عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 00:20
المحور:
كتابات ساخرة
قضاياكم المصيريّة و قضايا السيّدة حبيبة القلب
بينما ينشغل الناس بقضايا مثل الاستفتاء والحروب والروهينجا .. وجفاف الأنهر والأهوار (التي أدرجتها اليونسكو ضمن لائحة التراث العالمي ، وبدأتْ تجفّ تدريجيّاً منذ ذلك الحين) .. و تفجيرات داعش وارهابها الخطير .. و تمدّدِ زهرة النيل "الأخطر من داعش" .. تلك "الزهرة" التي باتتْ تشربُ الكثير من الماء في الأشهر الأخيرة .. وبذلك الذي سرَقَ ، و ذاكَ الذي هَرَبَ من "مَنْفَذٍ" ما ، من منافذ الله الواسعة ، وبهذا المسكين الذي خرَجَ ولَمْ يَعُدْ .. و بـ كيت ميدلتون (دوقة كامبريدج) ، التي ستصبحُ حامِلاً للمرّة الثالثة بأميرٍ صغير .. وبإمكانيّة أنْ يصبحَ الأستاذ محمود الحسن رئيساً للجمهوريّة بدلاً من الدكتور فؤاد معصوم .. وباحتمال أنْ يحتَلّ نادي ريال مدريد المركز الخامس عشر في الدوري الاسباني يوم غد .. وأنْ يحسِمَ نادي برشلونة بطولة الدوري من الدور الخامس.
بينما ينشغل الجميع بهذه الاحداث الجِسام ، فإنّني ، و منذ ثلاثةِ أيّامٍ كاملةِ غير منقوصة ، لا أفعلُ شيئاً سوى الاستلقاء على ظَهْري "المُبارك" .. ويُمكنُ مشاهدتي بالعين المُجرّدة وأنا أبتَسِمُ مثل أبلهٍ للحيطان .. حالِماً بضحكةِ عينيها البُنّيَتين العسليّتَينِ اللوزيّتين ،عندما تراني صُدْفَةً في المَمرّات .. حيثُ بإمكاني أنْ أشمُّ رائحتها عن بُعد مثل K9 عاشِق .. وأتفحَصُّ مدى دقّةِ تَسَلُلِّها الى روحي بتقنية الفيديو المربوطةِ الى القلبِ منَ القلب .. وأتابعُ بشَغَفٍ نصفها الأسفل البهيّ وهو يمشي بمعزَلِ عن نصفها الأعلى المُضيء ، و كأنّها آلهة .
هي كلّ شيءٍ الآنً .. وأنا لا شيء .. وبها انشَغلُ عن كلّ شيء .. ولا يهمّني موضوعٌ عداها .. لا في "العواجِل" الشنيعة ، ولا في سحنات الوجوه الكالحة ، ولا في أشلاءنا المُبعثرة على شاشة التلفزيون .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟