محمد الحاج ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:21
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
عودتنا الحياة أن نفارق أحباءنا واحدا تلو الآخر..وأن نكرّمهم وهذا حقهم علينا وواجبنا نحوهم وهو أقل الواجب.
يوم كان الخوف ينخر أعصاب الناس،ويوم تطور لينخر لقمة العيش،كان يكافح لانتزاعه من قلوب المواطنين لأنه كان يؤمن أن الخوف ليس قدرنا بل مفروض علينا وسننزعه لنزرع مكانه الحب والورود.
حين كانت تمتمات الناس همسا بالطائفية كان يقترب منهم موضحا مآسيها وخطأها ومقتلها،كان يدرك حجم التخلف الذي تعاني منه بلداننا وكان يقول:إنه مسؤولية كل من قرأ كتاب وشعر بالمحبة لبلاده.
تعارك مع الموت وكان يدرك أنه الخاسر في هذه المعركة لكنه كان يقول لي:لن يغلبني إلاّ وأنا قويا.
استهان بالموت وهو يعرف أن لامفر، فقد سعى ككل البشر ألاّ يموت حتى آخر لحظة، لكنه الموت الذي يحكمنا.أضحكني وأبكاني في لحظته الأخيرة، إذ كنت بجانبه وكان غائبا عن الوعي، استفاق بلحظة ليقول لأخيه:يا علي لا تنسى المعاينة للدكتور من ثم غاب ولم يستفق،حتى لحظاته الأخيرة كان هاجسه حقوق الناس والإنسان.
إنه أسامه الذي شدني إليه بفهمه الواسع للمعادلة الصعبة،برويته الحوارية المتميزة،بصبره على الجهل،كان يقول لي: يا أبا أنس لا تقلق من هجوم الناس علينا،فمن يحمل مشعل الحرية وهم الوطن يراه الجميع ويصوب عليه الجهلة ويحاربوه وربما يخونوه. قدرنا أن نقارع الظلم أينما وجدناه،وأن نقاتل من أجل الحرية للجميع ومن أجل عودة السياسة للمجتمع أي عودة الروح وعودة الحياة وتهجير الخوف من وطننا إلى غير رجعه.
أيها الغالي …. فارقتنا ولم يحن الفراق بعد…غادرتنا ووطننا بأشد الحاجة لأمثالك..لأن الحب يصنعه الرجال…والبغضاء يصنعها الضعفاء…وكما تعاهدنا على الوفاء للوطن. ..بأرضه وسماءه وإنسانه، تعاهدنا أن نحب ونحترم الآخر مهما كان رأيه،وأن نحاور في شؤون الوطن والأمة التي خلفتها ثقافة الإلغاء والتمترس،وأن نساهم في تحريرها من استعباد الأمم المتقدمة عليها،ولن يكون ذلك إلاّ عندما نعيش على الأرض علاقات طيبة مع الجميع دون استثناء وليس على أسس ضيقة.
وداعا أيها الرفيق النبيل،فقد أعطيت كل ما تملك من جهد وقدرة لوطنك ومواطنيك،رحمك الله
#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟