يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5641 - 2017 / 9 / 16 - 16:57
المحور:
الادب والفن
الإنسان بطبعه اجتماعيٌّ ، يلهو و يضحك مع الآخرين و يعمل .
يتبادل معهم أطراف الأحاديث ، يختلف مع غيره و يتفق بالمناقشة و الحوار و إبداء الرأي ، ومع الناس يسهر و يسامر .
في كثيرٍ من الأمور يضطر لمجالستهم انطلاقاً من الواجبات الإنسانية ،
إن حدث مكروهٌ لمعارفه أو أصدقائه و أقاربه ..... و مثلها في الأفراح أيضاً .
لكن المفارقة تكمن حينما تشاركهم في الجلوس ، و يحدث ما لم يكن بالحسبان .
قد يجرحك بعضهم بإلصاق تهمةٍ باطلةٍ عليك – سواء عن سوء فهمٍ أو بقصدٍ – أو يلسعك الآخر ببضع كلماتٍ مسمومةٍ .
أو يرمي أحدهم سهماً إلى صدر غيرك ،
فيجعله أضحوكةً له و لأمثاله السيئين .
عندها لا خيار أمامك سوى أن تبتلع الوجع ، و تخفي الألم من انكسار نفسك ، أو تبادلهم برمي سهامك رداً لاعتبارك .
و إن لم يكن هذا أو ذاك ، فقد يكون الحديث حول أمورٍ في غاية التفاهة .
فلكي تتجنب الاصطدام بأصحاب السهام المسمومة ، أو الاحتكاك بمن لا يروقك أحاديثهم ، أمامك عدة خياراتٍ .
من أهمها و أكثرها نفعاً الارتماء في أحضان الكتب ، و التزود بعلومها .
فالقراءة خير مهربٍ لك إليها ، و أفضل موضعٍ لتعزيز موقعك فيه نحو الكمال ، و يختصر لك المسافة للتعايش مع الفلاسفة ، و تمنحك لذة التواصل معهم لتستمع إليهم ، و تنهل من علومهم .
و إلى العلماء و العظماء تتجه لتتصفح عقولهم ، و تتفاعل مع أذهانهم ،
فتلتهم الكثير مما يجهلها الآخرون .
معاشرة الكتب شهيةٌ تشدك إلى تفاصيل محتوياتها الممتعة ، و التذوق بمعرفتها المثمرة ، و تبلغ النضوج بعد توثيق الصلة بينك و بين الكتاب .
استثمر وقتك و أنت في ذروة نشاطك الذهني مقبلاً على القراءة لتوسيع آفاقك من المواضيع التي تستهويك ، أو توافق الأفكار التي تؤيدها ،
عندئذٍ الرغبة تزداد ، و الاشتهاء يشتد ، و اللذة تتعاظم ...... فتغدو نهماً شرهاً ، و لصنوف العلوم و الفنون مشغوفاً .....
و للمعرفة التي منها الحياة تتدفق يسمو فكرك ملهماً مستنيراً ...
و النفس تتذوق الإبداع و تتوهج ......
فتذهب بك إلى عالم الجمال و فسحة الحرية بلا سدٍ يعرقلك ، أو عائقٍ يمنعك .
و تجعل أيامك بلا ضجرٍ أو مللٍ .
و من أعماقك تنساب الحياة ساحرةً بديعةً أخاذةً لامعةً ....
و بالقيم المحمودة تصفو دواخلك ،
و يغزو قلبك النبل و النقاء الخالص .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟