أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل إحتل العراق الأكراد كما يدعي دعاة الدولة الكردية














المزيد.....

هل إحتل العراق الأكراد كما يدعي دعاة الدولة الكردية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5641 - 2017 / 9 / 16 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نحن بلا شك في مواجهة نمط خطير من الشيطنة يجري إشهاره في وجه كل من يختلف مع صعود الموجة الكردية المطالبة بالإستقلال عن العراق, وغالبا ما يجري تسويق هذه الشيطنة تحت عناوين قومية أهمها معاداة الطموحات القومية المشروعة للأكراد.
إن الأمر يبدو مشابها تماما للحملة التي إستثمرتها الصهيونية يوم إتهمت جميع خصومها بمعاداة السامية مضيقة الخناق على كل رأي قد يكون معارضا لها من دون ان يكون معارضا لحق اليهودي في حياة حرة كريمة شأنه في ذلك شأن الآخرين من الأديان الآخرى.
وهاهم الآن قد جعلوا كل معارض لقيام الدولة الكردية يبدو وكأنه عنصريا ليس إلا. وهل سيكون سهلا بعد هذا النمط من التدليس الأخلاقي أن نسأل : لماذا لا نفترض أن يكون العكس هو الصحيح.
إن الذي يعيد قراءة دستور الدولة الملكية الذي تم وضعه في اثناء حكم الملك فيصل الأول سوف لن يعثر فيه على اي فقرة تؤكد على وجود عائدية قومية لتلك الدولة, رغم أن العرب كانوا شكلوا أغلبيتها الكبيرة. وفيما بعد لعب الأكراد أنفسهم دورا مهما على صعيد بناء هذه الدولة إذ كان لهم رجالاتهم البارزين على كافة الأصعدة السياسية العسكرية صعودا إلى رئاسة الوزراء ومنصب رئاسة الأركان أو قيادة الجيش.
إن هذا المشهد المفصلي من تاريخ الدولة العراقية الحديثة يتناقض بشكل جوهري مع خطاب المظلومية السياسية الذي يعتمده الإنفصاليون من الكرد, فالعراق بوضعه الحالي لم يكن مشروعا عربيا حتى يقال أن الكرد, ومن خلال مشروع تلك الدولة, كانوا قد وقعوا تحت إحتلال عربي أو عراقي, فلا العراق بشكله الحالي كان قائما حتى يقال أنه كان إستعمر غيره, ولا الأكراد أنفسهم كانوا قبل تأسيسه يملكون دولة سابقة لقيام الدولة العراقية حتى يقال أن هذه الأخيرة كانت ألغت سابقتها وإحتلت أراضيها.
ولم يذكر عن جمهورية عبدالكريم قاسم الوطنية الإتجاه أنها وضعت دستورا يؤكد على الصفة القومية لها بل كان مشهودا عنها خصوصيتها الوطنية المتخاصمة مع التيارات القومية التي أطاحت بعبدالكريم قاسم نفسه ومعه حشد من الزعامات العسكرية والمدنية ذات الإتجاه العراقي البحت.
ولنتذكر أن الثورة الكردية التي كان قادها الملا مصطفى البارزاني كانت قامت في الأصل ضد أنظمة عراقية لها خصومتها المعروفة مع التيار القومي, فهي وضعت نفسها في البداية ضد الحكم الملكي الذي كان رأس الحربة في الحرب ضد المد العروبي الناصري والبعثي, ثم وضعت نفسها ضد حكم الزعيم قاسم الذي كان خصما للتيار القومي في العراق.
وفيما بعد, حينما ذهب البعثيون في عام 1963 للتباحث مع عبدالناصر بشأن قيام الدولة الإتحادية الثلاثية بين مصر والعراق وسوريا, فقدد حرصواعلى أن يضم الوفد العراقي شخصيات كردية كان في مقدمتها السيد جلال الطالباني من أجل تطمين الأكراد إلى أن الدولة الإتحادية المقترحة لن تأتي على حساب حقوقهم في العراق.
ولنتذكر أن الأكراد كانوا قد حصلوا على حكمهم الذاتي في زمن صدام حسين, وإن كل ما يدرج في باب المظلومية الكردية في عهده يجب ان يدرج في خانة توصيف ذلك النظام كنظام فردي دكتاتوري وليس كنظام عرقي.
إن كل ذلك لا يلغي المشكلات التي رافقت قيام الدولة العراقية الحديثة التي ضمت العرب مثلما ضمت الأكراد وغيرهم من القوميات المختلفة كالتركمان والكلدوآشوريين, غير أن الفرق الكبير يبقى في طريقة تخريج طبيعة تلك المشاكل وفي تحديد سبل حلها.
على طريقة الإسلام السياسي الشيعي بإمكان الأكراد الإدعاء بوجود مظلوميتهم العرقية, وبإمكان التركمان أن يطورا خطابا تفصيليا بالمظالم أيضا وكذلك الكلدوآشوريين, أما على صعيد الأديان والطوائف فالحديث يطول, غير أن لا أحد من أصحاب تلك المظلوميات يملك حق برمجة نضاله ضمن مشروع إنفصالي عن العراق.
ولنعترف أن ما تأسس على خطأ لن يكون بإمكانه سوى إنتاج الأخطاء, وإن ما لدينا من أوضاع يجب أن تتغير بإتجاه إعادة بناء العراق العلماني الديمقراطي الواحد والخالي من الطائفية والفساد أو الفدراليات القومية والطائفية.
ولا يغرنكم الحديث عن الديمقراطية إن تعارضت مع وحدة الوطن, فالديمقراطية هي نظام بناء وليست نظام تفليش



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكراد .. عرب !
- العراقيون وإسرائيل
- مسعود لن يشق لكم البحر بل سيغرقكم فيه
- بيت بلا أسوار
- الإستفتاء وإعلان الدولة الكوردية المستقلة هل سيكونا كويت الب ...
- علي الأديب وفقه التبعية والعمالة
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها (2)
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها
- تجارة الدولة المدنية وسوق الأغلبيات السياسية في العراق
- أغلبية المالكي السياسية
- من يجرؤ على الكلام
- الإستفتاء الكردي .. العودة إلى ما قبل سايكس بيكو
- كيف ساهمت الأحزاب بتدمير الوعي السياسي العراقي قبل الإحتلال
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. (4)
- عيدية
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- وماذا بعد قيام الدولة الكردية المستقلة
- قطر ..حبة الرمل القاتلة
- في الموقف من المجابهة الخليجية القطرية .. الثابت المبدئي وال ...
- إسلامان سياسيان, واحد إيراني والثاني عراقي


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل إحتل العراق الأكراد كما يدعي دعاة الدولة الكردية