أفراد وجماعات تتدافع بحثا عن دفء الجحيم , هروبا من زمهرير الكون القديم , وهي لا تدري أنها خلقت حطب الجحيم لتعطيه المادة المولدة للحرارة والطاقة الدائمة المستدامة . وسيكون البعض من الناس يوم الدين وقود الجحيم والحجارة كما يحدث في البراكين الأرضية صاهرة الحجارة , وهذه البراكين صورة مصغرة جدا جدا ولا تقاس عن الجحيم .
وإستمر الجحيم في حالة إحتراق سعير مستعر متفجر مزمجر , ينفث دخانه الكثيف , وتزداد الأدخنة في الفضاء الكوني العظيم , حتى بات الكون العظيم مثبع بالأدخنة اللزجة من شدة تكاثر وتكاثف الدخان , وكأن الكون أصبح كغرفة فرن حطب دخان لزج دبق سحابي سميك الجزئيات , وفي أطراف الكون العام العظيم , كان الدخان قد تماسك وتوحد وتماسك وشكل طبقة كسقف دخاني سميك جدا وللغاية , سمكه تريليونات لا تعد من السنوات الضوئية ويزيد , لا ينكسر لا يلين , وكأنه أصبح شرفة الكون العظيم , أن تلك الطبقة هي سدرة المنتهى والمشتهى ,تقع فوق كل الدوائر الكون الجديدة الأربعة , دائرة الجنة العظيمة , ودائرة الجحيم المشتعلة , ودائرة ساحة يوم القيامة , ودائرة الكون الكبير ذات السماوات السبع بنقاطها إعجازية العددية .
لماذا سميت سدرة المنتهى والمشتهى , حيث سيأتي يوم الدينونة , أي يوم الحساب والعقاب , يوم القيامة والحشر والخلق من بني آدم عيونهم تشخص إلى المنتهى فوق رؤوسهم , وهي السقف الكوني العظيم الكائن فوقها كرسي عرش الله جل جلاله , ينتظرون بدء مرحلة الفرز بينهما , وأيهما سيذهب للجنة أو للنار , وهنا يتعاظم المشتهى في الخلاص من الوقوف إنتظارا ورهبة من الدينونة والإدانة , كما يقف المرء أمام القاضي المنتهى والمشتهى له أن ينطق بالحكم , ومن قال أن سدرة المنتهى هي شجرة في الجنة فهذا عار عن الصحة , وتلك تفسيراتهم , فالجنة عندما خرج منها آدم وحواء أغلقت ولم يدخلها أحد بعد , ومن قال أن إدريس النبي دخلها , لا هذا كلام في اللامعقول , فكل إنسان خلق عليه أن يموت في الأرض , أي كان من كان , فلا كائن مخلد ما لم يموت أولا في الأرض , حتى السيد المسيح عليه السلام , سيعود ليكمل رسالة الإسلام ويموت كي تنتفي مقولة أنه إبن الله ولا يموت , وسيتزوج أيضا كأي نبي تزوج وسيترك أبناء من بعده , يحكمون 1000 عام من الإسلام الجامع والسلام العالمي , ثم يبدأ عصر الإنحطاط عودة الخلق لنقطة النهاية البشرية .
فمن يريد أن يرى الله جل جلاله في الدنيا كي يؤمن بالله , عليه أن يرى قمة رأسه أولا , دون وسيلة أو وسائط للروية كالمرآة وغيرها , هنا سيرى الله جل جلاله , ومن يقولون أن لا إله لهذا الكون والخلق , فلا بأس هل تستطيعون مشاهدة قمة رؤوسكم , إن رأيتم قمة رؤوسكم دون وسيلة ما فأنتم على حق لا إله كما تدعون وتصفون وتنظرون , وإن لم تشاهدون قمة رؤوسكم , لن تشاهدون الله يوم الدينونة أيضا , فمن سيراه هم فقط المتقون المؤمنون بهِ حق إيمانه .
وهنا كانت الآية , ثم إستوى إلى السماء وهي دخان , وما أن سما وتسامى الله جل جلاله السماء أو الفضاء ما وراء طبقة الدخان القاسية الصلبه الكربونية المتأتية من كربون القلم الأسود , ومن كربونات الكائنات البلورية البائدة , ما وراء هذه الطبقة السماوية السميكة الصلبة التي لا تقارن بصلابة شيء أرضي , كانت كلمة الله كن , حيث أمر الله جل جلاله العرش أن يكون فكان بما أوحى له رب العرش العظيم , وكانت المشيئة الإلهية أيضا أن خلق ثماني من الملائكة العظام لتحمل عرش رب العرش العظيم , أرجلهم فوق الطبقة الدخانية الصلبة أو لنقول فوق سقف الكون العظيم الجديد المشكل والمصنع من الكربون والنار والدخان , وكان العرش فوق أكتافهم يغطي الكون الجديد العظيم , وهذا الكون العظيم الجديد دون عرش الرحمن , ك , كجناح بعوضةٍ , في المساحة , في الوزن , وفي القيمة المتدنية السعر أي الثمن , وهنا كانت الآية , وسع كرسية السماوات والأرض , ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم , ولا يؤده حفظهما أي لم يزعجه قط أو يتعبه بتاتا أو يشعره بشيء من العناء والمشقة والضيق في حفظ الكون العظيم .
وما إن سما وتسامى وإعتلى الله على العرش العظيم قال أنا الله الواحد الأحد القهار , لا شريك لي وأنا رب العرش العظيم , إلى أن جاءت مشيئة الله الشمولية , فكانت القوة الشمولية أن تكون فكانت بما أوحى لها الله أن تكون فكانت , وأخذت تزأر وتزمجر وتفور برياحها وعواصفها وأعاصيرها ونسماتها , وإستمرت القوة الشمولية تجلي الكون العظيم تحت او دون سقف الكون العظيم المنتهى , المتصلب المتحجر القاس بفعل المواد الكربونية المنصهرة وكأنها لا وصف لمتانتها وصلابتها الزمردي الكربوني المتأتي من أجساد الكائنات الكونية البدائية التي تحترق بالجحيم , لهذا لم يخلقها الله جل جلاله بروح كي لا يظلمها , بل جعلها مادة كربونية بلورية معدنية من كافة المعادن المعروفة والغير معروفة لدى البشرية , وهذا الزمردية الكربونية حسب الوصف لأقوى المعادن على الأرض , ذلك لتقريب الصورة للعقل البشري , والمقارنة النسبية .
ودامت القوة الشمولية تطرد الأدخنة فيما وراء الكون العظيم الجديد , وتبددها وتفتتها وتنهي وجودها من الكون الكلي العظيم , وما إن تم تنظيف الكون الجديد من الدخان والأدخنة , حتى بدأت تظهر بباطن سقف المنتهى الكوني العظيم التي تقف عليه الملائكة حملة العرش , حبيبات وأي قطرات جليدية كبرى تلتصق بباطن سقف منتهى الكون العظيم , مثال كما نرى بفصل الشتاء البارد الزمهريري قطرات الماء الجليدية المتدلية من الأسطح وغيرها , وقد شكلت قطرات أو حبيبات كبيرة الحجم , هذا من جراء تفاعلات غازات وحرارة الكون العظيم فإلتصقت في المنتهى من السقف الكوني العظيم , مثال آخر وكما تلتصق حبيبات الماء بغرفةٍ بداخها مدفئةٍ من حطبٍ أو كاز يوم شتاء قاص بارد تسقط أمام الساهرون من أهل البيت , وكتلك القطرات التي تتكثف على الزجاج أيام الشتاء فتنساب إنسيابا , لكن إن كانت على باطن سطح الغرفة فتسقط من جراء ثقل الوزن , وهذا يثبت بإنعدام الجاذبية أيضا .
وكلما ثقلت تلك الحبيبات القطرات من باطن المنتهى والسقف الكوني العظيم تخر لمقرها ومستودعها , من خلال الفتق لهذا الرتق من شبكة قطرات الماء المتجمد بسقف الكون العظيم , فتعصف بها عواصف القوة الشمولية فتقا وتسقطها لمقرها ومستودعها المقرر مسبقا , في أي من السماوات السبع تسقط كنجم من نجوم السماوات السبع , وهنا كانت الآية , إن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما , وفتقناهما عن ومن سقف منتهى الكوني العظيم من خلال عصف رياح القوة الشمولية , كما تعصف الرياح بأوراق الخريف عن وجه الأرض , إنما هنا كان العصف مخطط ومصم مسبقا أين تتساقط النجوم كل حسب موقعه المقرر مسبقا في المخطط الكوني العظيم , وأين الإنفجار الكوني الكبير التي يختبيء خلفه علماء وفلاسفة الغرب والشرق .
ثم ومن هنا جاءت الآية , وكان عرشه على الماء , وتلك النقاط التي هي بحجم النجوم اليوم راحت تتساقط كلما زاد حجمها ووزنها , ولا تسقط كيفا شاءت , لا بل كما رسم القلم النقاط في كل سماء من السماوات السبع إن كانت منفردة , او كانت مجتمعة لتشكل زمرة أومجرة من المجرات , كما إتخذت القطرات الكبيرة الحجم الشموس أماكنها أيضا , وما إن إنتهت أخر القطرات للكتل الجليدية الكروية من السقوط , كان الكون الجديد يقترب من الكمالية , كما وأن كل قطرةٍ كروية جليدية كانت تسقط كانت القوة الشمولية تعطيها حركتها الأزلية , الحركة المحورية , والحركة القطرية , كي لا تسقط عبثا , ومن هنا كانت الآية , ورفعنا السماء بلا عمدا ترونها , وما عمد او عماد هذه القطرات المائية المتجمده أثناء سقوطها وكأنها حبات البرد التي تنهمر شتاءا إلا القوة الشمولية المتأتية من المشيئة الإلهية المطلقة رب المطلقات .
وهذا عرش الرحمن رب العرش العظيم عرشه على الماء ليومنا هذا وللأبدية , لننظر تلك السحب المطرية الموسمية والشتائية تحمل الماء في طياتها , والبَرد الثلجي البلوري المتساقط من السماء أو الفضاء على الأرض , هي ذات الصورة تسقط النجوم من كبد سقف الكوني العظيم كنت تتساقط حيث مواقعها المنقطه مسبقا كل في سماءه وفي مكانه, وما إسقاطها إلا برياح القوة الشمولية كما أسقطت البَرد والمطر شتاءا على الأرض , وهكذا كانت السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما , ولهذا جاءت الآية قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدء الخلق هذا , وهكذا كانت النجوم والأرض معلقة بسقف اوبمنتهى الكوني العظيم تحت كرسي العرش العظيم, فجاءت المشيئة الإلهية للقوة الشموليه لتهزها وتسقطها فتقا من باطن السقف , ثم الله ينشيء النشأة الأخرة , وهو الكون الحالي بديلا عن الكون القديم الكربوني البلوري البائد .
هي القوة الشمولية , منها تشكل الغلاف الجوي المكون من الغازات , هذه الغازات المحيط بالقطرات وهي النجوم والارض لتمنعها من السقوط , وهي العمد التي لا نراها , فمن منا يرى الغازات والهواء أكيد لا أحد , وتلك عمد السماء ونجومها وكواكبها وشموسها وأقمارها . وهكذا تجلت الآية , فلا أقسم بمواقع النجوم إنه لقسم لو تعلمون عظيم , أي كيف خلقت وصنعت وزرعت وحفظت وحملت وتتحرك محوريا وقطريا بمواقعها . وما الفراغات بين النجوم هي معبئة بغازات القوة الشمولية التي تمثل الروح الكونية , كما تمثل الروح لجسد الإنسان والأحياء , لهذا خلقت القوة الشمولية لتكون روح الكوني الكبير , والمحرك لكل متحرك كونيا , وهي الروح المحركة للطبيعة في الأرض المادية , وروح المحرك الميكانيكي , والصاروخي , والنووي , والهيدروجيني . وهي أم القوى كونيا جميعا
وهي القوة العامة التي بحث عنها أنيشتاين ولم يجدها , فسخر منه العلماء لعدم إثباتها , وها نحن نقول له ها هي القوة الشمولية أصل القوى الكونية جمعاء , وهي من جند الله التي لا ترونها , وهي التي تحمل السماء أي الفضاء بما تحتوي من نجوم بلا عمد ترونها , وهنا علينا أن ننظر لمفاعيل القوة الشموليه على أرض الواقع ونسأل , لماذا تجري التفجيرات النووية تحت مياه المحيطات , طبعا يأتي الجواب , كي لا ينتشر الغبار الذري في الآفاق ويصبح قاتلا , وهكذا هنا تتجلى قوة القوة الشموليه التي هي التي تحمل الغبار الذري برياحها وهواءها في الأفاق وكل الأرجاء , إذن لولا رياح القوة الشمولية فأين مفاعيل القوة النووية ..؟! هي صفر ولن يكون لها مأثرات خطيرة على البيئة والكائنات الحية , لهذا يفجرون النووي تحت المياه خوفا من الرياح الناقلة , فأيهما أصل القوة , القوة الشمولية أو النوويه , فالتفجير النووي تحت مياه المحيطات لا يعني شيء , إنما القوة الشمولية هي محرك كل متحرك , والفعل ورد الفعل .
ومن قالوا الطبيعة وقوى الطبيعة الخارقة , فالطبيعة مفعول بها وليست هي الفاعل , لننظر بعين الدرس والفحص والقياس والتمحيص للأعاصير التي تضرب في المحيطات , المحيط الهادي وتسونامي 2004 , والأطلسي وكاترينا 2005 الشهير وهارفي وإيرما الذين يضربون خليج المكسيك وهيوستن وفلوريدا بسرعة رياح 300 كيلو متر بالساعة , تلك رياح القوة الشمولية التي تحرك الأمواج العاتية , فما هي تلك الأعاصير اليست رياح عاتية تضرب الطبيعة , وبهذه الحالة الطبيعة هي مفعول بها بفعل القوة الشمولية وعناصرها , الرياح والأعاصير والهواء والنسمات , فلو حيدنا هذه القوة الشمولية الحافظةِ للكون والأرض ماذا سيحصل كونيا وفي الأرض ..؟! الدمار الكوني الشامل الفوري , ومن يقولون غضب الطبيعة هذا مثال أو مصطلح أو لغو فارغ القيمة العملية والفكرية والموضوعية , فالطبيعة ماده ميته كالجسد مادة ميتة , فما يحرك الجسد الروح , وما يحرك الطبيعة الروح وروحها القوة الشمولية , وكلا الأرواح من صنع إله لا شريك له الله وحده .
وما أن أخذت كل القطرات النجمية أماكنها المحدده سلفا كما رسم القلم الإلهي وبوحيه , هنا تجلت القدرات الإلهية جل جلاله وجاءت الآية , الله نور السماوات والأرض , وهكذا إنقشع الظلام الكوني , وظهر الكون الجديد العظيم بحلته الزاهية رائعة البهاء والجمال , ليبدأ عصر عالم يوم النور والعلم والحياة والإنسان والأحياء , وبهبةٍ من نور الله رب العرش العظيم , أشرقت شموس السماوات السبع بنورها , و تتلألأ نجومها وأقمارها , وكانت الآية , وزينا السماء الدنيا بمصابيح , السماء الدنيا التي نراها ونحن جزء منها , وهو الفضاء فوق رؤوسنا , والسماء والفضاء سيان المعنى , وما تلك السماوات التي لا نراها فهي ليست مظلمة أو معتمة كما يظن البعض بل هي مزينة بالنجوم المضيئة , ومن هنا يجب أن يدرك كل علماء الأرض أن النجوم صنعت وتخلقت من الماء , وفي باطنها الماء كما يوجد بباطن الأرض ماء , إنما هو ماء متكلس متحجر صلب لا يمكن إستخراجه , وإن وجدت تجويفات بباطن تلك النجوم لكنها فارغة المياه , وهي هوائية كالرئة للنجوم لتبقيها في حالة طواف وطوف مرتفعه وبخفةٍ من الوزن كي لا تسقط , كسقوط الكتله الحره , والسبب لعدم توفر الماء ولعدم وجود أمطار لتخر بباطن أرض النجوم , كما يخر الماء بباطن الأرض , لتخرج منها عيون الماء تسقي البشر والشجر والأحياء الأخرى , سنترك وندع قصة الجنة وأحداثها ومكوناتها وعناصرها وحسنها وجمالها لمقال اليوم السادس .
فمن قالوا , أن الكون قد تشكل من العدم , أو الطبيعة , أو الإنفجار الكوني الكبير , عليهم أن يقولون للرأي العام العلمي العالمي , كيف نقطع أغصان الأشجار , فتعود وتنبت مجددا , وعندما يفقد إنسان يده أو رجله أو قدمه , لما لا ينبت له أعضاء جدد كما أغصان الأشجار , فأين الطبيعة وعلماءها وفلاسفتها ليقدمون لنا الأسباب والذرائع والحجج والبراهين والتبريرات , وأين هي الجاذبية , التي تسقط حبة تفاح واحدة فوق رأس نيوتن دون أخواتها , وهناك تفاحة أيضا تسقط للأعلى , اليس من العقل والمنطق العلمي , إن سقطت حبة تسقط كل الحبات معا .
إذن هناك قوة أخرى تتحكم بالكون هذا , وهي القوة الشمولية ألتي أوجدها الله جل جلاله , فهزت شجرة التفاح برياحها فأسقطت الحبات التالفات لتأكلها الغنمات والديدان , والصالحات تقطفها الفلاحات طعام الإنسان , وبهذا ينتهي اليوم الأول من الخلق الكوني الكبير . من خلال السبب والحدث , والفعل والفاعل , وليس كما تقول علماء الغرب وبعض العرب , أن الكون تكون من خلال إنفجار كوني الكبير أهكذا بلا سبب وبلا حدث , وهل يأتي شيء من العدم ليشكل الكون الكبير , أهكذا بلا سبب وبلا حدث اليس هذا بخرافة عدمية علمية غربية , وهكذا بدأ الزمن الكوني يواكب المكان الكوني العظيم . ويشكلان معا الزمكانية التوأميه من لحظة خلق القلم والأيام والعلم والكون الكبير . وهذا الزمن الكوني سينتهي بنهاية المكان الكوني , والزمن الإنساني لا يمت للزمن الكوني , فالزمن الإنساني خاص بالإنسان , وفي موت الإنسان على الأرض ينتهي معه , والزمن الكوني عند الله جل جلاله صفر بلا وجودية , لأن الله واحد فلا صفر من قبله ومن بعده , فلو وجد الصفر وجد العدم وكلاهما الصفر والعدم لا نتاج لهما , والله ذو الجلال والإكرام لم ياتي من الصفر أو من العدم , لهذا الزمن الكوني صفر .
لابد من العودةِ على ذي بدء .. أما وفي المنظور هذا ما جئنا بهِ من التكوين الكوني العظيم , فقد كان يعتمد على كيفية النمو والبناء والعمار والإعمار والتكوين للكوني العظيم , المتدرج ليتولد ويتشكل الكوني الكبير الإنسيابي المرحلي ليصل لمرحلة الكمال والإكتمال والجمال , خلافا لنظرية الإنفجار الكوني العظيم التي جاءت من الإنفجار والتفجير , والتدمير , والتفتيت , والتشتيت , والتناثر , والتباعد دون ضوابط وأحكم وروابط تربطها وتوحدها , وفي التكوين الكوني العظيم هنا الوحدة والربط والترابط والتلاحم والتوازنات للحركه الإيروديناميكة .
وهكذا بني وتكون الكوني الكبير والعظيم في اليوم الأول عالم الغيب , الذي إستغرق مليارات من تريليوانات السنين من التفاعلات والمفاعيل حتى وصل لمستوى النضوج والكمال والبهاء والصفاء والنقاء والسناء , وهنا تكمن المفارقات والتباينات والتناقضات والإختلافات والقراءات والإستنتاجات والتحليلات والتفسيرات والإستشراف , بين التكوين الكوني الكبير العظيم وهو العمارة والإعمار , وبين الإنفجار الكوني الكبير وهو الدمار والإنهيار . وما الزمن عند الله جل جلاله صفرلا يعني شيء , فقد حدد الزمن للبشر للتعليم والتعلم ووضع المقاييس والمواقيت , إنما هو إله أبدي , هو البداية والنهاية , فالبداية غير محدده والنهاية كذلك , وهكذا هو الزمن عند الله يساوي صفر . والمكان صفر أيضا , لأن كلاهما زائل ’ فيبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام . فبأي الآء ربكما تكذبان .. ؟!
بقلم , سامي الاجرب
#سامي_الاجرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟